الأشخاص الذين يقضون وقتاً مع شركاء لديهم مستويات واطئة من «بروتين سي التفاعلي» الضار حتى لو كان التواجد في الغرفة نفسها، سواء كان مستيقظاً أو نائماً.
قد تشعر في بعض الأحيان بأنك ترغب في الابتعاد عن شريك حياتك بأقصى ما يمكن، ولكن دراسة حديثة تشير إلى أن مجرد وجودك بجانب شريك حياتك حتى لو حدث بينكما جدال عنيف، قد يوفر فوائد صحية قوية.
الشراكة تقلل مؤشر الالتهاب
واكتشف الباحثون أن الأشخاص الذين يمضون وقتاً أطول مع شريكهم العاطفي يكون عندهم مستوى البروتين «سي التفاعلي» C-reactive protein (CRP) واطئ، وهو مؤشر على وجود التهاب في الجسم، فقد قام فريق من جامعة نورث كارولينا في الولايات المتحدة بجمع عينات دم من 100 شخص في علاقات عاطفية خلال دراستهم. وطُلب من هؤلاء المشاركين إعطاء عينات من الدم ثلاث مرات على مدى شهر. ومن خلال كل زيارة أكملوا استبيانات تتضمن سؤالاً حول مقدار الوقت الذي قضوه بجوار شريكهم العاطفي في الـ24 ساعة الماضية، كالبقاء في الغرفة نفسها مع الشريك، سواء كانوا مستيقظين أم نائمين. ونُشرت الدراسة في مجلة journal Brain Behaviour and Immunity في 20 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي 2023.
وأظهرت تحاليل الدم أن المشاركين الذين ذكروا أنهم أمضوا وقتاً أطول بجوار شريكهم خلال الـ24 ساعة الماضية كانت لديهم مستويات CRP واطئة، وهو البروتين الذي يتم إنتاجه من قِبل الكبد والذي يرتفع عند وجود التهاب في الجسم، حيث يمكن أن تشير مستوياته المرتفعة إلى حالة صحية خطيرة يحاول الجسم مكافحتها فقد تم ربط مستويات CRP المرتفعة على مر الزمن بمشكلات صحية، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري والسمنة والسرطان.
فوائد صحية حتى عند الخصام أو الوحدة
وبقيت العلاقة قوية بين الوقت الذي يمضيه الشخص بجوار الشريك وبين انخفاض مستويات هذا البروتين حتى عند مراعاة جودة العلاقة أو مشاعر الخصام والعداء تجاه الشريك، أو مشاعر الوحدة - مع وجوده - مما يشير إلى أن مجرد البقاء بجوار الشريك قد يكون له فوائد صحية بغض النظر عن جودة العلاقة إن كانت جيدة أم لا.
كما قام الباحثون بأخذ عينات من CRP في ثلاثة أيام مختلفة خلال مدة الدراسة، ووجدوا دلائل تشير إلى أن مجرد التواجد مع الشريك كان مفيداً في شكل انخفاض مستويات البروتين، وأن هذه النتائج ربما تكشف عن طرق مجهولة حتى الآن لمعالجة الآليات التي تؤثر من خلالها العلاقات الوثيقة على الصحة على المدى الطويل.
مستويات بروتين «سي التفاعلي»
ولا يوجد تعريف مقبول علمياً لمستويات CRP «الطبيعية»، حيث إن القيم التي تزيد على 1 مليغرام في اللتر عموماً عالية، وإذا استمرت مستوياته مرتفعة على مر الزمن فهذا يرتبط بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، كما ترتبط مستويات CRP المرتفعة أيضاً بشكل شائع بحالات طبية، مثل الإصابة بعدوى مثل «كوفيد - 19»، أو وجود حالة التهابية مزمنة مثل التهاب المفاصل الروماتويدي وبعض أنواع السرطان.
والاختبار الآخر المعروف باختبار CRP عالي الحساسية (hs-CRP) هو اختبار دم مختلف قليلاً، فهو يقيس كميات منخفضة جداً من CRP مع التركيز على المخاطر القلبية والوقاية من الأمراض المرتبطة بالقلب. وحسب إرشادات الكلية الأميركية لأمراض القلب وجمعية القلب الأميركية لعام 2019، فإن مستوى 2 مليغرام في اللتر وما فوق هو عامل خطر محتمل للنوبات القلبية و3-10 مليغرامات في اللتر دليل على ارتفاع طفيف بسبب السكري أو التدخين أو الحمل أو الاكتئاب أو البدانة أو نمط حياة غير نشط أو خطر أمراض القلب.