تقنية تسمح بتصوير الأوعية الدموية العميقة وتدفق الدم داخلها

وأيضاً القياس الكمّي لاستهلاك الأكسجين

يتميز «PAVT» بقدرته على تصوير اتجاه ومعدل تدفق الدم بشكل أعمق داخل جسم الإنسان (شاترستوك)
يتميز «PAVT» بقدرته على تصوير اتجاه ومعدل تدفق الدم بشكل أعمق داخل جسم الإنسان (شاترستوك)
TT
20

تقنية تسمح بتصوير الأوعية الدموية العميقة وتدفق الدم داخلها

يتميز «PAVT» بقدرته على تصوير اتجاه ومعدل تدفق الدم بشكل أعمق داخل جسم الإنسان (شاترستوك)
يتميز «PAVT» بقدرته على تصوير اتجاه ومعدل تدفق الدم بشكل أعمق داخل جسم الإنسان (شاترستوك)

يعد فهم ديناميكيات تدفق الدم داخل جسم الإنسان أمراً بالغ الأهمية لتشخيص وعلاج عدد لا يحصى من الحالات الصحية كالنوبات القلبية، ومضاعفات مرض السكري، ونمو الأورام على سبيل المثال لا الحصر.

ومع ذلك، فإن اكتساب نظرة ثاقبة لهذا النظام الحيوي، خصوصاً الأوعية الدموية العميقة والدقيقة، كثيراً ما مثّل تحدياً كبيراً في العلوم الطبية، خصوصاً تلك الأوعية المغروسة بعمق في الجسم.

تستطيع «PAVT» التمييز بين خلايا الدم الحمراء المؤكسجة وغير المؤكسجة لتمكّن من القياس الكمّي لاستهلاك الأكسجين (شاترستوك)

تصوير غير جراحي للأوعية الدموية العميقة

في دراسة رائدة، طور باحثون في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا (Caltech) تقنية ثورية تتيح التصوير غير الجراحي للأوعية الدموية العميقة وتدفق الدم داخلها. يمكن لهذا النهج المبتكر، الذي يطلق عليه التصوير المقطعي الضوئي الصوتي (PAVT)، أن يعزز بشكل كبير فهم وعلاج الحالات الصحية المختلفة، حيث يلعب تدفق الدم دوراً محورياً.

على نقيض التقنيات السابقة، يستخدم «PAVT» ضوء الليزر الذي يمتصه الهيموغلوبين في خلايا الدم الحمراء، ما يؤدي إلى انبعاث اهتزازات فوق صوتية منها. تنتقل هذه الاهتزازات إلى سطح الجلد، حيث تلتقطها أجهزة الاستشعار المتصلة بالكمبيوتر لإنشاء صور مفصلة للأوعية الدموية.

طريقة عمل «PAVT»

يحقق «PAVT» دقة عالية من خلال اكتشاف الإشارات الصادرة عن توزيع خلايا الدم الحمراء في أعماق الجسم، ثم تقوم خوارزمية متكاملة بتتبع حركة هذه الخلايا، واستنتاج سرعة واتجاه تدفق الدم. تشبه هذه العملية كيفية مراقبة تدفق حركة المرور باستخدام سرعة الهواتف المحمولة على الطرق السريعة.

ويشير الباحثون إلى أن عدم التجانس في توزيع خلايا الدم الحمراء، والذي يرجع جزئياً إلى الطبيعة الهيكلية للأوعية الدموية، يسهل عملية التصوير. وهي تُقارن بين التقاء الأنهار ذات الصفات المائية المختلفة، حيث يمكن للجداول المختلفة أن تتدفق معاً، ولكنها تظل غير مختلطة لمسافة ما. تحدث هذه الظاهرة أيضاً في الأوردة، حيث ينضم الدم الذي يحتوي على محتويات مختلفة من الأكسجين، ولكنه يبقى غير مختلط فترة من الوقت، ما يسمح لنظام «PAVT» بتتبع مساراتهم المنفصلة.

علاوة على ذلك، فإن قدرة «PAVT» على التمييز بين خلايا الدم الحمراء المؤكسجة وغير المؤكسجة تمكّن من القياس الكمّي لاستهلاك الأكسجين، وهو مؤشر حيوي لعملية التمثيل الغذائي. ويقول ليهونغ وانغ، أستاذ الهندسة الطبية والهندسة الكهربائية في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا إن «هذا يسمح بتحديد كمية استهلاك الأكسجين، وهو مقياس مهم لعملية التمثيل الغذائي»، ما يؤكد الآثار الأوسع لهذه التكنولوجيا.

