غرسات دماغية قد تجعل جراحات الصرع أكثر أماناً

صورة نشرها الباحثون للغرسة الجديدة
صورة نشرها الباحثون للغرسة الجديدة
TT

غرسات دماغية قد تجعل جراحات الصرع أكثر أماناً

صورة نشرها الباحثون للغرسة الجديدة
صورة نشرها الباحثون للغرسة الجديدة

ابتكر مجموعة من العلماء غرسات صغيرة قابلة للطي تتمدد بعد إدخالها في الدماغ، يمكن أن تجعل عمليات الصرع أكثر أماناً، وتُحسّن التشخيص لمئات المرضى الذين يخضعون للجراحة، كل عام.

ووفق صحيفة «إندبندنت» البريطانية، فقد قال فريق الدراسة، التابع لجامعتيْ أكسفورد وكامبريدج، إن الغرسة عبارة عن رقاقة سيليكون مسطحة ومستطيلة بها 32 قطباً كهربائياً مدمجاً، يمكن أن تمر عبر شق جراحي صغير يبلغ عرضه نحو 6 مم فقط، وبمجرد تمددها بالدماغ فإنها تغطي مساحة أكبر بخمس مرات.

وقال الباحثون إنه عند اختباره على الخنازير، كانت الأقطاب الكهربائية غير المطوية قادرة على اكتشاف وتسجيل نشاط الدماغ بدقة.

وأشار الباحثون إلى أن هذه التقنية تصل إلى مناطق أكبر بالدماغ، كما يمكن أن تقلل بشكل كبير وقت الجراحة، مع تقليص أوقات التعافي، وخفض خطر العدوى.

وقال كريستوفر بروكتور، الأستاذ في قسم علوم الهندسة بجامعة أكسفورد، والذي شارك في الدراسة، إن العمل يقدم «نهجاً جديداً» للتواصل المباشر مع «مناطق كبيرة من الدماغ، من خلال شق صغير يشبه ثقب المفتاح».

وأشاد خبراء مستقلون بالتقنية الجديدة، ووصفوها بأنها «مثيرة»، قائلين إنها تقدم «أملاً حقيقياً» للمرضى.

ويحدث الصرع نتيجة نبضات من النشاط الكهربائي في المخ تؤثر مؤقتاً على كيفية عمله. وتؤدي هذه النبضات إلى حدوث نوبات متكررة من الصرع.

وفي الوقت الحاضر، هناك نوعان رئيسيان من العمليات الجراحية التي يجري إجراؤها لمراقبة النشاط الكهربائي بالدماغ: تخطيط كهربية قشرة الدماغ «ECoG»، وتخطيط كهربية الدماغ المجسم «SEEG».

ويُعدّ تخطيط كهربية قشرة الدماغ عملية شديدة التوغل، وغالباً ما تتطلب من الجرّاحين فتح منطقة كبيرة في الجمجمة لوضع الأقطاب الكهربائية مباشرة على سطح الدماغ، ومن ثم لا يكون إجراؤها بشكل روتيني.

أما تخطيط كهربية الدماغ المجسم فيُعدّ أقل توغلاً، حيث تغطي المجسات مساحة سطحية صغيرة جداً من الدماغ.

وقال فريق الدراسة الجديدة إنه يستكشف ما إذا كان من الممكن استخدام تقنيتهم الجديدة لمساعدة المرضى الآخرين أيضاً، بما في ذلك أولئك الذين يعانون الشلل أو فقدوا القدرة على الكلام.


مقالات ذات صلة

إعلان الجوائز الأسبوع المقبل... 4 اكتشافات «مذهلة» كانت تستحق «نوبل» ولم تفز بها

علوم سيتم الإعلان عن جوائز «نوبل» في الفيزياء والكيمياء والطب الأسبوع المقبل (رويترز)

إعلان الجوائز الأسبوع المقبل... 4 اكتشافات «مذهلة» كانت تستحق «نوبل» ولم تفز بها

سيتم تسليط الضوء على أفضل العقول في مجال العلوم الأسبوع المقبل عندما يتم الإعلان عن جوائز «نوبل» في الفيزياء والكيمياء والطب.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الاختراق يأتي وسط «العصر الذهبي» لأبحاث السرطان (رويترز)

تجارب «مذهلة»... تركيبة دوائية توقف تطور سرطان الرئة لفترة أطول

أشاد الأطباء بنتائج التجارب «المذهلة» التي أظهرت أن تركيبة دوائية جديدة أوقفت تقدم سرطان الرئة لوقت أطول بـ40 في المائة من العلاج التقليدي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق لا مانع من بعض العزلة للأطفال والحديث معهم عندما يكونون مستعدين لذلك (أرشيفية - وسائل إعلام أميركية)

