5 خطوات فعالة لعلاج الاكتئاب

النساء البالغات أكثر عرضة بأكثر من ضعف الرجال البالغين لتناول أدوية الاكتئاب (أرشيفية - أ.ب)
النساء البالغات أكثر عرضة بأكثر من ضعف الرجال البالغين لتناول أدوية الاكتئاب (أرشيفية - أ.ب)
TT

5 خطوات فعالة لعلاج الاكتئاب

النساء البالغات أكثر عرضة بأكثر من ضعف الرجال البالغين لتناول أدوية الاكتئاب (أرشيفية - أ.ب)
النساء البالغات أكثر عرضة بأكثر من ضعف الرجال البالغين لتناول أدوية الاكتئاب (أرشيفية - أ.ب)

عادةً ما يرى خبراء وباحثون أن الاكتئاب مرض العصر. والاكتئاب هو حالة يمكن أن تسبب أعراضاً حادة تتعلق بطريقة شعورك وتفكيرك وطريقة قيامك بالأنشطة اليومية، وفقاً للمعاهد الوطنية للصحة في بريطانيا.

وتشمل الأعراض الشائعة للاكتئاب التعب، وصعوبة التركيز، والانفعال، وتغيرات الشهية، واضطرابات النوم، والانطواء الاجتماعي، وأعراضاً جسدية تشمل الصداع غير المبرر، ومشاكل الجهاز الهضمي، أو غيرها من الآلام والأوجاع، وفقاً لما ذكرته الطبيبة النفسية الدكتورة جوديث جوزيف لصحيفة «يو إس إيه توداي».

وأفادت بيانات نشرها المركز الوطني لإحصاءات الصحة التابع لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، الأربعاء، بأن أكثر من شخص واحد من كل ثمانية أشخاص في الولايات المتحدة ممن تبلغ أعمارهم 12 عاماً فأكثر قد أصيبوا بالاكتئاب في السنوات الأخيرة. وتضاعف معدل انتشار الاكتئاب تقريباً، من 7.3 في المائة في الفترة 2015 - 2016 إلى أكثر من 13 في المائة في الفترة 2021 - 2023، حسبما أوردت شبكة «سي إن إن» الأميركية.

وإذا كنت تعتقد أنك أو أحد أحبائك يعاني من الاكتئاب، فإليك ما يريد خبراء الصحة النفسية أن تعرفه.

ما الذي يسبب الاكتئاب؟

الاكتئاب مرضٌ قد يصيب أي شخص، بغض النظر عن عمره أو عرقه أو خلفيته الثقافية أو تعليمه أو دخله، وفقاً للمعهد الوطني للصحة. وقد أظهرت الأبحاث أدلةً على إمكانية انتقاله عبر الجينات، إلا أن العوامل البيئية تلعب دوراً أيضاً.

وتقول الطبيبة جوزيف: «قد يكون الأشخاص الذين تعرضوا لصدمات نفسية أو يعيشون في بيئات اجتماعية مرهقة أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب أو القلق، لذا فالأمر فطري وطبيعي. ليس كل من لديه تاريخ عائلي للاكتئاب أو القلق سيُصاب بهذين المرضين، وليس كل من يعاني منهما لديه تاريخ عائلي للإصابة بهما».

النساء تسعى للعلاج أكثر من الرجال

وأفادت الغالبية العظمى من البالغين والمراهقين المصابين بالاكتئاب، في أحدث استطلاع - ما يقرب من 88 في المائة - بأن الأعراض سببت لهم صعوبات في العمل أو المنزل أو الأنشطة الاجتماعية، وقال نحو ثلث هؤلاء إن الأمر كان «صعباً جداً إلى بالغ الصعوبة».

لكن نحو 40 في المائة فقط من البالغين والمراهقين المصابين بالاكتئاب تلقوا استشارات أو علاجاً، وفقاً لتقرير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الجديد. وكانت النساء أكثر عرضة من الرجال لتلقي العلاج: نحو 43 في المائة، مقارنة بـ33 في المائة.

كما أن النساء البالغات أكثر عرضة بأكثر من ضعف الرجال البالغين لتناول أدوية الاكتئاب، وفقاً لتقرير آخر صادر عن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها نُشر، اليوم الأربعاء. في عام 2023، تناول نحو 11.4 في المائة من البالغين في الولايات المتحدة أدوية موصوفة للاكتئاب، لكن هذه النسبة تزيد على 15 في المائة لدى النساء و7.4 في المائة لدى الرجال.

على الرغم من ارتفاع معدلات الاكتئاب لدى الفئات العمرية الأصغر، تُظهر تقارير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الجديدة أن الأشخاص في منتصف العمر كانوا أكثر عرضة من البالغين الأصغر سناً لتناول أدوية موصوفة للاكتئاب. فأكثر من 12 في المائة من البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 45 و74 عاماً فعلوا ذلك في عام 2023، مقارنة بأقل من 11 في المائة من البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و44 عاماً، وفق ما أوردت شبكة «سي إن إن» الأميركية.

