هل ينبغي أن أستعين بجهاز مراقبة الغلوكوز المستمرة؟

هل ينبغي أن أستعين بجهاز مراقبة الغلوكوز المستمرة؟
TT

هل ينبغي أن أستعين بجهاز مراقبة الغلوكوز المستمرة؟

هل ينبغي أن أستعين بجهاز مراقبة الغلوكوز المستمرة؟

س. أعاني من زيادة الوزن، لكنني لم أُصب بمرض السكري بعد. هل ينبغي أن أستعين بجهاز مراقبة الغلوكوز المستمرة، مثلما يفعل مرضى السكري؟

مراقبة السكر

ج. تتيح لنا التقنيات الجديدة على نحو متزايد مراقبة كيفية عمل أجسامنا. على سبيل المثال، تراقب الساعات الذكية والخواتم المتخصصة عدد الخطوات التي نخطوها، ودرجات السلم التي نصعدها، ومعدلات ضربات القلب والتنفس، ومستويات الأكسجين في الدم.

بوجه عام، يحتاج مرضى السكري إلى مراقبة مستوياته في الدم، غالباً عدة مرات في اليوم؛ للتأكد من عدم ارتفاعه أو انخفاضه بصورة مفرطة. عندما بدأت مسيرتي المهنية في الطب كان قياس مستويات السكر في الدم يتطلّب وخز الوريد (باستخدام إبرة لأخذ عينة دم). ولم يكن هذا شيئاً آخر بمقدور المريض فعله.

وعليه، بدلاً عن ذلك طلبنا من المرضى جمع عدة عينات من البول يومياً، واستخدام جهاز لقياس مستوى السكر بهذه العينات. وكانت النتائج تحمل مؤشراً أولياً بخصوص متى تكون مستويات السكر في الدم مرتفعة للغاية، لكن ذلك الاختبار لم يساعد في تحديد متى تكون مستويات السكر شديدة الانخفاض.

بعد ذلك، سمحت التكنولوجيا الجديدة للناس بوخز طرف الإصبع، وجمع قطرة دم على شريط اختبار خاص، واستخدام جهاز لقياس مستوى السكر في الدم. كان هذا أكثر دقة من اختبار البول وأكثر جدوى من وخزات الوريد المتعددة كل يوم. ومع ذلك، لم يحب الناس وخز أطراف أصابعهم، كما لم تحب أصابعهم ذلك.

مستشعرات مُطوَّرة

في مرحلة لاحقة، ظهرت تكنولوجيا مراقبة الغلوكوز المستمرة، وذلك عبر جهاز صغير يلتصق بالجلد، ويضغط مستشعر صغير على الجانب السفلي من الجهاز على الجلد دون ألم. ويراقب المستشعر مستوى السكر باستمرار، ويرسل هذه المعلومات لاسلكياً إلى جهاز آخر (مثل الهاتف الذكي)؛ إذ يتمكّن الشخص من معاينة مستوى السكر بسهولة. كما تطلق بعض الأجهزة إنذاراً، عندما يكون السكر شديد الارتفاع أو الانخفاض. ويمكن أن تكون أجهزة مراقبة الغلوكوز المستمرة باهظة الثمن، ولا يغطيها التأمين دائماً.

أما فيما يخص استفسارك حول ما إذا كان ينبغي لك استخدام جهاز مراقبة الغلوكوز المستمر، حتى لو لم تكن مصاباً بمرض السكري، فإن هناك عدداً قليلاً نسبياً من الدراسات تناولت هذا السؤال. وفي الوقت الحاضر، لا يوجد دليل قوي يدعم أهمية هذه الأجهزة لدى الأشخاص الذين لا يعانون من مرض السكري.

ما الذي ستكشفه الدراسات المستقبلية؟ من جهتي، أفضّل كثيراً التحقق من الماضي عن السعي للتنبؤ بالمستقبل، لكنني أراهن على أن هذه الأجهزة لن تكون ذات أهمية تُذكر للأشخاص الذين لا توجد لديهم عوامل خطر للإصابة بالسكري.