طفلي لا يريد التحدث معي... ماذا أفعل؟

تنصح طبيبة نفسية بإعطاء الأطفال مساحتهم الخاصة عندما لا يريدون التحدث.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق الفريق أجرى جراحة كهربائية لعلاج انسداد القنوات الصفراوية بواسطة روبوتات مصغرة (المركز الألماني لأبحاث السرطان)

روبوتات بحجم المليمتر تنفذ عمليات جراحية دقيقة

حقّق باحثون في المركز الألماني لأبحاث السرطان إنجازاً جديداً في مجال الجراحة بالمنظار، حيث طوّروا روبوتات مصغرة بحجم المليمتر قادرة على تنفيذ جراحات دقيقة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك إجراء بسيط ينقذ الأطفال الخدج من الشلل الدماغي

إجراء بسيط ينقذ الأطفال الخدج من الشلل الدماغي

تجدد النقاش الطبي في جامعة «بريستول» حول إمكانية حماية الأطفال الخدج (المبتسرين) من المضاعفات الخطيرة للولادة المبكرة، أهمها على الإطلاق الشلل الدماغي (CP)

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)

تجارب «مذهلة»... تركيبة دوائية توقف تطور سرطان الرئة لفترة أطول

الاختراق يأتي وسط «العصر الذهبي» لأبحاث السرطان (رويترز)
الاختراق يأتي وسط «العصر الذهبي» لأبحاث السرطان (رويترز)
TT

تجارب «مذهلة»... تركيبة دوائية توقف تطور سرطان الرئة لفترة أطول

الاختراق يأتي وسط «العصر الذهبي» لأبحاث السرطان (رويترز)
الاختراق يأتي وسط «العصر الذهبي» لأبحاث السرطان (رويترز)

أشاد الأطباء بنتائج التجارب «المذهلة» التي أظهرت أن تركيبة دوائية جديدة أوقفت تقدم سرطان الرئة لوقت أطول بـنسبة 40 في المائة من العلاج التقليدي، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

يُعد سرطان الرئة السبب الرئيسي للوفاة بالسرطان في العالم، حيث ينجم عنه نحو 1.8 مليون حالة وفاة كل عام. معدلات البقاء على قيد الحياة لدى أولئك الذين يعانون من أشكال متقدمة من المرض، حيث تنتشر الأورام، ضعيفة بشكل خاص.

وفقاً لبيانات دراسة عالمية، فإن المرضى الذين تم تشخيصهم بأشكال متقدمة من سرطان الرئة والذين تناولوا تركيبة «أميفانتاماب» و«لازرتينيب» ما زالوا على قيد الحياة دون ظهور تقدم في مرضهم بعد 23.7 شهراً في المتوسط. ووجدت التجربة أن متوسط ​​البقاء على قيد الحياة الخالي من التقدم لدى المرضى الذين يستخدمون الدواء العادي - «أوسيميرتينيب»، كان 16.6 شهراً.

وقال الخبراء إن هذا الاختراق جاء وسط «العصر الذهبي» لأبحاث السرطان، حيث إن الفهم الأكبر لما يحفز الأورام المحددة يوفر طرقاً أفضل للتغلب على المرض.

وأوضح البروفسور مارتن فورستر، اختصاصي الأورام الطبية في مستشفى الكلية الجامعية والمشارك الرئيسي في التجربة بالمملكة المتحدة: «لقد أدى الفهم الأفضل للبيولوجيا التي تحرك سرطانات الرئة إلى توجيه تطوير هذه العلاجات المستهدفة. من المدهش أن نرى أن هذا المزيج الجديد يُظهر سيطرة أطول على السرطان من (أوسيميرتينيب)، والذي كان بحد ذاته علاجاً رائداً قبل بضع سنوات فقط».

من جهته، أفاد البروفسور رافاييل كاليفانو، استشاري الأورام الطبية والباحث ضمن التجربة «من خلال الجمع بين هذين العقارين، اللذين يوقفان السرطان عن النمو بطرق مختلفة، نرى تحسناً كبيراً في معدلات البقاء على قيد الحياة الخالية من التقدم مقارنة بالعقار الذي نستخدمه حالياً».

وتابع «لا تزال معدلات البقاء على قيد الحياة لسرطان الرئة منخفضة للغاية مقارنة بأنواع أخرى من المرض، لذا فإن رؤية مثل هذه النتائج الإيجابية هي تطور مرحب به».

في أغسطس (آب)، تمت الموافقة على التركيبة الدوائية هذه من قبل إدارة الغذاء والدواء في الولايات المتحدة. يأمل الأطباء المشاركون في التجربة أن يكون العلاج متاحاً أيضاً لدى هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا في المستقبل.