المخاطر الخفية لـ«ما قبل السكري»

تفاقم خطر إصابتك بمشكلات صحية أخرى

جهاز قياس مستوى السكر بالقرب من أنواع الغذاء الصحي (غيتي)
جهاز قياس مستوى السكر بالقرب من أنواع الغذاء الصحي (غيتي)
TT

المخاطر الخفية لـ«ما قبل السكري»

جهاز قياس مستوى السكر بالقرب من أنواع الغذاء الصحي (غيتي)
جهاز قياس مستوى السكر بالقرب من أنواع الغذاء الصحي (غيتي)

يعاني نحو 98 مليون أميركي -أكثر من واحد من كل ثلاثة- من حالة «ما قبل السكري» (مقدمات السكري - prediabetes)، التي تعني أن متوسط كمية السكر (الغلوكوز) في دمهم مرتفعة، لكنها ليست مرتفعة بما يكفي لتشخيصهم بوصفهم مصابين بمرض السكري.

مقاومة الأنسولين

يحدث مرض السكري عندما يواجه الجسم صعوبة في استخدام توظيف الغلوكوز للحصول على الطاقة، وذلك بسبب تراجع مستوى استجابة الخلايا للأنسولين الذي ينتجه البنكرياس، وهي حالة تعرف باسم «مقاومة الأنسولين» (insulin resistance). وتجدر الإشارة إلى أن الأنسولين يُسهّل نقل الغلوكوز من الدم إلى الخلايا؛ ولذا يتراكم الغلوكوز غير المستخدم في مجرى الدم.

ويكمن الفرق بين مرض السكري ومقدمات السكري في مدى ارتفاع مستويات السكر بالدم. وفي هذا السياق، شرح د. هوارد لوين، الأستاذ المساعد بكلية الطب في جامعة «هارفارد»، ورئيس تحرير «هارفارد مينز هيلث ووتش»، أنه: «إذا كنت تعاني (ما قبل السكري)، فمن المؤكد أنك ترغب في منع تحوله إلى تشخيص لمرض السكري. إلا أنه إذا تركت حالة (ما قبل السكري) دون تدخل، فإنها تحمل قدراً كافياً من الخطورة في حد ذاتها، خصوصاً أنها تفاقم خطر إصابتك بمشكلات خطيرة أخرى، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، وأمراض الكلى المزمنة، ومرض الكبد الدهني، حتى لو لم تصب بمرض السكري الكامل مطلقاً».

الكبائر الثلاث

فيما يلي نظرة على كل من هذه الحالات الثلاث، وكيف تؤثر على الأشخاص المصابين بمقدمات السكري:

• أمراض القلب والأوعية الدموية: خلصت أبحاث إلى أن الأشخاص المصابين بحالة «ما قبل السكري» معرضون لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية (Cardiovascular disease) بنسبة 15 في المائة أكثر، مقارنة بالأشخاص الذين لا يعانون منها؛ ولذلك، فإنه من المهم للغاية الانتباه إلى عوامل الخطر القلبية الوعائية الأخرى، مثل التدخين وضغط الدم ومستوى الكوليسترول الدهني منخفض الكثافة (LDL)، المعروف باسم الكوليسترول «الضار».

وهنا، شرح د. لوين: «يجب على الأشخاص المصابين بـ(ما قبل السكري) الإقلاع عن التدخين، والسعي إلى تحقيق مستويات أقل من ضغط الدم والكوليسترول (الضار)، مقارنة بأولئك الذين ينعمون بمعدلات طبيعية من سكر الدم».

من جهتها، توصي الجمعية الأميركية للسكري، المصابين بمقدمات السكري بالسعي لتحقيق مستوى ضغط دم أقل من 140/90 ملليمتراً زئبقياً. ومع ذلك، ينصح د. لوين، الأشخاص مرضى مقدمات السكري بالسعي نحو تحقيق أرقام أقل، أقرب إلى 120/80 ملليمتراً زئبقياً. واستطرد موضحاً أنه: «يمكنك أنت وطبيبك تحديد أفضل هدف لك».