من ناحية أخرى، قد تحمل هذه الأجهزة أهمية لبعض الأشخاص الذين لديهم عوامل خطر للإصابة بالسكري، مثل الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن (مثلك)، والأشخاص الذين يعايشون مرحلة ما قبل السكري، والذين تكون مستويات السكر في الدم لديهم مرتفعة إلى حد ما، وكذلك الأشخاص الذين يرثون مرض السكري من آبائهم.

ومع ذلك، لا بد أن يثبت هذا علمياً قبل أن يصبح من المفيد استخدام مثل هذه الأجهزة، أو قبل أن تقبل شركات التأمين سداد تكلفتها.

* رئيس تحرير رسالة «هارفارد» الصحية، خدمات «تريبيون ميديا».


مقالات ذات صلة

حالة مَرضية صامتة تصيب الكبد... تهدد القلب

صحتك حالة مَرضية صامتة تصيب الكبد... تهدد القلب

حالة مَرضية صامتة تصيب الكبد... تهدد القلب

يعاني عدد كبير من الأميركيين حالة مَرضية خطيرة محتملة تتميز بتراكم الدهون داخل الكبد.

جولي كورليس (كمبردج - ولاية ماساشوستس الأميركية)
صحتك تغيّرات في صحة الجهاز الهضمي: متى تطلب مشورة الطبيب؟

تغيّرات في صحة الجهاز الهضمي: متى تطلب مشورة الطبيب؟

نهايات «الجهاز العصبي الثاني» ترتبط بالمعدة والأمعاء.

هايدي غودمان (كمبريدج (ولاية ماساتشوستس الأميركية))
صحتك من اليسار: القلب السليم مقابل القلب المصاب بالرجفان الأذيني (غيتي)

تتبُع الرجفان الأذيني باستخدام ساعة ذكية؟ تجنّبْ هذا الفخ

يعاني الملايين من الأميركيين من الرجفان الأذيني - وهو اضطراب سريع وغير منتظم في إيقاع القلب يزيد من خطر المضاعفات القلبية الوعائية، بما في ذلك السكتة الدماغية

جولي كورليس (كمبردج - ولاية ماساشوستس الأميركية)
صحتك هل يمكن التخلص من السعال المستمر؟

هل يمكن التخلص من السعال المستمر؟

يعدّ مزمناً إن استمر 8 أسابيع أو أكثر

مورين سالامون (كمبردج (ولاية ماساتشوستس الأميركية))
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))

7 عادات بسيطة لتجديد نشاطك والتخلص من الإرهاق

صعود السلالم يرتبط بتقليل خطر الوفاة (رويترز)
صعود السلالم يرتبط بتقليل خطر الوفاة (رويترز)
TT

7 عادات بسيطة لتجديد نشاطك والتخلص من الإرهاق

صعود السلالم يرتبط بتقليل خطر الوفاة (رويترز)
صعود السلالم يرتبط بتقليل خطر الوفاة (رويترز)

قدم خبراء لصحيفة «إندبندنت» البريطانية عادات صحية يمكن ممارستها بسهولة تساعد على تجديد النشاط والتخلص من الإرهاق.

وقالت الصحيفة إن الكثير من الناس يخططون لتطبيق قرارات لتعزيز الصحة في هذا الوقت من بداية العام، ولكن ماذا لو تم التركيز بدلاً من السعي إلى تغييرات جذرية على تبني عادات صغيرة يمكن أن تتطور بمرور الوقت؟

وذكرت أن خبراء نصحوا بمجموعة من العادات البسيطة والصحية التي يمكن وضعها بسهولة في الروتين اليومي في عام 2025:

1- اخرج لمدة 15 دقيقة

يغري الطقس البارد بعدم الخروج من المنزل والبقاء في الداخل، لكن الخروج كل يوم مفيد للجسم والعقل.

