طرق بسيطة فعّالة للسيطرة على الغضب

طرق بسيطة فعّالة للسيطرة على الغضب
TT

طرق بسيطة فعّالة للسيطرة على الغضب

طرق بسيطة فعّالة للسيطرة على الغضب

يمكن أن تكون إدارة الغضب أمرًا صعبًا، لكن الغضب غير المنضبط يمكن أن يؤثر سلبًا على علاقاتك وصحتك.

وتشير دراسة نشرها المعهد الوطني للصحة إلى أن عدم السيطرة على الغضب يؤثر سلباً على الصحة العقلية والجسدية للفرد. ولذلك، من المهم التعامل معه بطريقة إيجابية.

ولفهم أفضل للمصدر والعواطف الكامنة وراء الغضب وإدارته، يشرح سارجون بيدي استشاري علم النفس بـ Lucid Mind بغازي آباد، الغضب والطرق الفعالة للسيطرة عليه، وذلك وفق ما نقل عنه موقع «onlymyhealth» الطبي المتخصص.

وحسب بيدي «عندما تشعر بالغضب، تظهر أنماط سلوكية معينة؛ فالسلوك عند الشعور بالغضب يختلف في شدته ويعتمد من شخص لآخر؛ يمكن أن يكون باللفظ مثل الصراخ والسب، أما الاعتداء الجسدي فهو نوع آخر، ويمكن للمرء أن يخرج غضبه عن طريق الضرب أو رمي الأشياء أو إغلاق الأبواب. وبعض الأشخاص لا يعبرون عن غضبهم، بل يلتزمون الصمت وقد ينعزلون عن أنفسهم». ويضيف بيدي «يمكن أن يكون الغضب مرئيًا من خلال لغة الجسد أيضًا مثل القبضة المشدودة أو العضلات المتوترة أو الحاجبين المجعدين.

فهم العواطف وراء الغضب

ويشرح بيدي «غالبًا ما يكون الغضب عاطفة ثانوية تنجم عادةً عن المشاعر أو المشاعر الأساسية». مبينا «ان فهم المشاعر الكامنة وراء الغضب يمكن أن يساعد الأفراد على إدارة غضبهم بشكل أفضل ومعالجة أسبابه الجذرية».

يقول بيدي في وصفه للعواطف الكامنة وراء الغضب، إن «بعض المشاعر الشائعة تساهم في الغضب مثل الشعور بالإحباط، والشعور بالأذى أو الخيانة، والشعور بالخوف من مواقف معينة. في الواقع، الشعور بالحزن أو خيبة الأمل بشأن شيء ما يمكن أن يظهر أيضًا في حالة الغضب. إن الشعور بعدم الأمان أو الظلم أو عدم السيطرة على شيء ما يمكن أن يتحول أيضًا إلى غضب. وحتى الشعور بالغيرة يمكن أن يجعل الشخص غاضبًا أيضًا. ولكن لماذا من المهم فهم المشاعر الكامنة وراء الغضب؟».

ويستدرك بيدي قائلا «خلال اكتساب نظرة ثاقبة للأسباب الجذرية لغضبك، يمكنك تعلم كيفية التعامل مع عواطفك بمهارة أكبر وتنمية شعور أكبر بالتوازن العاطفي والوفاء في حياتك. ومن خلال تحديد ومعالجة المشاعر الكامنة وراء الغضب، يمكن للأفراد تطوير طرق صحية للتعامل مع عواطفهم وإدارتها».

تحديد مصدر الغضب

أهم شيء في إدارة الغضب هو تحديد مصدره.

وفي شرحه لكيفية تحديد مصادر الغضب، قال بيدي «إن تحديد مصدر الغضب يتطلب الاستبطان والملاحظة والتفكير. فمراقبة أفكارك ومعتقداتك، والتفكير في ما أثارك في لحظة الغضب تلك، والتأمل في العثور على الموضوعات أو الأنماط التي تظهر في كل مرة تشعر فيها بالغضب تجاه نفسك أو تجاه الآخرين».

طرق فعالة لإدارة الغضب:

وفقًا لبيدي، فطرق التعامل مع الغضب تشمل ما يلي:

- عندما تشعر أن الغضب بدأ يتسلل إليك، تراجع عن الموقف وامنح نفسك بعض الوقت لتهدأ وتستعيد منظورك قبل الرد.

- مارس تمارين التنفس العميق، فهذا سيساعدك على تهدئة عقلك وجسمك وتخفيف غضبك. بدلاً من كتم غضبك أو الهجوم بقوة.

- عبر عن نفسك بشكل حازم وبناء. (استخدم عبارات أنا) لتوصيل مشاعرك واحتياجاتك دون إلقاء اللوم أو اتهام الآخرين.

على سبيل المثال، قل «أشعر بالإحباط عندما...» بدلًا من «أنت تجعلني غاضبًا دائمًا عندما...».

- حاول رؤية الموقف من منظور شخص آخر وفهم مشاعره وعواطفه أيضًا.

- مارس النشاط البدني لأنه يمكن أن يساعد في إطلاق الطاقة المكبوتة والتوتر عندما تكون غاضبًا. - اطلب الدعم وتحدث مع صديق أو أحد أفراد العائلة أو معالجك النفسي بشأن غضبك.

- تدرب على تقنيات اليقظة الذهنية التي ستساعدك على البقاء في اللحظة الحالية وخلق الوعي بأفكارك وعواطفك وأحاسيسك الجسدية.

- ضع حدودًا واضحة لمنع المواقف التي تثير الغضب وحماية صحتك العاطفية.