من جهتها، توصي الإرشادات المعلنة بهذا الصدد المصابين بـ«ما قبل السكري» بإبقاء مستويات الكوليسترول «الضار» أقل عن 100 ملليغرام لكل ديسيلتر. وأكد د. لوين أنه كلما انخفض مستوى الكوليسترول «الضار» كان ذلك أفضل. أما مرضى السكري فيوصيهم بالسعي لتحقيق مستوى 70 ملليغراماً لكل ديسيلتر أو أقل.

وشرح د. لوين: «من خلال خفض ضغط الدم والكوليسترول، تتراجع احتمالية تراكم اللويحات الدهنية في الشرايين، ما يعمل بمثابة ثقل مقابل في مواجهة خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، المرتبطة بمقدمات السكري».

وينصح د. لوين بتغيير نمط الحياة بوصفه نهجاً أساسياً لإدارة كل من ضغط الدم والكوليسترول، وإضافة الأدوية إذا لزم الأمر.

• أمراض الكلى والكبد

- مرض الكلى المزمن: تخلق الإصابة بحالة «ما قبل السكري» عبئاً إضافياً على الكلى، في أثناء عملها على تصفية السكر والنفايات الأخرى من الدم. وبمرور الوقت، يمكن أن يؤدي هذا إلى إتلافها.

وفي الواقع، خلصت دراسات إلى أن الأشخاص المصابين بـ«ما قبل السكري» أكثر عرضة للإصابة بأمراض الكلى المزمنة (Chronic kidney disease)، بمقدار الضعف، مقارنة بالأشخاص الذين لديهم مستويات طبيعية من السكر في الدم. ويتفاقم الخطر كلما طالت فترة إصابة الشخص بـ«ما قبل السكري».

- مرض الكبد الدهني: تزيد حالة «ما قبل السكري» من خطر الإصابة بمرض الكبد الدهني (fatty liver disease)، عبر عدة سبل، فمثلاً، يمكن أن تتسبب مستويات الغلوكوز المرتفعة، في تحويل الجسم للغلوكوز الزائد إلى دهون، التي يجري تخزينها في الكبد. ويمكن أن تؤدي مقاومة الأنسولين إلى إضعاف قدرة الكبد على معالجة الدهون وتفتيتها، ما يتسبب بدوره في تراكمها.

اختبارات «ما قبل السكري»

عادةً لا تظهر أعراض لحالة «ما قبل السكري»؛ ولذلك، فإن ما يقدر بنحو 80 في المائة من المصابين بهذه الحالة لا يدركون إصابتهم بها؛ لذلك يُنصح الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن، بإجراء فحص لـ«ما قبل السكري» حتى ولو كانوا يتمتعون بصحة جيدة بشكل عام. وإلى جانب ذلك، عادة ما يطلب معظم الأطباء إجراء اختبار دم للهيموغلوبين الغليكوزيلاتي (اختبار خضاب الدم السكري - hemoglobin A1c)، الذي يوضح متوسط مستويات السكر في الدم عبر الشهور الثلاثة السابقة. وحسب الجمعية الأميركية للسكري، يجري تشخيص مقدمات السكري إذا كانت مستويات الهيموغلوبين الغليكوزيلاتي تقع بين 5.7 و6.4 في المائة.

تغييرات نمط الحياة

تُعدّ مسألة إدخال تغييرات على نمط الحياة، مثل فقدان الوزن، وممارسة الرياضة، وتعديل النظام الغذائي، أفضل الطرق لإدارة مستويات السكر في الدم، ومنع تطور «ما قبل السكري» إلى مرض السكري الكامل. (وقد يساعد في هذا المجال الحصول على قدر كافٍ من «فيتامين دي»).

