يعاني العديد من عشاق القهوة من مشاكل في المعدة بسبب كثرة تناول هذا المشروب، واعتمادهم عليه لإنجاز مهامهم اليومية، وتعزيز نشاطهم وقدرتهم على الصمود أمام ساعات العمل أو الدراسة الطويلة.
تقول اختصاصية التغذية المُعتمدة أندريا دان: «قد يُسبب محتوى القهوة من الأحماض أو الدهون مشاكل في الجهاز الهضمي مثل حرقة المعدة، وارتجاع المريء، والانتفاخ»، وفقاً لـ«كليفلاند كلينيك».
تُوضح دان أن شرب القهوة التي تحتوي على الكافيين يزيد من كمية الحمض الموجودة بالفعل في معدتك، مما يُسهّل تأثير ارتجاع المريء وحرقة المعدة.
للقهوة إيجابياتها وسلبياتها، وتُضيف: «لكن هناك العديد من الخيارات منخفضة الحموضة التي يُمكنك تجربتها لمواجهة أعراضك».
لماذا تُسبب القهوة اضطراباً في المعدة؟
يُعتبر الكافيين والأحماض الموجودة في القهوة السبب الرئيسي وراء اضطراب المعدة.
تشرح دان: «الكافيين مُنشِّط طبيعي، ولكنه يُزيد أيضاً من انقباضات الجهاز الهضمي وإنتاج حمض المعدة».
وبناءً على نوع القهوة التي تشربها، قد تحتوي أيضاً على كمية كبيرة من الأحماض، مما يُسرِّع هضم الطعام ويجعلك تُسرع إلى الذهاب إلى الحمام.
تشمل أنواع القهوة الغنية بالحموضة تلك المصنوعة من حبوب أرابيكا، والقهوة قليلة التحميص.
وهناك 3 أنواع من القهوة التي قد لا تسبب مشاكل في المعدة، وهي:
1- القهوة ذات التحميص الداكن
أظهرت دراسة أُجريت عام 2014 أن القهوة المحمصة الداكنة تحتوي على توازن في المواد الكيميائية التي تُنتج حموضة معدية أقل من القهوة متوسطة التحميص، وفقاً لموقع «فيري ويل هيلث».
تحتوي القهوة ذات التحميص الداكن على كميات أعلى من مركب كيميائي يُسمى NMP، كما تضم كميات أقل من مركبين آخرين يُعرفان باسم C5HTs وأحماض الكلوروجينيك (CGAs).
وجد الباحثون أن هذه النسبة بين ارتفاع NMP وانخفاض C5HTs وCGAs تُسبب إنتاجاً أقل للحموضة في المعدة.
لم يُحدث NMP وحده نفس التأثير، بل كان توازن المواد الكيميائية هو ما أحدث الفرق.

2- القهوة الباردة
قد تكون للقهوة الباردة فوائد صحية عديدة، مثل تعزيز عملية الأيض وحماية صحة القلب. يجد بعض الناس أن القهوة الباردة ألطف على المعدة من أنواع القهوة الأخرى، وفقاً لموقع «هيلث لاين».
اكتسبت القهوة الباردة شعبية كبيرة بين شاربي القهوة في السنوات الأخيرة.
بدلاً من استخدام الماء الساخن لاستخلاص نكهة وكافيين حبوب البن، تعتمد القهوة الباردة على الوقت بنقعها في الماء البارد لمدة 12-24 ساعة.
هذه الطريقة تجعل المشروب أقل مرارة من القهوة الساخنة.
على الرغم من أن معظم الأبحاث حول الفوائد الصحية للقهوة تستخدم القهوة الساخنة، فإنه يُعتقد أن القهوة الباردة تُقدم العديد من التأثيرات المشابهة.
يتجنب الكثيرون القهوة لأنها مشروب حامضي قد يُحفز ارتجاع المريء. وارتجاع المريء هو حالة يتدفق فيها حمض المعدة بشكل متكرر من المعدة إلى المريء، مما يُسبب إزعاجاً. كما يُعزى ارتجاع المريء إلى أمراض أخرى، مثل عسر الهضم وحرقة المعدة.
يقيس مقياس الرقم الهيدروجيني (pH) مدى حمضية أو قلوية المحلول من 0 إلى 14، حيث يُشير الرقم 7 إلى درجة محايدة، والأرقام المنخفضة إلى درجة حمضية أعلى، والأرقام المرتفعة إلى درجة قلوية أعلى.
تتشابه مستويات الحموضة بين القهوة الباردة والساخنة بشكل عام، حيث تتراوح بين 5 و6 على مقياس الرقم الهيدروجيني، مع أن هذا قد يختلف باختلاف أنواع القهوة.
مع ذلك، وجدت بعض الدراسات أن القهوة الباردة أقل حموضة بقليل، مما يعني أنها قد تُسبب تهيجاً أقل للمعدة.
3- القهوة منزوعة الكافيين
في بعض الحالات، يُساعد التحول إلى القهوة منزوعة الكافيين في علاج اضطراب المعدة.
ينطبق هذا بشكل رئيسي إذا كان الكافيين هو السبب وراء مشاكل المعدة.
مع ذلك، تحتوي القهوة منزوعة الكافيين على أحماض القهوة، مثل حمض الكلوروجينيك وN-ألكانويل-5-هيدروكسي تريبتاميد، والتي رُبطت بزيادة إنتاج حمض المعدة وتقلصات الأمعاء.
علاوة على ذلك، قد تُسبب إضافة الحليب أو الكريمة أو السكر أو المُحليات إلى القهوة منزوعة الكافيين مشاكل في المعدة لدى الأشخاص الذين لديهم حساسية تجاه هذه المواد المضافة.