هل يمكن علاج الاكتئاب؟

بالنسبة لمن شُخِّصوا باضطراب القلق، لن يزول هذا الاضطراب نهائياً، كما يقول الخبراء. ولكن هناك العديد من الأدوات التي يمكن استخدامها للسيطرة على الأعراض.

وتتابع جوزيف: «من المهم إدراك أن هذه حالات يجب التعامل معها. ومن المهم اتباع ممارسات وقائية يومية لمنع تفاقم الاكتئاب».

ويقترح الأطباء الأساليب التالية للحد من الاكتئاب:

1. العلاج النفسي

قد تُجدي أنواع مختلفة من الاستشارة أو العلاج النفسي، بما في ذلك العلاج السلوكي المعرفي، والعلاج التحفيزي، نفعاً مع مختلف الأشخاص. وتتابع الطبيبة أن الحل يكمن في استخدام المواعيد لمعالجة المشكلات الكامنة، بما في ذلك الصدمات النفسية غير المعالجة وضعف مهارات التأقلم.

2. الأدوية

وتشمل مضادات الاكتئاب التي تُوصف عادةً لعلاج الاكتئاب، وفقاً لمركز لانغون الصحي بجامعة نيويورك، مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية مثل سيرترالين أو سيتالوبرام، ومثبطات استرداد السيروتونين والنورادرينالين، ومضادات الاكتئاب غير التقليدية.

3. تعديل نمط الحياة

لقد ثبت أن الحصول على قسط كافٍ من النوم، والعمل على تقنيات إدارة التوتر، واتباع نظام غذائي متوازن، وممارسة الرياضة، كلها عوامل تُخفف من أعراض الاكتئاب.

وفي هذا الصدد، تقول جوزيف: «يُعد النوم أمراً بالغ الأهمية لأن العديد من هؤلاء الأفراد يعملون لساعات متأخرة ويستخدمون الأجهزة الإلكترونية لساعات متأخرة يجدون صعوبة في تهدئة أنفسهم ويتصفحون صفحات الإنترنت باستمرار».

4. طلب المساعدة

وتردف الطبيبة: «من المهم تقوية الروابط الاجتماعية وطلب الدعم من الأصدقاء والعائلة أو مجموعات الدعم». كما أن التنفيس عن مشاعرك لشخص عزيز، أو معالج نفسي، أو كتابة مذكرات، قد يكون مفيداً أيضاً.

5. كن صادقاً مع نفسك

تتابع جوزيف: «أقرّ بمشاعرك وتقبّلها. يمضي الكثير من الناس يومهم دون أن يعترفوا بمشاعرهم. يعملون طوال فترة الغداء وهم جائعون، ويبتسمون عندما يشعرون بالحزن، ويخفون مشاعرهم الحقيقية. إذا لم تستطع الاعتراف بمشاعرك والتعبير عنها، فكيف يمكنك فعل أي شيء حيالها؟».


مقالات ذات صلة

نصائح لمنع تحول عملك إلى «قاتل صامت»

يوميات الشرق أحياناً قد يتحول عمل الشخص إلى «قاتل صامت» (رويترز)

نصائح لمنع تحول عملك إلى «قاتل صامت»

أحياناً قد يتحول عمل الشخص إلى «قاتل صامت»، حيث يؤثر سلباً على صحته ويصيبه بمجموعة من الأمراض المهددة للحياة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الشعور المستمر بالحزن أو الكآبة هو مؤشر على أن صحتك النفسية ليست بخير (رويترز)

انتبه إليها... 6 علامات تُنذر بتدهور صحتك العقلية

يمر معظم الأشخاص بظروف حياتية صعبة وقاسية، قد تكون مرتبطة بالعلاقات العاطفية أو العمل أو حتى الأوضاع الأمنية في بلادهم.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك يعاني كثير من المراهقين من مشكلات الصحة النفسية مثل الاكتئاب والضغط النفسي (رويترز)

5 طرق فعّالة لتعزيز الصحة النفسية للمراهقين

نقل موقع «سايكولوجي توداي» عن عدد من الأطباء النفسيين قولهم إن هناك 5 طرق يمكن للآباء اتباعها مع أبنائهم المراهقين لتعزيز صحتهم النفسية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك طبيب ينظر إلى فحوصات التصوير المقطعي للدماغ في معهد بانر لألزهايمر في فينيكس (أ.ب)

5 إجراءات للوقاية من الاكتئاب والخرف والسكتة الدماغية

أكدت دراسة جديدة أن ما لا يقل عن 60 في المائة من حالات السكتة الدماغية، و40 في المائة من حالات الخرف، و35 في المائة من حالات الاكتئاب يمكن التصدي لها

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق التأمل يساعد في تخفيف التوتر وتحسين الوعي الذاتي (رويترز)

