6 نصائح للنوم سريعاً ومقاومة الأرق

ينصح بتجنب الهواتف في السرير (أرشيفية -رويترز)
ينصح بتجنب الهواتف في السرير (أرشيفية -رويترز)
TT

6 نصائح للنوم سريعاً ومقاومة الأرق

ينصح بتجنب الهواتف في السرير (أرشيفية -رويترز)
ينصح بتجنب الهواتف في السرير (أرشيفية -رويترز)

يعد النوم أقوى مُحسِّن للأداء ومصدر للصحة، لكن من المؤسف أننا لا نحصل على قسط كافٍ منه. فهل من الممكن إذن النوم بسرعة - وما الذي يُساعد حقاً؟

هل يُمكنك حقاً النوم في خمس دقائق؟

ويقول الدكتور جاي ميدوز، المدير السريري والمؤسس المشارك لمدرسة النوم: «بينما قد يُشير النوم في أقل من خمس دقائق من حين لآخر إلى صحة نوم جيدة وكفاءة، فإن النوم لمدة خمس دقائق أو أقل باستمرار قد يكون أيضاً علامة على النعاس المفرط أو الحرمان من النوم».

ويقول ميدوز إن متوسط ​​ما يحتاج إليه الشخص الذي ينام نوماً صحياً هو 15 إلى 20 دقيقة. وإن بعضنا ببساطة يسقط في النوم بسرعة أو بسهولة، ويتابع لصحيفة «تلغراف» البريطانية: «بعض الناس أكثر استعداداً للنوم بسرعة بسبب عوامل مثل الوراثة، ومستوى جودة نومهم، وانخفاض مستويات التوتر، والنشاط البدني المنتظم، والصحة النفسية الجيدة». كما تختلف كمية النوم التي نحتاج إليها - فبينما يحتاج الأطفال إلى أكثر من 14 ساعة في الليلة، يحتاج البالغون إلى نحو 7 ساعات. وإليك ست نصائح للنوم أسرع:

1. عرّض عينيك للضوء أولاً

ويقول راسل فوستر، أستاذ علم الأعصاب اليومي في جامعة أكسفورد ومؤلف كتاب «وقت الحياة: العلم الجديد للساعة البيولوجية، وكيف يُمكن أن يُحدث ثورة في نومك وصحتك»، إنه عندما يتعلق الأمر بالقدرة على النوم بسرعة، فإن ما نفعله خلال النهار لا يقل أهمية عما نفعله عند النوم.

ويضيف: «ينبغي على معظمنا الحصول على أكبر قدر ممكن من ضوء الصباح الطبيعي لتحسين فرصنا في النوم لاحقاً في ذلك اليوم. فقد ثبت أن هذا يُحرّك الساعة البيولوجية إلى وقت أبكر، مما يساعدك على الشعور بالنعاس أكثر عند النوم». وساعتنا البيولوجية، أو إيقاعنا اليومي، هي «الساعة الداخلية» التي تعمل على مدار 24 ساعة وتنظم دورات نومنا واستيقاظنا.

ويوافقه جاي ميدوز الرأي. يستعد جسمك للنوم بشكل طبيعي منذ لحظة استيقاظك، وهناك أشياء يمكنك القيام بها في وقت مبكر من اليوم لمساعدتك على النوم بشكل أسرع. إن دخول الضوء إلى عينيك أولاً يُشير إلى جسمك ببدء اليوم والعد التنازلي لوقت النوم.

ويتابع ميدوز: «الآن، مع عمل المزيد منا من المنزل، لم نعد مُضطرين للخروج يومياً. وللتغلب على ذلك، أتمشى حول المنزل كل صباح دون نظارات شمسية لأدخل الضوء إلى عيني وأضبط إيقاعي اليومي. هذا يُنشئ نمطاً رائعاً من التزامن اليومي ويُساعد على تحسين جودة نومي في تلك الليلة».

2. لا تأخذ قيلولة أبداً بعد الساعة الرابعة مساءً

وكانت القيلولة القصيرة من بعد الظهر شائعة تاريخياً في جميع دول البحر الأبيض المتوسط، ويعود ذلك إلى حد كبير إلى مناخها الدافئ وميلها إلى تناول أكبر وجبة في منتصف النهار.

