ساعد بحث جديد حول بنية مركب بروتين سكري لفيروس لاسا (GPC) في مجرى الدم البشري، الباحثين على تحديد تفاعلاته مع الأجسام المضادة الفعالة.
ففي كل عام، يصاب مئات الآلاف من الأشخاص بغرب أفريقيا بفيروس لاسا، والذي يمكن أن يتسبب في الإصابة بحمى لاسا ويؤدي إلى مرض شديد أو آثار جانبية طويلة الأمد أو الوفاة. ولا توجد حاليًا علاجات أو لقاحات معتمدة على نطاق واسع لهذا المرض.
أما الآن، فقد حدد علماء معهد «سكريبس» هيكلا لمركب البروتين المهم الذي يسمح لفيروس لاسا بإصابة الخلايا البشرية.
وكشفت الدراسة الجديدة التي نشرت بمجلة «Cell Reports» عن تحديد أجسام مضادة جديدة ترتبط بهذه البروتينات وتحيد الفيروس، ما يمهد الطريق نحو لقاحات وعلاجات أكثر فعالية لفيروس لاسا.
ومن أجل المزيد من التوضيح، قال الدكتور أندرو وارد أستاذ البيولوجيا الهيكلية والحاسوبية التكاملية بأبحاث سكريبس «هذا العمل هو خطوة كبيرة إلى الأمام في قدرتنا على عزل الأجسام المضادة الجديدة إلى المواقع ذات الصلة من قابلية التأثر بالفيروس، ويوفر أساسًا لإجراء تصميم عقلاني للقاح لحماية الناس على نطاق واسع من العديد من سلالات فيروس لاسا». مضيفا «هذه الكواشف الجديدة الموصوفة في الورقة يتم استخدامها بالفعل بشكل جيد وتحقق نتائج جديدة ومثيرة»، وذلك وفق ما نشر موقع «ميديكال إكسبريس» الطبي المتخصص .
ومثل العديد من الفيروسات، يوجد فيروس لاسا في مجموعة متنوعة من السلالات، لكل منها اختلافات طفيفة في جيناتها. وقد جعل هذا التنوع من الصعب تحديد الأجسام المضادة التي تتعرف على جميع إصدارات الفيروس. لذلك كافح العلماء أيضًا لعزل Lassa glycoproteins (البروتينات الشبيهة بالسرعات التي تحيط بالفيروس) وهي هدف معظم الأجسام المضادة؛ ففي الفيروس المعدي، توجد هذه البروتينات السكرية بمجمعات من ثلاثة تسمى Trimers. لكن، على الرغم من ذلك، لعقود من الزمان، كان العلماء قادرين فقط على عزل البروتينات السكرية في المختبر كبروتينات مفردة وليس في مجمعاتها. إلّا انه في عام 2022، اكتشف وارد وزملاؤه كيفية استخدام الجسيمات النانوية لتماسك البروتينات السكرية معًا في أجزاء مقسمة.
وفي العمل الجديد، استخدم وارد وزملاؤه هذه التقنية لعزل وتوصيف هيكلي لأجزاء البروتينات السكرية من أربع سلالات مختلفة من فيروس لاسا.
إلّا ان المثير للدهشة أن هياكل البروتين السكري من السلالات المميزة كانت متشابهة للغاية.
وفي ذلك، تقول هيلي بيريت طالبة الدراسات العليا بسكريبس للأبحاث المؤلفة الأولى للعمل «كنا نأمل أن نرى اختلافات أكثر وضوحًا تفسر سبب عدم تمييز الأجسام المضادة لجميع السلالات. وبدلاً من ذلك، وجدنا مستوى عاليا جدًا من الحفظ عبر مكونات بروتين الببتيد والسكر».
وفي هذا الاطار، يكشف علماء أبحاث سكريبس عن بنية بروتين فيروس لاسا الحرجة باستخدام نفس البروتينات السكرية المستقرة، حيث استخدموا بعد ذلك عينات دم من مرضى تعافوا من فيروس لاسا لعزل الأجسام المضادة ضد مقويات البروتين السكري. فوجدوا أجسامًا مضادة جديدة وميزت الأجسام المضادة المكتشفة سابقًا والتي تتعرف على سلالات مختلفة من بروتين سكري لفيروس لاسا؛ والتي قد تكون مفيدة في تطوير علاج أو لقاح وقائي ضد الفيروس. فيما يخطط الفريق بالفعل لتجارب مستقبلية لتحديد المزيد من الأجسام المضادة ضد البروتينات السكرية لفيروس لاسا، إضافة إلى تحليل هياكل البروتين لتحديد أماكن البروتينات السكرية المثالية لاستهداف الأدوية.
وتخلص بيريت الى القول «كانت أهدافنا ليست فقط محاولة تحديد بعض التفاصيل الهيكلية لفيروسات لاسا المختلفة هذه وتعريفها، ولكن توفير بروتوكولات وموارد أساسية للمجال». مؤكدة «نأمل أن تساعد مناهجنا ونتائجنا الأولية في دفع العلم في هذا المجال إلى الأمام».