وتقول مدربة التنمية البشرية نيكولا هندرسون: «الشعور بالهواء النقي والرياح والأمطار يعمل على تقليل مشاعر التوتر والقلق، ويمكن أن يعزز إبداعك، إنها تجربة محفزة للجسم والعقل ويمكن أن تساعد في تجنب الشعور بالركود وانخفاض الحالة المزاجية».

الأنشطة الروتينية عالية الكثافة مثل صعود السلالم تقلل من خطر الإصابة بالنوبات القلبية (رويترز)

2- اصعد السلالم

يعد صعود السلالم بدلاً من المصعد عادة بسيطة ولكنها فعالة لتعزيز صحة القلب.

ويقول الدكتور فرحان شهيد، استشاري أمراض القلب في مستشفى هاربورن: «تعمل هذه العادة البسيطة على زيادة ضخ الدم في قلبك وتعزيز لياقة القلب والأوعية الدموية، ووضع هدف مثل المشي 10000 خطوة يومياً سيساعد في تحسين ضغط الدم ومعدل ضربات القلب، مما يحسن في النهاية صحة القلب والأوعية الدموية على المدى الطويل».

3- تجنب هاتفك لمدة ساعة في الصباح

تقول مدربة التنمية البشرية جيس باركنسون: «تجاهل هاتفك عندما تستيقظ، فمن السهل جداً الوصول إلى هواتفنا عندما نستيقظ ولكن هذا يمكن أن يكون له تأثير حقيقي على شعورنا في بداية اليوم».

وأضافت: «يمكن أن يؤدي تصفح الهاتف إلى إثارة التوتر مما يتسبب في ارتفاع مستويات الكورتيزول وفي الصباح نريد أن يحدث هذا ببطء وبشكل طبيعي».

4- تمارين التنفس اليومية

ضع تمارين التنفس اليومية في روتينك الصباحي أو المسائي، وتقول هيلين ويلز، المعالجة النفسية في مركز داون للصحة وإعادة التأهيل في تايلاند، إن «إحدى التقنيات الرائعة هي التنفس (4-7-8): استنشق بهدوء من خلال أنفك لمدة أربع ثوانٍ، واحبس أنفاسك لمدة سبع ثوانٍ، ثم ازفر ببطء من خلال فمك لمدة ثماني ثوانٍ، حيث تعمل على تهدئة العقل وتقليل القلق وإعادة ضبط جهازك العصبي».

وأضافت: «هذه عادة بسيطة يمكنك القيام بها في أي مكان سواء في الصباح أو قبل النوم أو في أثناء اللحظات العصيبة وتساعد في تعزيز التركيز والتوازن العاطفي».

التنفس العميق يعزز قدرة الجسم على حرق الدهون (أ.ف.ب)

5- احمل معك زجاجة ماء في جميع الأوقات

تقول باركنسون: «الحفاظ على رطوبة الجسم أمر مهم لأجسامنا وأفضل ما يمكن أن تفعله أن تحمل معك زجاجة ماء طوال اليوم لتذكيرك بشرب الماء خاصة إذا كنت تمارس الرياضة بشكل متكرر».

6- اكتب الأشياء التي تشعر بالامتنان لها

اكتب الأشياء التي تشعر بالامتنان لها للمساعدة في تحويل تركيزك مما يحدث بشكل خاطئ إلى ما يحدث بشكل صحيح.

الشاشات تصدر ضوءاً أزرق يعطل إنتاج الهرمون المسؤول عن تنظيم النوم (جامعة ستانفورد)

7- حدد وقتاً لتصفح الهاتف قبل النوم

تنصح هندرسون بأن تكون أكثر اتساقاً مع نومك، وحُدّ من وقت تصفح الهاتف قبل النوم، واذهب إلى الفراش قبل النوم بـ15 دقيقة وقم بنشاط مثل القراءة أو التنفس البطيء أو التأمل.

وقالت: «النوم الجيد يعيد التوازن في الجسم والعقل، ويحسن الحالة المزاجية والطاقة بشكل عام».