تُهدد بحدوث أمراض القلب والكلى المزمنة والكبد الدهني

وشرح د. لوين، أن: «اتخاذ خيارات نمط حياة صحي لا يساعد فقط على خفض مستويات السكر في الدم، بل يسهم كذلك في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وتلف الكلى، والكبد الدهني. وحتى إذا كنت بحاجة إلى دواء للوصول إلى الأهداف المتعلقة بضغط الدم وكوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة، فمن المحتمل أن تحتاج إلى جرعات أقل إذا ركزت على المجالات الثلاثة الآتية».

- إنقاص الوزن. إذا كنت تعاني من زيادة الوزن، فإن فقدان 5 إلى 10 في المائة من وزن جسمك الحالي، يمكن أن يُحسن مستويات ضغط الدم والكوليسترول. وحسب د. لوين، فإن فقدان الوزن، إذا لزم الأمر، يعد استراتيجية رئيسية للوقاية من مرض الكبد الدهني وعلاجه.

- ممارسة الرياضة. تنص الإرشادات الفيدرالية إلى ضرورة أن يمارس الجميع التمارين الهوائية متوسطة الشدة، لمدة 150 دقيقة على الأقل، أسبوعياً. وهنا، قال د. لوين: «أضف كذلك ساعتين أو ثلاث ساعات من تمارين المقاومة أسبوعياً، باستخدام الأوزان الحرة أو الآلات أو وزن الجسم».

بوجه عام، يرتبط الجمع بين التمارين الهوائية وتمارين المقاومة بتحسين التحكم في نسبة السكر في الدم، وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وتحسين صحة الكبد.

- النظام الغذائي. قلل من تناول الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات البسيطة، مثل الخبز والمعكرونة والأرز والبطاطا والأطعمة المصنعة والمشروبات الغنية بالسكر، مثل عصير الفاكهة والمشروبات السكرية. ذلك لأن الجسم يهضم هذه الكربوهيدرات سريعاً، ويمكن أن تتسبب في ارتفاع وانخفاض مستويات السكر في الدم بسرعة. وينصح بالاستغناء عنها لصالح الكربوهيدرات المعقدة، مثل تلك الموجودة في الحبوب الكاملة والفاصوليا والبازلاء الخضراء والعدس، وكذلك ينبغي زيادة معدلات تناول الأطعمة الغنية بالألياف.

جدير بالذكر أن الألياف تساعد في إنقاص الوزن، عن طريق إبطاء عملية الهضم، ما يساعدك على الشعور بالشبع وتقليل الجوع بين الوجبات، حسبما أوضح د. لوين. ومن خلال إبطاء امتصاص الجسم للغلوكوز تهدأ وتيرة ارتفاع نسبة السكر في الدم.

• رسالة هارفارد «مراقبة صحة الرجل»، خدمات «تريبيون ميديا»


مقالات ذات صلة

7 تغيرات بدنية تعتري المرأة بعد سن الأربعين

صحتك 7 تغيرات بدنية تعتري المرأة بعد سن الأربعين

7 تغيرات بدنية تعتري المرأة بعد سن الأربعين

قد تشعر النساء في الأربعينيات من العمر بمزيد من الثقة بالنفس مقارنة بسن العشرينيات.

د. عبير مبارك (الرياض)
صحتك الأطفال يتعلمون... حتى من دون تركيز

الأطفال يتعلمون... حتى من دون تركيز

أوضحت أحدث دراسة نفسية، أن الأطفال ربما يتعلمون بالقدر نفسه تقريباً سواء حاولوا التركيز في المواد والعلوم التي يتلقونها أو لا.

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك «الدورة الحادية والعشرون لمثقفي السكري»... التوعية مفتاح الوقاية

«الدورة الحادية والعشرون لمثقفي السكري»... التوعية مفتاح الوقاية

يُعدُّ داء السكري أحد الأمراض المزمنة الأكثر انتشاراً عالمياً، ويؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم.

د. عبد الحفيظ يحيى خوجة (جدة)
صحتك أخطاء مذهلة عند السيطرة على حالات الربو

أخطاء مذهلة عند السيطرة على حالات الربو

غالباً ما يعني الدفء في الشتاء إلقاء بعض الحطب إلى النار وإشعال شمعة معطرة.

