علماء يحددون عاملا جديدا يقيّد فيروس نقص المناعة البشرية

في خطوة جديدة للقضاء عليه

علماء يحددون عاملا جديدا يقيّد فيروس نقص المناعة البشرية
TT

علماء يحددون عاملا جديدا يقيّد فيروس نقص المناعة البشرية

علماء يحددون عاملا جديدا يقيّد فيروس نقص المناعة البشرية

حددت دراسة دولية جديدة بقيادة باحثين بجامعة بومبيو فابرا من خلال مختبرات بيولوجيا العدوى والفيروسات الجزيئية، Schlafen 12 (SLFN 12) كعامل جديد لتقييد فيروس نقص المناعة البشرية. حيث يعمل على إيقاف إنتاج البروتين الفيروسي ويساعد الخلايا المصابة بالفيروس على الهروب من العلاج المضاد لفيروس نقص المناعة البشرية والاستجابات المناعية.

وتمهد هذه النتائج الطريق لتحسين الاستراتيجيات العلاجية التي تهدف إلى علاج عدوى فيروس نقص المناعة البشرية.

وتؤدي عدوى فيروس نقص المناعة البشرية (HIV)، إذا تركت دون علاج، إلى التدمير التدريجي لجهاز المناعة والى الاصابة بالإيدز في مراحله النهائية؛ إذ

يموت حوالى 650.000 شخص بسبب الإيدز كل عام ، ما يجعله تهديدًا كبيرًا لصحة الإنسان. ومع ذلك، على الرغم من عدم وجود علاج عام لهذه العدوى، فإن العلاج المناسب المضاد للفيروسات القهقرية يمكّن الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية من عيش حياة صحية نسبيًا. لكن لسوء الحظ، بمجرد توقف العلاج، يعود الفيروس من خزان من الخلايا المصابة بالعدوى الكامنة «فالفيروس الكامن عائق رئيسي يعيق القضاء عليه لدى الأفراد المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية. لن نتمكن من علاج العدوى الموجودة حتى نتخلص من الخلايا المصابة بشكل كامن. وهذا هو السبب في أنه من الضروري فهم كيفية عمل الكمن هذا»، حسب ما يوضح أندرياس ميارهانس أستاذ أبحاث «ICREA» في «UPF» الذي نسق الدراسة الجديدة مع جوانا دياز، وذلك وفق ما نشر موقع «ميديكال إكسبريس» الطبي المتخصص.

فقد حددت الورقة التي نُشرت بمجلة «Communications Biology» هذا البروتين الذي يقيد إنتاج البروتينات الفيروسية عن طريق شق جزيئات الحمض النووي الريبي الخلوية المحددة؛ وهي اللبنات الأساسية لبناء البروتين. ونتيجة لذلك، في ظل وجود SLFN12 النشط، لن تتمكن خلايا CD4 T المصابة بفيروس نقص المناعة البشرية من إكمال عملية إنتاج الفيروس ولكن تحتفظ بنماذجها، HIV RNA، في حالة كامنة.

من جانبه، يقول مي كوباياشي إيشيهارا المؤلف الأول للورقة «يضعف SLFN12 إنتاج البروتين، ويحد من إنتاج الجزيئات الفيروسية. هذه الخلايا مصابة بالعدوى الكامنة وغير مرئية لجهاز المناعة والعلاجات المضادة لفيروس نقص المناعة البشرية».

وفي هذا الاطار، تكشف الدراسة الجديدة أيضًا كيف يمكن لـ SLFN12 أن يمنع على وجه التحديد إنتاج بروتين فيروس نقص المناعة البشرية دون إعاقة إنتاج البروتين الخلوي.

وفي ذلك تشرح دياز كيف ان «SLFN12 يشق Leucine-UUA tRNA، وهو لبنة بنائية نادرًا ما تستخدم للبروتينات الخلوية ولكنها ضرورية لبروتينات فيروس نقص المناعة البشرية الفيروسية. وهذه النتيجة تفتح إمكانية تصميم استراتيجيات علاجية جديدة ضد فيروس نقص المناعة البشرية. يجب أن يؤدي منع وظائف SLFN12 المضادة للفيروسات إلى زيادة التعبير البروتيني الفيروسي، وبالتالي تمكين الجهاز المناعي للمضيف والأدوية المضادة للفيروسات من القضاء على المكامن الفيروسية بشكل أفضل. فبمجرد أن تبدأ بإنتاج الفيروس، يصبح مرئيًا مرة أخرى. يمكنك استعادة هدفك. كما يمكنك مهاجمته. لذا نأمل أن يقضي هذا التحديد على الخلايا المصابة الكامنة».