مقالات ذات صلة

يوميات الشرق ما هو التفكير المُفرط

«كفأرٍ يركض على عجلة»... 15 عادة تؤدي للإفراط في التفكير

هل شعرت يوماً أن عقلك عبارة عن فأر يركض على عجلة، ولا يتوقف أبداً للراحة؟

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك شخص نائم  (د.ب.أ)

نصائح للاستغراق في النوم خلال الليالي الحارة

يعد النوم الجيد أمراً ضرورياً للصحة العقلية والجسدية، ولكن عندما يكون الجو حاراً يمكن أن يتأثر نومنا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك الأدلة تزداد على أن الروائح قد تؤثر بشكل مباشر على الحالة المزاجية (رويترز)

باحثون يربطون بين حاسة الشم والاكتئاب... ما العلاقة؟

هناك ظاهرة أقل شهرة مرتبطة بالاكتئاب، وهي ضعف حاسة الشم، وفقاً لتقرير لموقع «سايكولوجي توداي».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تمارين تساعدك على زيادة سعة الرئة

تمارين تساعدك على زيادة سعة الرئة

تلعب الرئة دوراً مهماً في صحة الجهاز التنفسي واللياقة البدنية بشكل عام، وتشير سعة الرئة إلى الحد الأقصى من كمية الهواء التي يمكن أن تحتويها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )

تدريب لتحسين حياة مرضى سرطان الثدي

الرياضة تحسن جودة الحياة وتقلل التعب المرتبط بسرطان الثدي (جامعة جنوب كاليفورنيا)
الرياضة تحسن جودة الحياة وتقلل التعب المرتبط بسرطان الثدي (جامعة جنوب كاليفورنيا)
TT

تدريب لتحسين حياة مرضى سرطان الثدي

الرياضة تحسن جودة الحياة وتقلل التعب المرتبط بسرطان الثدي (جامعة جنوب كاليفورنيا)
الرياضة تحسن جودة الحياة وتقلل التعب المرتبط بسرطان الثدي (جامعة جنوب كاليفورنيا)

أظهرت دراسة ألمانية أن برنامجاً يركز على التدريبات البدنية يمكن أن يحسن جودة الحياة لدى مرضى سرطان الثدي النقيلي.

أوضح الباحثون بقيادة المركز الألماني لأبحاث السرطان، أن هذا البرنامج أدى إلى تحسن ملحوظ في جودة الحياة، وتراجع كبير في التعب، وفق النتائج التي نشرت، الخميس، في دورية «Nature Medicine».

وسرطان الثدي النقيلي، أو المتقدم، هو نوع من السرطان ينتشر من الثدي إلى أجزاء أخرى في الجسم، ويتضمن انتشار الخلايا السرطانية إلى العظام والرئتين والكبد والدماغ، ويحدث هذا الانتشار عندما تنتقل الخلايا السرطانية من الورم الأصلي في الثدي عبر الدم أو الجهاز الليمفاوي إلى أجزاء أخرى من الجسم.

وتعد المحافظة على جودة الحياة أو تحسينها وتخفيف التعب أهدافاً مهمةً في رعاية مرضى السرطان، إذ يؤثر المرض نفسه وعلاجاته على جودة الحياة، كما يعاني العديد من المرضى من متلازمة التعب، التي تؤدي إلى الإرهاق البدني والعاطفي والعقلي المستمر.

وشملت الدراسة 355 امرأة ورجلين مصابين بسرطان الثدي النقيلي في ألمانيا، وقسموا إلى مجموعتين، الأولى انخرطت في البرنامج التدريبي، الذي شمل جلستين أسبوعياً على مدى 9 أشهر، فيما لم تشارك المجموعة الأخرى في البرنامج.

وتضمن البرنامج التدريبي الفردي تحت إشراف علاجي تمارين لتعزيز التوازن وقوة العضلات والقدرة على التحمل.

وحصل جميع المشاركين في الدراسة على توصيات أساسية لممارسة الرياضة، وتم تزويدهم بجهاز تتبع النشاط لتسجيل مقدار التمرين الذي قاموا به في حياتهم اليومية.

وجرى سؤال المشاركين عن جودة حياتهم باستخدام استبيان موحد يأخذ في الاعتبار الجوانب البدنية والعقلية والعاطفية لجودة الحياة في بداية الدراسة، وبعد 3 و6 و9 أشهر.

بالإضافة إلى ذلك، أجرى الباحثون استبياناً موحداً لتقييم أعراض التعب، وتم اختبار اللياقة البدنية في البداية، وفي فواصل زمنية مدتها 3 أشهر باستخدام جهاز الدراجة الثابتة.

ووجد الباحثون أن المجموعة الأولى انخفضت لديها الأعراض المرتبطة بالمرض والعلاج بشكل ملحوظ، ما أدى إلى تحسين جودة الحياة، مقارنة بالمجموعة الأخرى.

وأدى البرنامج التدريبي المنظم إلى تحسين ملحوظ في جودة الحياة وانخفاض كبير في التعب، حيث انخفضت شكاوى مثل الألم وضيق التنفس بشكل ملحوظ خلال فترة الدراسة. وكانت نتائج اختبار اللياقة البدنية في مجموعة التدريب أفضل من مجموعة التحكم.

وقال الباحثون إن النساء المصابات بالسرطانات المتقدمة مثل سرطان الثدي النقيلي، اللاتي يتلقين العلاج طويل الأمد، يمكن أن يستفدن بشكل كبير من إدارة الأعراض المرتبطة بالمرض والعلاج بشكل جيد.

وأضافوا أن التأثيرات الإيجابية المشجعة للغاية للبرنامج التدريبي يمكن أن تجعل مرضى سرطان الثدي المتقدم يعيشون حياة أفضل ويتمتعون بلياقة بدنية أكبر.