مورين سالامون (كمبردج - ولاية ماساشوستس الأميركية)
صحتك الماء البارد له تأثيرات إيجابية على الصحة (رويترز)

الاستحمام بالماء البارد أم الساخن... أيهما الأفضل لعقلك؟

وفقاً للأبحاث العلمية، فإن الماء البارد له تأثيرات عظيمة؛ ليس فقط على العضلات والمفاصل والتمثيل الغذائي، بل أيضاً على العقل والإدراك.

«الشرق الأوسط» (لندن)

7 تغيرات بدنية تعتري المرأة بعد سن الأربعين

7 تغيرات بدنية تعتري المرأة بعد سن الأربعين
TT

7 تغيرات بدنية تعتري المرأة بعد سن الأربعين

7 تغيرات بدنية تعتري المرأة بعد سن الأربعين

قد تشعر النساء في الأربعينيات من العمر بمزيد من الثقة بالنفس مقارنة بسن العشرينيات. وأحد أسباب ذلك أن النساء في الأربعينيات من العمر يمتلكن مجموعة متعددة من المواهب الاجتماعية والأسرية والعملية والوظيفية، وبعضهن قد يقتربن بالفعل من قمة مساراتهن المهنية نتيجة اجتهادهن في الاهتمام بحياتهن العملية والأسرية.

بلوغ الأربعين

ولكن النساء قد يلاحظن تغييرات في أجسادهن بسبب بلوغ الأربعينيات، وقد تبدو عادات نمط الحياة الصحية - مثل النظام الغذائي الذكي واختيارات التمارين الرياضية - أكثر أهمية الآن لديهن مما كانت عليه في العقود الماضية من أعمارهن.

ومن جانبها، تنبه الدكتورة إيناف إي. أكورت، اختصاصية نفسية إكلينيكية في مستشفى سيدارز سيناي بنيويورك إلى أن الأربعينيات هي الوقت المناسب لتفكير المرأة في صحتها العقلية والجسدية.

والمرأة بعد بلوغ سن الأربعين تحتاج إلى معلومات واضحة عن عملية انقطاع الطمث ونهاية سنوات الإنجاب، والتغيرات البدنية والنفسية المرافقة، وكيفية حصولها بطريقة طبيعية، والخيارات العلاجية لأي من الأعراض المرافقة إذا تسببت بالإزعاج. وذلك ليس فقط لتخفيف القلق والتعب البدني والنفسي، بل لتهيئة الجسم لعيش المراحل التالية من العمر بحالة صحية عالية. وتفيد المؤسسة القومية للصحة بالولايات المتحدة قائلة: «نعرف منتصف العمر Middle Age بأنه يبدأ في نحو سن 35 - 40 عاماً ويمتد إلى نحو سن 60 - 65 عاماً».

تغيرات جسدية

وإذا كنت تشعرين بالقلق بشأن بلوغ الأربعين، فقد جمعنا لك سبعة تغييرات تحدث عادة للنساء في الأربعينيات من العمر. ولكن لا تيأسي، هناك طرق يمكنك من خلالها علاج هذا التغيير وتخفيفه وحتى استيعابه في حياتك.

1. اضطرابات الدورة

لا تعتبر المرأة «في سن اليأس» إلاّ بعد مرور عام على آخر دورة شهرية. ويحدث ذلك بتوقف المبايض عن إطلاق بويضة كل شهر، وتوقف الحيض، وانخفاض إنتاج المبيضين لهرمون الإستروجين. وتفيد المصادر الطبية أن متوسط العمر الطبيعي لبلوغ سن اليأس هو 50 سنة. ولكن يُعتبر انقطاع الطمث «سابقاً لأوانه» Premature Menopause إذا حدث قبل سن 40 عاماً، و«مبكراً» Early Menopause إذا حدث بين سن 40 و45 عاماً.