مقالات ذات صلة

يوميات الشرق ما هو التفكير المُفرط

«كفأرٍ يركض على عجلة»... 15 عادة تؤدي للإفراط في التفكير

هل شعرت يوماً أن عقلك عبارة عن فأر يركض على عجلة، ولا يتوقف أبداً للراحة؟

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك شخص نائم  (د.ب.أ)

نصائح للاستغراق في النوم خلال الليالي الحارة

يعد النوم الجيد أمراً ضرورياً للصحة العقلية والجسدية، ولكن عندما يكون الجو حاراً يمكن أن يتأثر نومنا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك الأدلة تزداد على أن الروائح قد تؤثر بشكل مباشر على الحالة المزاجية (رويترز)

باحثون يربطون بين حاسة الشم والاكتئاب... ما العلاقة؟

هناك ظاهرة أقل شهرة مرتبطة بالاكتئاب، وهي ضعف حاسة الشم، وفقاً لتقرير لموقع «سايكولوجي توداي».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تمارين تساعدك على زيادة سعة الرئة

تمارين تساعدك على زيادة سعة الرئة

تلعب الرئة دوراً مهماً في صحة الجهاز التنفسي واللياقة البدنية بشكل عام، وتشير سعة الرئة إلى الحد الأقصى من كمية الهواء التي يمكن أن تحتويها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )

تدريب لتحسين حياة مرضى سرطان الثدي

الرياضة تحسن جودة الحياة وتقلل التعب المرتبط بسرطان الثدي (جامعة جنوب كاليفورنيا)
الرياضة تحسن جودة الحياة وتقلل التعب المرتبط بسرطان الثدي (جامعة جنوب كاليفورنيا)
TT

تدريب لتحسين حياة مرضى سرطان الثدي

الرياضة تحسن جودة الحياة وتقلل التعب المرتبط بسرطان الثدي (جامعة جنوب كاليفورنيا)
الرياضة تحسن جودة الحياة وتقلل التعب المرتبط بسرطان الثدي (جامعة جنوب كاليفورنيا)

أظهرت دراسة ألمانية أن برنامجاً يركز على التدريبات البدنية يمكن أن يحسن جودة الحياة لدى مرضى سرطان الثدي النقيلي.

أوضح الباحثون بقيادة المركز الألماني لأبحاث السرطان، أن هذا البرنامج أدى إلى تحسن ملحوظ في جودة الحياة، وتراجع كبير في التعب، وفق النتائج التي نشرت، الخميس، في دورية «Nature Medicine».

وسرطان الثدي النقيلي، أو المتقدم، هو نوع من السرطان ينتشر من الثدي إلى أجزاء أخرى في الجسم، ويتضمن انتشار الخلايا السرطانية إلى العظام والرئتين والكبد والدماغ، ويحدث هذا الانتشار عندما تنتقل الخلايا السرطانية من الورم الأصلي في الثدي عبر الدم أو الجهاز الليمفاوي إلى أجزاء أخرى من الجسم.

وتعد المحافظة على جودة الحياة أو تحسينها وتخفيف التعب أهدافاً مهمةً في رعاية مرضى السرطان، إذ يؤثر المرض نفسه وعلاجاته على جودة الحياة، كما يعاني العديد من المرضى من متلازمة التعب، التي تؤدي إلى الإرهاق البدني والعاطفي والعقلي المستمر.

وشملت الدراسة 355 امرأة ورجلين مصابين بسرطان الثدي النقيلي في ألمانيا، وقسموا إلى مجموعتين، الأولى انخرطت في البرنامج التدريبي، الذي شمل جلستين أسبوعياً على مدى 9 أشهر، فيما لم تشارك المجموعة الأخرى في البرنامج.

وتضمن البرنامج التدريبي الفردي تحت إشراف علاجي تمارين لتعزيز التوازن وقوة العضلات والقدرة على التحمل.

وحصل جميع المشاركين في الدراسة على توصيات أساسية لممارسة الرياضة، وتم تزويدهم بجهاز تتبع النشاط لتسجيل مقدار التمرين الذي قاموا به في حياتهم اليومية.

وجرى سؤال المشاركين عن جودة حياتهم باستخدام استبيان موحد يأخذ في الاعتبار الجوانب البدنية والعقلية والعاطفية لجودة الحياة في بداية الدراسة، وبعد 3 و6 و9 أشهر.

بالإضافة إلى ذلك، أجرى الباحثون استبياناً موحداً لتقييم أعراض التعب، وتم اختبار اللياقة البدنية في البداية، وفي فواصل زمنية مدتها 3 أشهر باستخدام جهاز الدراجة الثابتة.

ووجد الباحثون أن المجموعة الأولى انخفضت لديها الأعراض المرتبطة بالمرض والعلاج بشكل ملحوظ، ما أدى إلى تحسين جودة الحياة، مقارنة بالمجموعة الأخرى.

وأدى البرنامج التدريبي المنظم إلى تحسين ملحوظ في جودة الحياة وانخفاض كبير في التعب، حيث انخفضت شكاوى مثل الألم وضيق التنفس بشكل ملحوظ خلال فترة الدراسة. وكانت نتائج اختبار اللياقة البدنية في مجموعة التدريب أفضل من مجموعة التحكم.

وقال الباحثون إن النساء المصابات بالسرطانات المتقدمة مثل سرطان الثدي النقيلي، اللاتي يتلقين العلاج طويل الأمد، يمكن أن يستفدن بشكل كبير من إدارة الأعراض المرتبطة بالمرض والعلاج بشكل جيد.

وأضافوا أن التأثيرات الإيجابية المشجعة للغاية للبرنامج التدريبي يمكن أن تجعل مرضى سرطان الثدي المتقدم يعيشون حياة أفضل ويتمتعون بلياقة بدنية أكبر.