ومع أن القيلولة لها فوائدها الصحية، توخَّ الحذر عند أخذ قيلولة نهارية لضمان قدرتك على النوم ليلاً: ويقول البروفسور فوستر: «أولاً، إذا كنت ترغب في أخذ قيلولة نهاراً بانتظام، فمن المحتمل أنك لا تنام جيداً ليلاً. ومع ذلك، فإن القيلولة العرضية ستحسّن اليقظة والأداء بعد الظهر، بشرط ألا تتجاوز 20 دقيقة وألا تكون قبل موعد النوم بست ساعات، وإلا فستؤخر وقت النوم».

وبعد أن تنام أخيراً، يمر جسمك بأربع مراحل مختلفة ضرورية لنوم هانئ. تبدأ المرحلة الأولى بالنوم الخفيف، والخطوة الأخيرة هي نوم حركة العين السريعة الذي يمكن أن يستمر من 10 إلى 60 دقيقة.

3. تجنب ممارسة الرياضة قبل موعد النوم مباشرةً

وتعد ممارسة الرياضة مفيدة لقدرتنا على النوم، ولكن كما هو الحال مع القيلولة، تجب ممارستها بشكل صحيح. ويتابع فوستر: «بالنسبة لمعظمنا، تُساعد ممارسة الرياضة على تنظيم دورة النوم والاستيقاظ وتُقلل من الأرق. ومع ذلك، قد تُسبب ممارسة الرياضة قبل ساعة أو ساعتين من موعد النوم مشكلةً، إذ تُؤثر على الساعة البيولوجية للجسم وتُؤخر بدء النوم»، ويضيف الخبير أن ممارسة الرياضة القوية تحديداً لا يُنصح بها، لأنها قد تُسبب «نشوة العداء»، والتي بدورها تُؤخر النوم.

4. فكّر في الفراش الجيد

يعتقد البروفسور فوستر أن مراتبنا مهمة عندما يتعلق الأمر بنوم هانئ، ولكنه يُشير إلى وجود دراسات علمية قليلة تُؤكد ذلك. ويتابع: «مع ذلك، تُشير الأبحاث إلى أن المرتبة الجيدة والفراش المُناسب يُمكنهما نقل الحرارة بعيداً عن الجسم، مما يُخفض درجة حرارة الجسم الأساسية، وهذا يُمكن أن يُقلل من الوقت اللازم للنوم ويُعزز النوم العميق ذا الموجة البطيئة».

ويقول إنكِ قد تحتاجين إلى مرتبة جديدة إذا كانت مرتبتكِ الحالية مترهلة أو غير داعمة، أو إذا استيقظتِ وأنتِ تعانين من آلام في ظهركِ أو أطرافكِ. ويردف: «وهل مرّ أكثر من سبع سنوات منذ شرائها؟ هل تزداد حساسيتكِ أو تظهر عليكِ أعراض الربو أثناء النوم؟ إذا كان الأمر كذلك، فقد يكون الوقت قد حان للتفكير في شراء مرتبة جديدة». وينصح بشراء مرتبة أكثر برودةً وتهويةً، ويقترح عليكِ زيارة صالات العرض أو المتاجر الكبرى لتجربة بعضها.

فيما يتعلق بدرجة الحرارة، يقول جاي ميدوز إننا ننام بشكل أفضل في غرفة باردة، وإن درجة الحرارة المثالية لغرفة النوم تتراوح بين 16 و17 درجة مئوية.

5. التزم بروتين للنوم مثل حمام دافئ

يزدهر إيقاعنا اليومي بالروتين، لذا احرص على الاستيقاظ والذهاب إلى الفراش في نفس الوقت كل يوم، مما يُسهّل الاستيقاظ والنوم. ويقول فوستر: «هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث، ولكن من المعلوم أن الزيوت المهدئة، مثل اللافندر، تُحسّن النوم أيضاً، ويمكن أن تكون جزءاً مفيداً من روتين وقت النوم». والحمام الدافئ جزءٌ مفيدٌ أيضاً من روتين «التحضير للنوم»، لأنه يُدفئ الجلد، مما يزيد من تدفق الدم من مركز الجسم، وهو ما أظهرت بعض الدراسات أنه يُقلل من الوقت اللازم للنوم.

وأخيراً، يُنصح بجعل غرفة نومك ملاذاً للنوم: «يجب أن تكون غرفة نومك هادئةً ومظلمةً وهادئةً، لذا حاول ألا تعمل فيها خلال النهار».