والمهم للمرأة في فترة ما بعد الأربعين، هو «فترة ما حول انقطاع الطمث» Perimenopause التي تستغرق عادة عدة سنوات (في المتوسط ما بين 4 إلى 8 سنوات). والسمة الرئيسية خلال هذه المرحلة هي اضطراب عمل المبايض في إفراز هرمون الإستروجين، مما يؤدي إلى تقلبات (ارتفاع وانخفاض) مستوى هرمون الإستروجين Oestrogen Fluctuation. وخلالها يُعاني العديد من النساء من عدة أعراض، كعدم انتظام الدورة الشهرية، أو الهبات الساخنة Hot Flashes، أو التعرق الليلي، أو اضطراب النوم، أو خفقان نبض القلب، أو ألم الثدي، أو فقدان امتلاء الثدي، أو جفاف المهبل، أو جفاف الجلد، أو تكرار التبول، أو التقلبات النفسية العاطفية والمزاجية. وفي مراحل متقدمة، تظهر مزيد من الأعراض مثل: سهولة الشعور بالتعب، والاكتئاب، والصداع، وآلام المفاصل والعضلات، وزيادة الوزن، وتساقط الشعر، والبرود الجنسي. وتجدر ملاحظة أنه رغم عدم انتظام دورات الحيض الشهرية في هذه الفترة، فإن الحمل أمر ممكن. هذه الأمور كلها تتطلب متابعة المرأة مع الطبيب.

2. زيادة الوزن

السمة الأبرز والأهم صحياً بعد بلوغ المرأة سن الأربعين، هو أن عمليات التمثيل الغذائي والتفاعلات الكيميائية الحيوية Metabolism للسكريات والدهون والبروتينات، تبدأ في التباطؤ. وبالتالي، مع تقدمها في العمر، تقل كفاءة إنتاج جسامها للطاقة بشكل ملحوظ، ومن ثم ارتفاع احتمالات زيادة الوزن وتراكم الشحوم في الجسم.

وحتى إذا لم يتغير روتين أنشطتها اليومية وممارستها للرياضة عما كانت عليه من قبل، فإن كمية السعرات الحرارية التي ستحرقها في كل يوم ستكون أقل. وهذا يؤدي إلى انخفاض إنتاج الطاقة، وارتفاع تحول السعرات الحرارية غير المحروقة (من الأطعمة) إلى دهون تتراكم في مناطق شتى من جسم المرأة. وتقول الدكتورة غابرييلا ديلابيانا، اختصاصية طب النساء والتوليد في مستشفى سيدارز سيناي بنيويورك: «يتباطأ التمثيل الغذائي لديك مع تقدمك في السن، وتنخفض احتياجاتك من السعرات الحرارية. وقد تحتاجين إلى تناول سعرات حرارية أقل للحفاظ على وزن صحي. وتساعد التمارين الرياضية في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية والسكري، ويمكن أن تسبب تغييرات في تكوين الجسم، لكنها ليست كافية للتسبب في فقدان الوزن».

وصحيح أن العلاج بسيط كما تفيد المصادر الطبية، ولكن البساطة ليست سهلة دائماً. ما يتطلب زيادة قوة الإرادة أيضاً، حيث تنصح تلك المصادر الطبية بأنه يجب أن يتغير نظام المرأة الغذائي بشكل كبير. ولذا سيساعد المرأة بعد الأربعين تناول أطعمة بكميات سعرات حرارية أقل، على الحفاظ على وزنها ومستويات الطاقة التي كانت تتمتع بها في سن أصغر.

