هل أنت قلق بشأن ارتفاع درجة الكالسيوم؟

كمياته مؤشر لتراكم الكوليسترول

فحص الكالسيوم في الشريان التاجي
فحص الكالسيوم في الشريان التاجي
TT

هل أنت قلق بشأن ارتفاع درجة الكالسيوم؟

فحص الكالسيوم في الشريان التاجي
فحص الكالسيوم في الشريان التاجي

س: أنا رجل يبلغ من العمر 70 عاماً، ولدي تاريخ عائلي قوي للإصابة بمرض الشريان التاجي الخطير، الذي غالباً ما يكون مميتاً. أمارس الرياضة يومياً وأتبع نظاماً غذائياً صحياً نباتياً.

ويبلغ مؤشر كتلة الجسم الخاص بي 21، وعلى الرغم من أن نسبة الكوليسترول لدي كانت منخفضة دائماً، فقد بدأت في تناول دواء الستاتين في عام 2018. وفي عام 2019، أجريت فحصاً للكالسيوم وكانت درجتي 290. وأظهر الاختبار المتكرر في عام 2022 درجة 385. ماذا يمكن أن أفعل أيضاً للسيطرة على تراكم الكالسيوم؟

فحص الكالسيوم في الشريان التاجي

فحص الكالسيوم الشرياني

ج: عاداتك الصحية تسير على الطريق الصحيحة. ونظراً لتاريخ عائلتك؛ فإن إجراء فحص بالأشعة المقطعية للتحقق من مرض الشريان التاجي يعدّ خطة جيدة. ولكن كما أشرح لمرضاي، فإن اسم الاختبار - فحص الكالسيوم في الشريان التاجي coronary calcium scan ، أو مجرد فحص الكالسيوم calcium scan - يمكن أن يعطي انطباعاً خاطئاً.

نحن نبحث عن الكالسيوم في الفحص، ولكن الكالسيوم ليس هو المشكلة في الواقع، بل هو الكوليسترول. وتحتوي لويحة الكوليسترول التي تتراكم داخل الشريان على نواة مركزية من الكوليسترول، والكثير من الخلايا الالتهابية، وبعض الخلايا الليفية (الأنسجة الندبية)، ورواسب الكالسيوم.

تحديد مستويات الكوليسترول

الكالسيوم مؤشر للكوليسترول

في الأشعة المقطعية، لا يكون الكوليسترول مرئياً، ولكن من السهل جداً رؤية الكالسيوم. ونظراً لوجود علاقة وثيقة بين كمية الكالسيوم وكمية اللويحات المترسبة، فإن درجة الكالسيوم تعد مؤشراً جيداً لها.

تهدف علاجات مرض الشريان التاجي إلى تقليل نسبة الكوليسترول داخل اللويحة واستبدالها بنسيج ندبي، والذي يشكل غطاءً سميكاً فوق الكوليسترول. وهذا يقلل من احتمالية انفتاح اللويحة والتسبب في نوبة قلبية أو سكتة دماغية.

ومع ذلك، يوجد المزيد من الكالسيوم في هذه اللويحات المستقرة؛ ما يعني أن زيادة الكالسيوم لدى الشخص الذي يتلقى العلاج يمكن أن تكون نتيجة جيدة. يمكن أن توفر اختبارات أخرى صوراً أكثر تفصيلاً للويحات داخل شرايين القلب.

تصوير تجسيمي للقلب

يستخدم تصوير الأوعية المقطعية للقلب صبغة خاصة مرئية على الأشعة السينية لإنشاء رؤية ثلاثية الأبعاد لشرايين القلب. وتستخدم الاختبارات الأكثر تطوراً خوارزميات قائمة على الذكاء الاصطناعي يمكنها تحديد المكونات المختلفة داخل اللوحة؛ هناك اختباران رئيسيان هما Cleerly وHeartFlow. ومع ذلك، فإن هذا النوع من الاختبارات غير مدرج في الإرشادات الحالية لتقييم مرض الشريان التاجي.

توصيات علاجية

الدراسات جارية لرصد التحسينات في اللويحة ومعرفة ما إذا كانت هذه المعلومات يمكن أن تساعد في توجيه العلاج. بالنسبة للأشخاص مثلك المعرضين لخطر الإصابة بأمراض الشريان التاجي، نوصي بأن تكون قيمة كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL) أقل من 70 مليغراماً لكل ديسيلتر، ولكن كلما انخفض ذلك كان أفضل.

أقترح عليك أيضاً التحقق من مستوى Lp(a) في دمك، وهو نوع آخر من الكوليسترول «الضار» الذي يساهم في تكون اللويحة وهو سبب وراثي لأمراض القلب المبكرة.

