كشفت دراسة أميركية أن تمريناً بسيطاً باستخدام قبضة اليد قد يكون له أثر كبير في الحفاظ على صحة الأعصاب لدى كبار السن وإبطاء التدهور العصبي المرتبط بالتقدم في العمر، والذي يزيد أخطار السقوط والإصابات.
وأوضح الباحثون من جامعة سيراكيوز، أن هذه النتائج قد تفتح آفاقاً جديدة لاستخدام تمارين المقاومة وسيلةً علاجية لمواجهة أنواع أخرى من تدهور الأعصاب غير المرتبط بالعمر، مثل بعض الاضطرابات العصبية، ونُشرت النتائج، الأربعاء، بدورية «Medicine & Science in Sports & Exercise».
وتتدهور الأعصاب المسؤولة عن التحكم في العضلات مع التقدم في السن، فتضعف سرعة الإشارات العصبية ويقل اتصالها بالعضلات؛ ما يؤدي إلى فقدان الألياف العضلية السريعة وتراجع القوة والحركة. وتزداد خطورة هذه التغيرات لدى الأشخاص قليلي النشاط البدني؛ ما يجعلهم أكثر عرضة لفقدان التوازن والسقوط.
وأجرى الفريق دراسته على 48 مشاركاً تتراوح أعمارهم بين 18 و84 عاماً، خضعوا لتدريب استمر أربعة أسابيع بمعدل ثلاث جلسات أسبوعياً.
اعتمد التدريب على تمارين الضغط المتكرر باستخدام اليد اليمنى واليسرى عبر أداة مقاومة أو جهاز مخصص للضغط باليدين؛ وذلك بهدف تقوية العضلات وتحفيز الأعصاب في الساعد.
وقبل فترة التدريب وبعدها، أُجريت اختبارات لقياس سرعة توصيل الأعصاب وقوة العضلات باستخدام التحفيز الكهربائي.
ورغم بساطة التمرين، أظهرت النتائج أن جميع كبار السن المشاركين حققوا تحسناً ملحوظاً في سرعة توصيل الأعصاب؛ ما يعكس إعادة تنشيط الأعصاب السريعة التي عادة ما تكون أول ما يتدهور مع التقدم في العمر. وقد ساعد ذلك في استعادة جزء من الألياف العضلية السريعة وتحسين وظائف الأعصاب والعضلات.
وتقول الباحثة المشاركة في الدراسة، الدكتورة جوكارول شيلدز، من جامعة سيراكيوز: «بالنسبة لمن هم في السبعينات أو الثمانينات، الأمر يتعلق بالحفاظ على ما لديهم، فالشيخوخة حتمية، لكن يمكننا محاولة إبطائها».
وأضافت عبر موقع الجامعة، أن «هذه النتائج مهمة لأنها تثبت أن الأعصاب قابلة للتدريب حتى في سن متقدمة؛ ما يجعل تمارين المقاومة البسيطة وسيلة فعّالة للحفاظ على الصحة العصبية والعضلية».
ووفق الفريق، فإن أهمية هذه النتائج لا تقتصر فقط على تحسين القوة واللياقة، بل تمتد لتشمل تعزيز الاستقلالية وجودة الحياة لدى كبار السن عبر خفض خطر السقوط والإصابات الخطيرة، كما تشكل النتائج نقطة انطلاق مهمة لتطوير تدخلات بسيطة وفعالة للحفاظ على الصحة العصبية والعضلية مع التقدم في العمر.