هشاشة العظام وتغيرات جنسية

3. هشاشة العظم والتعرض للكسور

هشاشة العظام، هو ضعف العظام وفقدان كثافتها. وهي مشكلة صحية شائعة لدى النساء. تحدث غالباً عندما يفرز جسم المرأة كمية أقل من هرمون الإستروجين، الضروري لصحة العظام. وتقول الكلية الأميركية لطب النساء والتوليد ACOG: «يعتبر فقدان كمية صغيرة من العظام بعد سن 35 عاماً أمراً طبيعياً لدى النساء. ولكن خلال أول 4 إلى 8 سنوات من فترة انقطاع الطمث، تفقد النساء كتلة العظام بسرعة أكبر. وتحدث هذه الخسارة السريعة بسبب انخفاض مستويات هرمون الإستروجين. وإذا فقدت المرأة الكثير من العظام، فقد يزيد ذلك من خطر الإصابة بهشاشة العظام. وتزيد هشاشة العظام من خطر الإصابة بكسور العظام، وغالباً ما تتأثر به عظام الورك والرسغ والعمود الفقري».

وقد يوصي الطبيب بتناول دواء للوقاية من هشاشة العظام أو علاجها، كما قد يصف مكملات غذائية بفيتامين دي للمساعدة على تقوية العظام. ولذا في الأربعينيات من العمر، قد يكون من المفيد تناول الطعام الجيد من الخضراوات والأسماك الدهنية والأطعمة الغنية بالإستروجين النباتي مثل التوفو، بالإضافة إلى اعتناء المرأة بنفسها من خلال الحصول على الكثير من فيتامين دي وممارسة التمارين الرياضية. كما تجد العديد من النساء أنه من المفيد أيضاً البحث مع الطبيب في العلاج بالهرمونات البديلة، حيث يمكن أن يساعد تعويض الإستروجين المفقود في الحفاظ على صحة العظام.

4. جفاف المهبل

توضح الكلية الأميركية لطب النساء والتوليد أن: «التغيرات المهبلية والتغيرات في المسالك البولية ترتبط مع انخفاض مستويات هرمون الإستروجين، وقد تصبح بطانة المهبل أرق وأكثر جفافاً وأقل مرونة. وقد يسبب جفاف المهبل الألم أثناء الجماع».

كما قد تحدث العدوى المهبلية بسهولة أيضاً في كثير من الأحيان. ويمكن أن يصبح مجرى البول جافاً أو ملتهباً أو متهيجاً. ويمكن أن يسبب هذا كثرة التبول ويزيد من خطر الإصابة بعدوى المسالك البولية.

ويفيد أطباء مايوكلينك بالقول: «للتخفيف من الجفاف المهبلي، يمكن وضع الإستروجين موضعياً في المهبل Topical Estrogen Therapy باستخدام كريم مهبلي، أو قرص، أو حلقة. ويطلق هذا العلاج كمية بسيطة فقط من الإستروجين، الذي تمتصه الأنسجة المهبلية. ويمكنه المساعدة في التخفيف من الجفاف المهبلي، ومن الشعور بالضيق عند الجماع، ومن بعض الأعراض البولية».

تساقط الشعر

5. تساقط الشعر

قد تسأل إحداهن: لماذا يتساقط شعري بشكل أوضح بعدما بلغت الأربعين؟ وفي الواقع، تفقد نسبة ضئيلة من النساء ما يكفي من الشعر للتسبب في ظهور بقع صلعاء «صغيرة» في فروة الرأس. ولكن في الأربعينيات من العمر، وإضافة إلى تغير لون الشعر وظهور خصلات من الشيب، ستعاني معظم النساء من تساقط الشعر قليلاً. ويلعب هرمون الإستروجين الأنثوي دوراً مهماً في ضمان نمو شعر النساء. وليس من المستغرب أن يزداد تساقط الشعر مع اقتراب المرأة من فترة بلوغ سن اليأس، ما يتسبب في انخفاض تدريجي في إنتاج الإستروجين، وبالتالي ضعف حيوية نمو وغزارة توفر الشعر.

ولتخفيف تساقط الشعر، يمكن للمرأة أن تقلل من تكرار غسل شعرها. وهذا السلوك سيسمح للزيوت الطبيعية التي تنتجها فروة الرأس، بتحسين حالة شعرها. وأيضاً قد يكون من المفيد جداً استخدم بلسم الشعر المغذي دائماً. إضافة إلى تقليل استخدام أدوات تصفيف الشعر التي تعتمد على الحرارة، وأيضاً تقليل استخدام المعالجات الكيميائية في أنواع صبغات الشعر غير الطبيعية. وربما تجدر مراجعة طبيب الجلدية في العمل لاستعادة نمو الشعر، حيث أظهر عقار مينوكسيديل بعض الفعالية.