«تُخفض مستويات التوتر»... طريقة بسيطة وفعَّالة للشعور بالهدوء

ارتفعت مستويات التوتر بين الأميركيين في عام 2025، وفقاً لدراسة أُجريت في مارس (آذار)، وتفاقمت بسبب أحداث متباينة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الشعور بالوحدة يزيد احتمالات فقدان السمع

فقدان السمع من أكثر الحالات الصحية شيوعاً في العالم (جامعة كوينزلاند)
فقدان السمع من أكثر الحالات الصحية شيوعاً في العالم (جامعة كوينزلاند)
TT

الشعور بالوحدة يزيد احتمالات فقدان السمع

فقدان السمع من أكثر الحالات الصحية شيوعاً في العالم (جامعة كوينزلاند)
فقدان السمع من أكثر الحالات الصحية شيوعاً في العالم (جامعة كوينزلاند)

كشفت دراسة صينية عن أدلة قوية تشير إلى أنَّ الشعور بالوحدة قد يزيد من خطر الإصابة بفقدان السمع بشكل مستقل عن العوامل الأخرى.

وأوضح الباحثون، بقيادة جامعة تيانجين، أنّ هذه الدراسة تضيء على الوحدة بوصفها عامل خطر نفسياً - اجتماعياً مستقلاً قد يُسهم في فقدان السمع؛ ونُشرت النتائج، يوم الخميس، في دورية «Health Data Science».

ويُعدّ فقدان السمع من أكثر الحالات الصحية شيوعاً على مستوى العالم، إذ يؤثّر في أكثر من 1.5 مليار شخص. ورغم أنّ العوامل الفسيولوجية والسلوكية المرتبطة بهذه الحالة موثَّقة جيداً، فإنّ دور العوامل النفسية والاجتماعية، مثل الشعور بالوحدة، لم يحظَ بالاهتمام الكافي. وهدفت الدراسة إلى التحقق مما إذا كانت الوحدة مجرّد نتيجة لفقدان السمع، أم أنها أيضاً عامل يُسهم في تطوره.

واعتمد الباحثون في دراستهم على بيانات نحو 491 ألف مشارك، وتابعوهم على مدى زمني متوسط بلغ 12.3 عاماً. وقيس شعور الأفراد بالوحدة في بداية الدراسة من خلال سؤال واحد قائم على التقييم الذاتي، في حين حُدّدت حالات فقدان السمع الجديدة عبر السجلات الصحية الإلكترونية.

وأظهرت النتائج أنّ الأفراد الذين أفادوا بشعورهم بالوحدة كانوا أكثر عرضة للإصابة بفقدان السمع بنسبة 24 في المائة مقارنة بغيرهم، حتى بعد ضبط التحليلات وفق عوامل متعدّدة؛ مثل: العمر، والجنس، والوضع الاجتماعي والاقتصادي، والسلوكيات الصحية، والأمراض المصاحبة، واستخدام الأدوية التي تؤثّر في الأذن، والعزلة الاجتماعية، والاكتئاب، والاستعداد الوراثي.

وكانت العلاقة بين الوحدة وفقدان السمع أكثر وضوحاً في حالات فقدان السمع الحسّي العصبي، وهو النوع المرتبط بتلف القوقعة أو الأعصاب السمعية. كما بدت هذه العلاقة أقوى لدى النساء مقارنة بالرجال.

وأشار الباحثون إلى أنّ الاستعداد الوراثي لفقدان السمع يزيد من خطر الإصابة، لكنه لم يُضعف تأثير الوحدة، مما يدلّ على أنّ للوحدة تأثيراً مستقلاً يعمل عبر مسارات مختلفة.

ويرجّح الفريق البحثي أنّ عدة آليات قد تفسّر هذه العلاقة، منها الالتهابات الناتجة عن الوحدة، وارتفاع ضغط الدم، والاستجابات الهرمونية المرتبطة بالتوتر، بالإضافة إلى الأمراض المزمنة والسلوكيات غير الصحية المرتبطة بالوحدة؛ مثل: التدخين، وقلّة النشاط البدني، وسوء التغذية، واضطرابات النوم.

وتؤكد النتائج وجود علاقة وثيقة بين المشاعر الاجتماعية، مثل الوحدة، وبين مشكلات صحية جسدية، مما يدعو إلى التعامل مع الوحدة بكونها قضية صحية عامة، وليست مجرّد حالة عاطفية.

وأضاف الفريق أنّ هذه النتائج تفتح المجال لتضمين البرامج الاجتماعية والنفسية ضمن استراتيجيات الوقاية من فقدان السمع، إلى جانب التركيز على الرعاية السمعية التقليدية. وإذا أثبتت الدراسات المستقبلية أنّ تقليل الشعور بالوحدة يمكن أن يحدّ من خطر فقدان السمع، فقد يُمهّد ذلك لتدخلات وقائية جديدة تستهدف الصحة النفسية والاجتماعية للحفاظ على حاسة السمع.