* رسالة هارفارد للقلب - خدمات «تريبيون ميديا»


مقالات ذات صلة

صحتك جهاز قياس مستوى السكر بالقرب من أنواع الغذاء الصحي (غيتي)

المخاطر الخفية لـ«ما قبل السكري»

يعاني نحو 98 مليون أميركي -أكثر من واحد من كل ثلاثة- من حالة «ما قبل السكري» (مقدمات السكري - prediabetes)

ماثيو سولان (كمبردج - ولاية ماساشوستس الأميركية)
صحتك هل سبق لك أن سمعت عن حصوات اللوزتين؟

هل سبق لك أن سمعت عن حصوات اللوزتين؟

سألني أحد الأصدقاء حديثاً، عن حصوات اللوزتين؛ إذ إنه يعاني التهاب الحلق مرات عدة في السنة، ويخفف عن حالته فوراً بالغرغرة.

د. روبرت شميرلنغ (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك هل يوجد رابط بين الصداع النصفي وأمراض القلب والأوعية الدموية؟

هل يوجد رابط بين الصداع النصفي وأمراض القلب والأوعية الدموية؟

ما القاسم المشترك بين أمراض القلب والأوعية الدموية والصداع النصفي؟

جولي كورليس (كمبردج - ولاية ماساشوستس الأميركية)
صحتك نصائح سفر لمن يواجهون مخاطر تتعلق بصحة القلب

نصائح سفر لمن يواجهون مخاطر تتعلق بصحة القلب

استشارة الطبيب قبل حجز رحلة طيران

جولي كورليس (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))

الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال
TT

الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

كشفت أحدث دراسة تناولت العوامل المؤثرة على ضغط الدم، عن الخطورة الكبيرة للحياة الخاملة الخالية من النشاط على الصحة بشكل عام، وعلى الضغط بشكل خاص. وأوضحت أن قضاء وقت من دون حركة كافية لفترة أكثر من 6 ساعات يومياً، يمكن أن يسبب زيادة في ضغط الدم الانقباضي (الخارج من البطين الأيسر- systolic blood pressure) بمقدار 4 ملِّيمترات زئبقية، وذلك في الفترة العمرية من الطفولة، وحتى بداية مرحلة البلوغ.

الخمول ومؤشرات الأمراض

أجريت الدراسة بالتعاون بين جامعتي «بريستول» و«إكستر» في المملكة المتحدة، وجامعة «شرق فنلندا»، ونُشرت في مطلع شهر نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الحالي، في مجلة «الهزال وضمور العضلات» (Journal of Cachexia, Sarcopenia and Muscle). وأكدت أن النشاط والخمول يلعبان دوراً رئيسياً في تنظيم الضغط؛ حيث يساهم الخمول وعدم الحركة في رفع ضغط الدم، بينما يساهم النشاط البدني الخفيف بشكل يومي في خفض الضغط. وفي الماضي وقبل التقدم التكنولوجي المعاصر، ولأن الأطفال كانوا في نشاط مستمر، كان ارتفاع ضغط الدم من الأمور شديدة الندرة في الأطفال.

قام الباحثون بمتابعة 2513 طفلاً من دراسة خاصة بجامعة «بريستول» على أطفال التسعينات من القرن الماضي، وتمت المتابعة من سن 11 إلى 24 عاماً. وركَّز الباحثون على الأطفال الذين قضوا تقريباً 6 ساعات يومياً من دون أي نشاط يذكر، ثم 6 ساعات يومياً في ممارسة تمارين خفيفة (LPA)، وأخيراً نحو 55 دقيقة يومياً في نشاط بدني يتدرج من متوسط إلى قوي (MVPA)، وبعد ذلك في بداية مرحلة المراهقة والشباب قضوا 9 ساعات يومياً في حالة خمول، ثم 3 ساعات يومياً في التمارين الخفيفة، ونحو 50 دقيقة يومياً في تمارين متوسطة إلى قوية.

تم أخذ عينات دم بعد فترة صيام لعدة ساعات للأطفال بشكل متكرر، لتثبيت العوامل التي يمكن أن تلعب دوراً مهماً في ارتفاع ضغط الدم، مثل قياس مستويات الكوليسترول منخفض الكثافة (LDL)، والكوليسترول عالي الكثافة (HDL)، والدهون الثلاثية (TG)، وأيضاً تم قياس منحنى الغلوكوز لكل 3 شهور (hba1c) في الدم، وكذلك هرمون الإنسولين، ودلالات الالتهاب مثل البروتين التفاعلي سي (C-reactive protein)، وقاموا بقياس معدل ضربات القلب.