مشكلات المسالك البولية

6. المثانة والتبول

قد تفلت المثانة من سيطرتك في بعض الأحيان. ومرة أخرى، فإن السبب هو انخفاض إنتاج هرمون الإستروجين الذي يصاحب الفترة التي تسبق سن اليأس الحقيقي. ويؤدي فقدان هرمون الإستروجين إلى إضعاف العضلات التي تدعم المثانة ومجرى الإحليل. ومجرى الإحليل بالأصل قصير لدى النساء.

ويوضح أطباء النساء والتوليد في «مايوكلينك» بالقول: «عندما تفقد أنسجة المهبل ومجرى البول المرونة، ينشأ تكرار الشعور برغبة متكررة ومفاجئة وقوية للتبول، متبوعة بخروج غير مقصود للبول، أو خروج البول عند السعال أو الضحك أو رفع الأشياء»، وهو ما يُسمى طبياً بسلس البول الإجهادي «Stress Incontinence». وعندما تضعف العضلات، فإن أي شد مفاجئ للحجاب الحاجز يمكن أن يؤدي إلى تسريب في البول. وهذا يعني أنك لم تعودي قادرة على السعال أو العطس بأمان وبجفاف، أو أنك لا تستطيعين الاستمتاع بضحكة ممتعة وجيدة من البطن دون تسبب ذلك في خروج بلل من المثانة.

وهناك العديد من العلاجات الفعالة لحالة «سلس البول»، بما يمكنك من استئناف الضحك بلا خوف، والسعال والعطس. وتذكري، أن فقدان بضعة كيلوغرامات إضافية من وزنك الزائد، سيقلل حجم البطن، وسيخفف الضغط على المثانة. كما أن تقليل تناولك للمشروبات التي تحتوي على الكافيين سيجعل التسريب من المثانة أقل احتمالية. وهنا عليك أيضاً تذكر أهمية تمارين كيجل Kegel Exercise التي ستساعد في إعادة بناء قوة عضلات المثانة والإحليل الضعيفة. وإذا لم تنجح أي من هذه الطرق في علاج حالتك، فإن طبيب أمراض النساء والتوليد المعالج يمكن أن يقدم لك إجراءات طبية فعالة للغاية.

منتصف العمر يبدأ من نحو 35 - 40 عاماً ويمتد إلى نحو 60 - 65 عاماً

7. التهابات المسالك البولية

ترتفع احتمالات الإصابة بالتهابات المسالك البولية في كثير من الأحيان، وتزداد مشكلات المسالك البولية مع تقدمك في العمر. ووفقاً للدكتورة لورين سترايشر، مديرة مركز الطب الجنسي وانقطاع الطمث في كلية فاينبرغ للطب بجامعة نورث وسترن، يبدو أن هرمون الإستروجين يوفر الحماية ضد البكتيريا التي تسبب التهابات المسالك البولية. وتصبح التهابات المسالك البولية أكثر شيوعاً عند النساء مع اقتراب انقطاع الطمث، ثم مع انقطاع الطمث، مما يؤدي إلى إيقاف إنتاج المبايض للإستروجين.

ويمكن علاج معظم التهابات المسالك البولية بسرعة وسهولة بالمضادات الحيوية. ولحسن الحظ، تختفي الأعراض عادة في غضون يومين. وعند تناول المضادات الحيوية، من المهم تناول جميع الجرعات الموصوفة، حتى إذا كنت تشعرين بتحسن قبل نفاد دوائك. وقد يؤدي الفشل في تناول الوصفة الطبية بالكامل على النحو الموصى به إلى الانتكاس وعودة العدوى.

* استشارية في الباطنية