يرى الباحثون أن هذا الإنجاز يحمل وعوداً هائلة لتطوير التشخيص الطبي للنوبات القلبية ومرضى السكري (شاترستوك)

التعاون بين الهندسة وعلم وظائف الأعضاء

يمثل البحث الذي أجراه ليهونغ وانغ، أستاذ الهندسة الطبية والهندسة الكهربائية في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، قفزة كبيرة إلى الأمام. وتعرض الدراسة المفصلة في مجلة «Nature Biomedical Engineering» إمكانات «PAVT» في تحويل عمليات التشخيص.

هذه الطريقة ليست جديدة تماماً على مختبر وانغ، المعروف بتطوراته في تقنيات التصوير الضوئي الصوتي. ومع ذلك، يتميز «PAVT» بقدرته على تصوير ليس فقط الأوعية الدموية وحالة الأكسجين الخاصة بها، ولكن أيضاً اتجاه ومعدل تدفق الدم بشكل أعمق داخل جسم الإنسان. ويضيف وانغ أنه «الآن يمكن قياس التدفق المتجه، الذي يشير إلى معدل التدفق واتجاهه» معرباً عن دهشته عند رؤية صور تدفق الدم لأول مرة. ويرى الباحث الأميركي أن قدرة التكنولوجيا على التآزر بين الهندسة وعلم وظائف الأعضاء للتغلب على العقبات التي لم يكن من الممكن التغلب عليها سابقاً جديرة بالملاحظة بشكل خاص.

ويضم فريق البحث جوشوا أوليك جيبسون، وهو طالب دراسات عليا في الهندسة الطبية، وأنجول خضريا، باحث مشارك سابق في مرحلة ما بعد الدكتوراه في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا. بتمويل من المعاهد الوطنية للصحة، يحمل هذا الإنجاز وعوداً هائلة لتطوير التشخيص الطبي والعلاج، ما يمهد الطريق لطرق جديدة أقل تدخلاً وأكثر دقة لرصد وفهم الحالات الصحية المختلفة.


مقالات ذات صلة

دراسة: الروبوت يتفوق على البشر في جراحات الكبد المعقدة

صحتك جراحة بواسطة الروبوت (غيتي)

دراسة: الروبوت يتفوق على البشر في جراحات الكبد المعقدة

أشارت دراسة جديدة إلى أن جراحات الكبد المعقدة قد يكون من الأفضل إجراؤها بطريق الإنسان الآلي (الروبوت).

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الأمير فيصل بن مشعل في صورة تذكارية مع المشاركين من أنحاء العالم (إمارة القصيم)

أمير القصيم: السعودية حاضنة للعلم والمعرفة

قال الأمير الدكتور فيصل بن مشعل أمير منطقة القصيم، إن «السعودية، بفضل رؤيتها الطموح، أصبحت حاضنة للعلم والمعرفة».

«الشرق الأوسط» (بريدة)
صحتك وفقاً لمنظمة الصحة العالمية يعاني 3.8 % من سكان العالم من الاكتئاب ما يؤثر على نحو 280 مليون شخص (رويترز)

اكتشاف المئات من عوامل الخطر الوراثي المسببة للاكتئاب

حددت دراسة عالمية 300 عامل خطر جيني غير معروفة سابقاً للاكتئاب لأنها شملت عينة سكانية واسعة جداً، ما يوسّع فهم العلم لمسببات الاكتئاب.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم الآشوريون عرفوا علاج جذور الأسنان قبل أكثر من 3000 عام

الآشوريون عرفوا علاج جذور الأسنان قبل أكثر من 3000 عام

حضارة وادي الرافدين تزخر بإنجازاتها في الطب والعلاج

د. عميد خالد عبد الحميد (الرياض)
صحتك ستسمح البيانات التي تم جمعها في الدراسة للعلماء في جميع أنحاء العالم بإجراء أبحاث متعلقة بالصحة واستكشاف كيف تؤدي أنماط الحياة والبيئة والجينات من خلال البروتينات إلى إصابة بعض الأشخاص بأمراض معينة (رويترز)

الإعداد لأكبر دراسة بروتينية ستحدث ثورة في اختبارات السرطان والخرف

ستنطلق أكبر دراسة في العالم للبروتينات التي تدور في جسم الإنسان في بريطانيا هذا الشهر، في مشروع قد يُحدث ثورة في اكتشاف الأمراض.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«ميتا» تغري مشاهير «تيك توك»... 5000 دولار لينضموا إلى «فيسبوك» و«إنستغرام»

شعار «ميتا» (أ.ف.ب)
شعار «ميتا» (أ.ف.ب)
TT
20

«ميتا» تغري مشاهير «تيك توك»... 5000 دولار لينضموا إلى «فيسبوك» و«إنستغرام»

شعار «ميتا» (أ.ف.ب)
شعار «ميتا» (أ.ف.ب)

عرضت شركة التواصل الاجتماعي العملاقة «ميتا» دفع ما يصل إلى 5000 دولار للمبدعين المشهورين في الولايات المتحدة الذين ينضمون إلى «فيسبوك» و«إنستغرام»، بحسب تقرير لشبكة «بي بي سي».