6. تجنب الأجهزة الإلكترونية في السرير

ويقول فوستر: «كنتُ أتعامل بفظاظة مع اليقظة الذهنية في الماضي عندما كانت البيانات عنها شحيحة. أما الآن، فأعرف أن تقنيات اليقظة الذهنية يمكن أن تساعد في تخفيف ضغوط النهار، التي تُعدّ مُسبباً قوياً لاضطراب النوم».

في عام 2015، وجدت دراسة أن من مارسوا اليقظة الذهنية قبل النوم ناموا بشكل أفضل، ويعتقد الباحثون أن ذلك يعود إلى تهدئة الجهاز العصبي وتقليل القلق، مما يُساعد على الاسترخاء قبل النوم، وفي هذا الصدد، يقول فوستر: «معظم الناس لا يعانون من مشاكل في النوم، بل يعانون من مشكلة قلق، ويمكن أن تكون اليقظة الذهنية أي سلوك يُهدئك قبل النوم. سواء كان ذلك القراءة أو بعض تمارين التنفس. يجب ألا تكون اليقظة الذهنية ممارسة مُحددة، وألا تستغرق وقتاً مُحدداً».

ويقول ميدوز إن اليقظة الذهنية قد تشمل اختيار التركيز على ملمس اللحاف على قدميك أو على حركة أنفاسك لبضع دقائق. وينصح أيضاً بعدم استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم، ليس بسبب الضوء، ويقول: «بل بسبب ما قد تراه من أشياء تُسبب لك التوتر. لهذا السبب، توقفتُ عن متابعة الأخبار على هاتفي قبل النوم. حتى رسالة بريد إلكتروني من مديرك قد تُسبب لك توتراً شديداً قبل النوم، لذا تجنب الأجهزة الإلكترونية».


مقالات ذات صلة

6 من علامات الاكتئاب في منتصف العمر ترتبط بخطر الإصابة بالخرف

صحتك الإصابة بالاكتئاب في منتصف العمر ترتبط بزيادة احتمالية الإصابة بالخرف (بيكسلز)

6 من علامات الاكتئاب في منتصف العمر ترتبط بخطر الإصابة بالخرف

يرى كثير من الخبراء صلة واضحة بين الاكتئاب والخرف، إلا أن الباحثين لم يتوصلوا إلى تفسير قاطع لهذه الظاهرة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك الأفوكادو يحتوي على نسبة عالية جداً من الدهون (رويترز)

كيف يؤثر تناول الأفوكادو على وزنك؟

يُعدّ الأفوكادو فاكهة فريدة ولذيذة ويجدها معظم الناس خياراً صحياً لغناها بالعناصر الغذائية والدهون الصحية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك الشاي الأخضر غني بمضادات الأكسدة والمغذيات النباتية الطبيعية (رويترز)

ما فوائد الشاي الأخضر للشعر؟

يُعرف الشاي الأخضر بفوائده الصحية، مثل تعزيز صحة القلب والمساعدة في إنقاص الوزن والتحكم فيه.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك الأسماك الدهنية مثل السلمون والماكريل والسردين من أغنى المصادر الطبيعية لفيتامين «د 3» (بيكسلز)

5 أطعمة يمكنك تناولها بدلاً من اللجوء إلى مكملات فيتامين «د»

يُعدّ نقص فيتامين «د» شائعاً للغاية؛ إذ تُشير إحدى الدراسات إلى أن 20 في المائة من الأميركيين لا يحصلون على الكمية الكافية من هذا العنصر الغذائي الأساسي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق الحرمان من النوم يؤثر على المزاج والذاكرة والانتباه (بيكسلز)

لصحة نفسية أفضل... 5 عادات يجب أن تحملها معك لعام 2026

يقترب عام 2025 من النهاية، ويستعد العديد من الأشخاص لدخول العام الجديد بعادات جيدة ومتينة، على صعيد الصحة العامة والصحة النفسية أيضاً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

5 قفزات في الذكاء الاصطناعي الطبي

ذكاء اصطناعي يتنبأ بالنوبة القلبية قبل ظهور الأعراض
ذكاء اصطناعي يتنبأ بالنوبة القلبية قبل ظهور الأعراض
TT

5 قفزات في الذكاء الاصطناعي الطبي

ذكاء اصطناعي يتنبأ بالنوبة القلبية قبل ظهور الأعراض
ذكاء اصطناعي يتنبأ بالنوبة القلبية قبل ظهور الأعراض

في الشهر الأخير من عام 2025، لم يعد الذكاء الاصطناعي الطبي فكرة تُناقَش في المؤتمرات، ولا وعداً تُسوّقه الشركات الناشئة، فقد أصبح شريكاً صامتاً في العيادة، يجلس إلى جانب الطبيب، يقرأ ما لا تراه العين، ويتنبأ بما لم يبدأ بعد.