بعيداً عن التحاليل الطبية، قام الباحثون برصد بقية العوامل المؤثرة في ارتفاع ضغط الدم، وتم سؤال الأطفال عن التاريخ العائلي للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بجانب الحالة الاقتصادية والاجتماعية للعائلة، وحالة الطفل النفسية، وتعامل العائلة معه، وأيضاً نوعية الغذاء، وهل تحتوي على دهون أم لا، واستخدام ملح الطعام باعتدال. وبالنسبة للمراهقين والبالغين تم سؤالهم عن حالة التدخين، بالإضافة إلى قياس كتلة الدهون في الجسم، وكذلك الكتلة العضلية.

ضغط الدم في الأطفال

قال العلماء إن الدراسة الحالية تُعد أكبر وأطول دراسة متابعة في العالم، لرصد العلاقة بين حجم النشاط البدني ومستوى ضغط الدم في الأطفال والمراهقين، وصولاً لمرحلة البلوغ. وحتى تكون الدراسة معبرة عن التغيرات الطبيعية التي تحدث للضغط في المراحل العمرية المختلفة، قام الباحثون بقياس ضغط الدم بعد فترات الخمول والتمرينات الخفيفة ومتوسطة الشدة، في عمر الحادية عشرة (نهاية فترة الطفولة) وفي عمر الخامسة عشر (فترة المراهقة والتغيرات الهرمونية) وأخيراً في عمر الرابعة والعشرين (مرحلة البلوغ).

وجد الباحثون أن متوسط ضغط الدم في مرحلة الطفولة كان 106/ 56 ملِّيمتراً زئبقياً، وبعد ذلك ارتفع إلى 117/ 67 ملِّيمتراً زئبقياً في مرحلة الشباب. ويرجع ذلك جزئياً -في الأغلب- إلى النمو الفسيولوجي الطبيعي المرتبط بالسن، وأيضاً ارتبطت الزيادة المستمرة في وقت الخمول من سن 11 إلى 24 عاماً بزيادة ضغط الدم الانقباضي في المتوسط بمقدار 4 ملِّيمترات زئبقية.

لاحظ الباحثون أن المشاركة في التمرينات الخفيفة بانتظام من الطفولة وحتى البلوغ، ساهمت في خفض مستوى الضغط الانقباضي بمقدار 3 ملِّيمترات زئبقية تقريباً. وفي المقابل تبين أن ممارسة التمرينات الشاقة والقوية لم تساهم في خفض الضغط بعكس المتوقع، وذلك لأن زيادة حجم الكتلة العضلية ارتبط بزيادة الدم المتدفق إليها، مما سبب زيادة طفيفة في ضغط الدم، ما يوضح الأهمية الكبرى للنشاط البدني الخفيف بانتظام؛ لأنه يُعد بمثابة وقاية من خطر ارتفاع ضغط الدم.

النشاط البدني الخفيف المنتظم يقي من خطره

أكد الباحثون أن أي فترة صغيرة في ممارسة النشاط الحركي تنعكس بالإيجاب على الطفل. وعلى سبيل المثال عندما استُبدلت بعشر دقائق فقط من كل ساعة تم قضاؤها في حالة خمول، فترة من التمرينات الخفيفة (LPA) في جميع مراحل النمو من الطفولة إلى مرحلة الشباب، انخفض ضغط الدم الانقباضي بمقدار 3 ملِّيمترات زئبقية، وضغط الدم الانبساطي بمقدار ملِّيمترين زئبقيين، وهو الأمر الذي يُعد نوعاً من الحماية من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية؛ لأن خفض ضغط الدم الانقباضي بمقدار 5 ملِّيمترات زئبقية فقط يقلل بنسبة 10 في المائة من الذبحة الصدرية وجلطة المخ.

من المعروف أن منظمة الصحة العالمية (WHO) أصدرت تقارير تفيد باحتمالية حدوث 500 مليون حالة مرضية جديدة من الأمراض غير المعدية المرتبطة بالخمول البدني بحلول عام 2030، ونصف عدد هذه الحالات بسبب ارتفاع ضغط الدم. ونصحت المنظمة بضرورة ممارسة النشاط البدني الخفيف لمدة 3 ساعات على الأقل يومياً، للحماية من الإصابة بضغط الدم، وأيضاً لأن هذه التمرينات بمثابة علاج للضغط العالي للمرضى المصابين بالفعل. وأكدت أن النشاط البدني لا يشترط وقتاً أو مكاناً معيناً، مثل المشي لمسافات طويلة، وركوب الدراجات، وحتى القيام بالأعمال المنزلية البسيطة.

* استشاري طب الأطفال