وقالت «ميتا» إن أولئك الذين ينضمون من «تطبيقات التواصل الاجتماعي التابعة لجهات خارجية» سيحصلون على أموال نقدية بناءً على «تقييم لوجودك الاجتماعي».

على الرغم من أنها لم تذكر «تيك توك» بالاسم، فإن التوقيت يشير إلى أن «ميتا» تحاول الاستفادة من حالة عدم اليقين المحيطة بمنافستها، حيث تدور الأسئلة حول ما إذا كان الرئيس الأميركي دونالد ترمب يمكنه إيجاد طريقة للحفاظ عليها للمستخدمين الأميركيين.

وقالت «تيك توك» إن لديها 170 مليون مستخدم في الولايات المتحدة، حيث يعتمد الكثير منهم عليها في معيشتهم، ما يعني أن الكثير من الناس سيبحثون عن مكان بديل للنشر إذا اختفت المنصة.

ووفق ما كتبت «ميتا» على موقعها على الإنترنت، فإن أولئك الذين تم قبولهم في ما يسمى «برنامج المكافآت الاختراقية» سيحصلون على المال خلال أول 90 يوماً لهم على التطبيق، طالما أنهم ينشرون بانتظام.

ويتوجب على المستخدمين نشر ما لا يقل عن 20 مقطع فيديو (reel) على «فيسبوك» و10 مقاطع فيديو (reel) على «إنستغرام»، كل 30 يوماً.

كما ينص على أن تكون هذه مقاطع فيديو أصلية، بدلاً من تلك التي تمت مشاركتها سابقاً على منصات أخرى.

ولكن ليس بإمكان الجميع الانضمام - لن تكون الأموال متاحة إلا لأولئك الأشخاص الجدد تماماً على «فيسبوك» أو «إنستغرام».

ويبدو أن الشركة ستقرر من ستقبل على أساس كل حالة على حدة، حيث يجب على الأشخاص التقدم بطلب للقبول في البرنامج.

كما تقدم «ميتا» امتيازات أخرى، مثل الاشتراك المجاني في نظام التحقق من Blue Check الخاص بها.

«ميتا» تغازل «التيك توكرز»

هذه ليست الخطوة الأولى من قبل «ميتا» لملاحقة مستخدمي «ByteDance»

وأعلنت الشركة يوم الأحد عن «Edits»، وهو تطبيق مشابه بشكل لافت للنظر لتطبيق«CapCut» من «ByteDance»، وهو تطبيق لتحرير الفيديو توقف عن العمل عندما دخل حظر«ByteDance» حيز التنفيذ.

وقبل يومين، نشرت «ميتا» مقطع فيديو ناقش فيه اثنان من المبدعين «تجربة الروابط التابعة الجديدة لـ(فيسبوك) للمحتوى الذي يمكن شراؤه» - أو بعبارة أخرى محاولة «ميتا» لبناء نسختها الخاصة من متجر «تيك توك» الناجح جدا.

في النظام الجديد، سيتمكن مستخدمو «ميتا» من إضافة روابط تابعة بارزة مباشرة على مقاطع الفيديو الخاصة بهم - بدلاً من التعليقات - تماماً كما تعمل على «تيك توك».

وليست هذه كل التغييرات التي أجرتها «ميتا»، وربما يكون الأكثر أهمية بصرياً هو التغيير المباشر في شكل «إنستغرام».

بدلاً من أن تكون المنشورات ومقاطع الفيديو مربعة على ملفات تعريف المستخدم، فهي الآن مستطيلة، ومرة أخرى، مستوحاة بوضوح من «تيك توك».

وقد أدى هذا إلى بعض ردود الفعل العنيفة من المبدعين المحبطين، لأن ملفاتهم الشخصية تبدو الآن مختلفة، وقال رئيس «إنستغرام» آدم موسيري إنه كان على علم بالانتقادات.

قال في منشور على «ثريدز» - وهي منصة أطلقتها «ميتا» نفسها في محاولة للاستفادة من الاضطرابات في «تويتر» سابقا، والذي أصبح الآن «إكس»: «كان أحد الأخطاء التي ارتكبتها هو عدم إخبار الأشخاص بشكل كافٍ».