هذا العام تحديداً، شهد انتقال الذكاء الاصطناعي من مرحلة «الاختبار البحثي» إلى «القرار السريري»؛ حيث بدأت الخوارزميات لا تشرح المرض فقط، بل تسبق ظهوره، وتُعيد تعريف معنى التشخيص المبكر والعلاج الدقيق.

خوارزمية تكتشف السرطان من صورة الرنين خلال ثوانٍ

قفزات الذكاء الاصطناعي

وفيما يلي خمس قفزات موثّقة نُشرت نتائجها في 2025، تُظهر كيف تحوّل السيليكون إلى أداة إنقاذ حقيقية.

1.حين يكتشف الذكاء الاصطناعي السرطان قبل أن ينهض المريض. في الولايات المتحدة، قدّم باحثون نموذجاً جديداً يُعرف باسم بي - كانسر (P - Cancer)، قادراً على تحليل صور الرنين المغناطيسي للبروستاتا خلال 12 ثانية فقط. ولا يكتفي النظام برصد وجود الورم، بل يميّز بين السرطان البطيء، وذلك الذي يُعدّ خطراً سريرياً، بدقة بلغت 94 في المائة، متفوّقاً على اختصاصي الأشعة بفارق 75 في المائة.

والأهم أن تقرير الخوارزمية يصل إلى الطبيب، قبل أن يغادر المريض سرير الفحص، مختصراً أسابيع الانتظار إلى دقائق، ومغيّراً إيقاع التشخيص من الترقّب إلى القرار.

القلب والطب الوقائي

2.قلبٌ يبوح بمستقبله... قبل أول ألم. في كليفلاند كلينك، تجاوز الذكاء الاصطناعي قراءة صور القلب إلى استشراف مستقبله الصحي.ويدمج هذا النموذج المتقدّم بين تصوير الرنين المغناطيسي للقلب والبيانات الوراثية، ونجح في التنبؤ بحدوث أحداث قلبية كبرى خلال السنوات الخمس المقبلة بدقة قاربت 90 في المائة. ولا تعني هذه القفزة تشخيص المرض فحسب، بل اعتراضه قبل أن يتجسّد، فاتحة الباب أمام طب وقائي يُكتب فيه الدواء قبل ظهور العرض.

3.قلب مطبوع... وخوارزمية تراقب نبضه. أواخر عام 2025، أعلن أحد المعاهد البحثية العالمية عن إنجاز بدا أقرب إلى الخيال العلمي: قلب بشري مطبوع ثلاثي الأبعاد بالكامل من خلايا المريض نفسه.

لكن القلب لم يُترك للصدفة. خوارزميات تعلّم عميق راقبت عملية الطباعة لحظة بلحظة، وضبطت تدفّق الدم الرقمي داخل النموذج؛ ما أسهم في خفض خطر التجلّط بنسبة 38 في المائة. هنا لم يعد الذكاء الاصطناعي أداة تحليل أو دعم قرار، بل أصبح جزءاً من فيزيولوجيا العضو نفسه.

قلب مطبوع من خلايا المريض تحت إشراف الذكاء الاصطناعي

علاج السكري... وتشخيص الخرف

4.حين تلتقي صورة العين بسطرٍ في الملف الطبي. في الولايات المتحدة، برز هذا العام نموذج ديب - دايبيت (Deep - Diabetes) كأحد أكثر تطبيقات الذكاء الاصطناعي نضجاً في علاج السكري من النوع الثاني.

ويدمج النظام بين صورة شبكية العين والمعلومات النصية في ملف المريض، ليقترح خطة علاج وتغذية مصممة بدقة لكل فرد.

وأظهرت تجربة سريرية شملت أكثر من 50 ألف مريض، تحسّناً إضافياً في مستوى الهيموغلوبين السكري (HbA1c) (أو ما يسمى بمعدل السكر التراكمي) بمقدار 0.9 في المائة مقارنة بالرعاية التقليدية، وهو رقم قد يبدو متواضعاً، لكنه كبير الأثر في ميزان المضاعفات.

5.الخرف يُرى في العين... لا في الذاكرة. في كندا، طُوّر جهاز محمول يُعرف باسم لومي - نيرو (Lumi - Neuro)، قادر على تصوير ترسّبات بروتين الأميلويد في شبكية العين، دون حقن أو أي تدخل جراحي.

وخلال دقيقة واحدة فقط، يقدّر الجهاز خطر الخرف المبكر بدقة بلغت 88 في المائة، وبتكلفة تقل عن 20 دولاراً للفحص.

وبروتين الأميلويد هو بروتين يتكوّن طبيعياً في الجسم، لكن عند اختلال آلية التخلص منه يبدأ بالتراكم على شكل ترسّبات لزجة بين خلايا الدماغ. ويعطّل هذا التراكم التواصل العصبي ويُعدّ من العلامات البيولوجية المبكرة المرتبطة بمرض ألزهايمر وأنواع من الخرف، وغالباً ما يبدأ قبل ظهور الأعراض بسنوات طويلة.

بهذه البساطة، انتقل تشخيص الخرف من العيادات المتخصصة إلى العيادات المتنقلة، ومن الانتظار الطويل إلى الكشف المبكر.

السعودية... الذكاء الاصطناعي من البحث إلى القرار الصحي

في المملكة العربية السعودية، شهد عام 2025، تسارعاً لافتاً في توظيف الذكاء الاصطناعي داخل المنظومة الصحية، من التشخيص المبكر إلى دعم القرار السريري؛ فقد أُطلقت منصات وطنية لتحليل الصور الطبية والسجلات الصحية الضخمة، وأسهمت خوارزميات محلية في تحسين دقة الكشف عن أمراض القلب والسكري والأورام، ضمن إطار تنظيمي تقوده الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا SDAIA).بهذا الانتقال، لم تعد المملكة مستهلكة للتقنية، بل شريك في صياغة نموذج عربي للطب الذكي، يوازن بين الابتكار، الحوكمة، وخصوصية المريض.

دمج صورة العين والسجل الطبي لتخصيص علاج السكري

ما بعد 2025: حين تسبق الأخلاقياتُ الخوارزميةَ

ورغم هذه القفزات، لم يكن عام 2025 خالياً من الأسئلة. فقد كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة «نيتشر ميديسن» (Nature Medicine) عن تحيّزات مرتبطة بالعرق وبالاختلافات بين الرجال والنساء في بعض نماذج تشخيص السرطان، ما أعاد إلى الواجهة مفهوم عدالة الخوارزمية، والحاجة إلى حوكمة صارمة للبيانات الطبية، وشفافية واضحة في اتخاذ القرار السريري.

فالذكاء الاصطناعي، مهما بلغ من الدقة، لا يتجاوز كونه مرآة لمن صممه... ودقته الأخلاقية لا تقل أهمية عن دقته الحسابية.

ان ما كشفه عام 2025 أن الذكاء الاصطناعي الطبي لم يعد وعداً مؤجّلاً، بل لحظة حاضرة في قلب الممارسة اليومية. هو طبّ يعيد ترتيب الزمن: يسبق المرض إلى جذوره، ويمنح الطبيب ما كان ينقصه دائماً... وقتاً للفهم، ومساحة للرحمة.

أما العالم العربي؛ فهو يقف اليوم عند عتبة تاريخية نادرة، فإمّا أن يكتفي بقراءة هذه التحوّلات من بعيد، أو أن يشارك في كتابتها، مساهماً في صياغة طبٍّ ذكي لا يُقصي الإنسان، بل يعيده إلى مركز المعادلة.

فالفرص الكبرى لا تتكرر... بل تُدرك حين يحسن أصحابها الإصغاء لنداء الزمن

وكما أدرك ابن سينا منذ قرون، فإن جوهر الطب ليس في الأدوات، بل في فهم الإنسان قبل علّته... وكل تقنية لا تخدم هذا الفهم، تبقى ناقصة، مهما بلغت دقّتها.


7 عادات يومية بسيطة لتحسين المزاج

طهي وجبة مألوفة يمكن أن يساعد على تحسين المزاج (مجلة ريل سيمبل)
طهي وجبة مألوفة يمكن أن يساعد على تحسين المزاج (مجلة ريل سيمبل)
TT

7 عادات يومية بسيطة لتحسين المزاج

طهي وجبة مألوفة يمكن أن يساعد على تحسين المزاج (مجلة ريل سيمبل)
طهي وجبة مألوفة يمكن أن يساعد على تحسين المزاج (مجلة ريل سيمبل)

نمرّ جميعاً بأيام نستيقظ فيها بمزاج سيئ أو نشعر بالإحباط دون سبب واضح، وفي مثل هذه الأوقات قد يبدو إنجاز أبسط الأمور أمراً صعباً.

لكن خبراء الصحة النفسية يؤكدون أن هناك عادات يومية سهلة يمكنها أن تساعد على تحسين الحالة المزاجية سريعاً، وفق مجلة «Real Simple» الأميركية.

ويشير الخبراء إلى أن تحسين المزاج لا يتطلب تغييرات جذرية أو مجهوداً كبيراً؛ فأحياناً تكفي عادات صغيرة وبسيطة، نمارس كثيراً منها دون أن ننتبه، لتمنحنا شعوراً أفضل وتساعدنا على اجتياز اليوم بطاقة أكثر إيجابية، وإليك 7 طرق بسيطة لتعزيز مزاجك:

رتّب سريرك

لا يستغرق ترتيب السرير سوى دقائق، لكنه يمنحك بداية إيجابية لليوم، حسب أنغيلا بلفيل، مستشارة الصحة النفسية في مركز «بيلا هيلث» في الولايات المتحدة. وتقول: «لاحظت أنني عندما أرتب سريري في الصباح أشعر بتحسن فوري. إنه إنجاز صغير وسريع، لكنه يمنح إحساساً بالنجاح ويحفّز سلسلة من السلوكيات الإيجابية طوال اليوم».

طهي وجبة مألوفة

توضح ميغ بومان، اختصاصية التغذية المتخصصة في العلاقة بين الطعام والصحة النفسية، أن المهام المتكررة مثل التقطيع أو التحريك تخلق إيقاعاً يساعد على خفض هرمونات التوتر. وتضيف أن إعداد وصفات مألوفة يتطلب مجهوداً ذهنياً أقل، ويمنح شعوراً بالاكتمال، ما يعزز إفراز الدوبامين المرتبط بالإحساس بالرضا.

تناول الطعام بانتظام

يساعد الانتظام في الوجبات على استقرار مستوى السكر في الدم، ما يمنع التهيّج وتقلب المزاج. وتقول بومان مازحة: «كثيرون يظنون أنهم قلقون أو متوترون، بينما هم في الحقيقة جائعون!»

شرب القهوة أو الشاي

يشير الخبراء إلى أن الشاي أو القهوة، أو غيرها من المشروبات الدافئة، ترسل إشارات للجهاز العصبي بالراحة والأمان؛ فالدفء يرتبط في أذهاننا بالهدوء والاحتواء، ما يساعد الجسم على تحسين المزاج.

مشاهدة المسلسلات أو الأفلام المفضلة

رغم أن الإفراط في وقت الشاشة ليس صحياً، فإن المحتوى المألوف يمكن أن يكون مهدئاً للغاية. ويشير الخبراء إلى أن القصص المتوقعة تقلل العبء الذهني، ولهذا نشعر بالراحة عند إعادة مشاهدة أعمال نحبها، خصوصاً إذا كانت خفيفة أو مضحكة أو مرتبطة بذكريات جميلة.

اشتم رائحة لطيفة

ينصح الخبراء باستنشاق رائحة لطيفة لمدة تتراوح بين 5 و10 ثوانٍ، إذ تحفّز الروائح الجميلة مناطق في الدماغ مرتبطة بالمتعة والتركيز. وتشير الدراسات إلى أن روائح مثل الفانيليا أو إكليل الجبل (الروزماري) قد تعزز الإحساس بالراحة وتحسّن المزاج.

غسل الوجه بالماء البارد

جرّب فتح الصنبور على الماء البارد عند غسل وجهك. ويوضح الخبراء أن رش الماء البارد لا يساعد فقط على الاستيقاظ، بل يفعّل أيضاً الجهاز العصبي اللاودي المسؤول عن الراحة والهضم. ويمكن استخدام هذه الحيلة في أي وقت تشعر فيه بالتوتر أو الحاجة إلى الاسترخاء.


6 من علامات الاكتئاب في منتصف العمر ترتبط بخطر الإصابة بالخرف

الإصابة بالاكتئاب في منتصف العمر ترتبط بزيادة احتمالية الإصابة بالخرف (بيكسلز)
الإصابة بالاكتئاب في منتصف العمر ترتبط بزيادة احتمالية الإصابة بالخرف (بيكسلز)
TT

6 من علامات الاكتئاب في منتصف العمر ترتبط بخطر الإصابة بالخرف

الإصابة بالاكتئاب في منتصف العمر ترتبط بزيادة احتمالية الإصابة بالخرف (بيكسلز)
الإصابة بالاكتئاب في منتصف العمر ترتبط بزيادة احتمالية الإصابة بالخرف (بيكسلز)

يرى كثير من الخبراء صلة واضحة بين الاكتئاب والخرف، إلا أن الباحثين لم يتوصلوا إلى تفسير قاطع لهذه الظاهرة، مع أن إحدى الدراسات أشارت إلى أن اتباع حمية البحر الأبيض المتوسط ​​قد يقطع هذه العلاقة.

ووفقاً لدراسة جديدة نُشرت في مجلة «ذا لانسيت للطب النفسي»، فإن ستة أعراض محددة للاكتئاب في منتصف العمر ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالخرف بنسبة تقارب 50 في المائة.

شمل البحث 5800 شخص كانوا جزءاً من دراسة وايتهول الثانية، التي بدأت عام 1985.

وكان لدى جميع المشاركين حالات اكتئاب مسجلة بين عامي 1997 و1999. وتمت متابعة حالتهم الصحية لمدة 25 عاماً.

وجدت الدراسة أن الإصابة بالاكتئاب في منتصف العمر ترتبط بزيادة احتمالية الإصابة بالخرف بنسبة 27 في المائة.

لكن يبدو أن هذه الزيادة في المخاطر مرتبطة بستة عوامل، اثنان منها - انخفاض الثقة بالنفس وصعوبة التعامل مع المشاكل - يرتبطان بزيادة المخاطر بنسبة تقارب 50 في المائة.

هذه الأعراض الستة هي:

- فقدان الثقة بالنفس

- عدم القدرة على مواجهة المشكلات

-انعدام الشعور بالدفء والمودة تجاه الآخرين

- الشعور بالتوتر والقلق الدائمين

- عدم الرضا عن أداء المهام

- صعوبة التركيز

قال الدكتور فيليب فرانك، المؤلف الرئيسي للدراسة: «تُظهر نتائجنا أن خطر الإصابة بالخرف مرتبط بمجموعة من أعراض الاكتئاب، وليس بالاكتئاب ككل. هذا النهج القائم على الأعراض يُعطينا صورة أوضح بكثير عن الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالخرف قبل عقود من ظهوره».

وتابع: «يبدو أن الأعراض اليومية التي يعاني منها الكثيرون في منتصف العمر تحمل معلومات مهمة حول صحة الدماغ على المدى الطويل. إن الانتباه إلى هذه الأنماط قد يفتح آفاقاً جديدة للوقاية المبكرة».

هل الإصابة بالاكتئاب تعني بالضرورة الإصابة بالخرف؟

الإجابة الدقيقة على هذا السؤال، هي: «لا». وجدت هذه الدراسة فقط ارتباطاً بين الاكتئاب وزيادة خطر الإصابة بالخرف، ويؤكد الباحثون على ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث.

قال الدكتور ريتشارد أوكلي، المدير المساعد للبحوث والابتكار في جمعية ألزهايمر: «إن العلاقة بين الخرف والاكتئاب معقّدة. من المشجع رؤية هذه الدراسة الرصدية الجديدة، وهي تبدأ في كشف كيفية ترابط الخرف والاكتئاب. مع ذلك، لا تزال هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لتأكيد ما إذا كانت هذه الأعراض الستة تنطبق أيضاً على النساء والأقليات العرقية».

وتابع: «من المهم ملاحظة أنه ليس كل من يعاني من الاكتئاب سيصاب بالخرف، والأشخاص المصابون بالخرف لن يصابوا بالضرورة بالاكتئاب».