علماء: التجارب على الفيروسات القاتلة تعرّض 1.6 مليون شخص للوفاة سنوياً

حوادث المختبرات قد تؤدي إلى انتشار الأوبئة (رويترز)
حوادث المختبرات قد تؤدي إلى انتشار الأوبئة (رويترز)
TT

علماء: التجارب على الفيروسات القاتلة تعرّض 1.6 مليون شخص للوفاة سنوياً

حوادث المختبرات قد تؤدي إلى انتشار الأوبئة (رويترز)
حوادث المختبرات قد تؤدي إلى انتشار الأوبئة (رويترز)

حذر علماء من أن المعامل التي تعمل على إجراء تجارب على الفيروسات القاتلة والخطيرة تعرض 1.6 مليون شخص كل عام لخطر الوفاة.
ووفقاً لصحيفة «التلغراف» البريطانية، فقد اجتمع علماء الفيروسات وخبراء السلامة الحيوية من جميع أنحاء العالم في جنيف هذا الأسبوع لمناقشة كيفية منع حوادث المختبرات التي تؤدي إلى انتشار جائحة يمكن أن تتسبب في وفاة الملايين.
ويخشى العلماء أن يكون فيروس «كوفيد - 19» قد تسرب من مختبر في الصين، حيث كان العلماء يتلاعبون في فيروسات الخفافيش لاكتشاف كيف يمكن أن تتطور لتصيب البشر.
وقال مارك ليبسيتش، أستاذ علم الأوبئة بجامعة هارفارد، إن العلماء في مؤتمر جنيف حذروا من أن إجراء مثل هذه التجارب على الفيروسات القاتلة يعرض ما بين 10 آلاف و1.6 مليون شخص لخطر الموت كل عام.
وتعتمد هذه الأرقام التي اقترحها ليبسيتش على حساب معدلات الوفيات مقترنة بعدد الحوادث التي تحدث في «مختبرات المستوى 3 من السلامة البيولوجية»، وهي ثاني أكثر مرافق الاختبار أماناً.
وقال ليبسيتش، «الخطر بعيد عن أن يكون مقبولاً. يجب التصدي بقوة للتجارب التي قد تزيد من احتمالية التسبب في حدوث جائحة».

وأضاف: «يعتقد العلماء أنه إذا كانت نياتهم جيدة، فيجب السماح لهم بفعل أي شيء، ولكن يمكن أن تكون لذلك آثار سلبية كارثية».
وتم انتقاد العديد من المختبرات لإجراء أبحاث محفوفة بالمخاطر في السنوات الأخيرة.
وفي مايو (أيار) الماضي، ابتكرت جامعة بوسطن شكلاً جديداً من فيروس «كوفيد 19»، بعد إدخال بروتين سبايك الموجود على سطح سلالة مبكرة من الفيروس، في متغير «أوميكرون».
وأجرت كلية لندن الإمبراطورية تجارب أصابت فيها خلايا معملية بكل من «دلتا» و«أوميكرون» في الوقت نفسه لمعرفة أيهما له ميزة تنافسية. وحذر الخبراء من أن هذه التجربة قد جازفت بدمج المتغيرين لإنتاج شيء «أكثر فتكاً»، الذي يمكن أن يصيب العلماء أو يتسرب من المختبر.
كما كانت هناك انتقادات واسعة النطاق العام الماضي عندما أعاد فريق من العلماء الكنديين والأميركيين تكوين فيروس إنفلونزا عام 1918، وأصابوا مجموعة من قرود المكاك به.
وعلى الرغم من أن الفريق قال إن الدراسة قدمت اكتشافات علمية مفيدة، أكد الخبراء أنه كان من الممكن التوصل إلى النتائج نفسها باستخدام التسلسل دون الحاجة إلى إنشاء فيروس.
وأعرب الخبراء أيضاً عن مخاوفهم بشأن تجارب الاكتشاف الفيروسي، التي تسعى للعثور على فيروسات غير معروفة في البرية، أو تخلق مسببات الأمراض في المختبر.
وقال خبير الأمن الحيوي الدكتور فيليبا لينتزوس من «كينغز كوليدج لندن» والمدير المشارك للمؤتمر، «أعتقد أننا نتفق على الحاجة للحد من مخاطر البحث. يبدو أن هناك بعض الاتفاق على أنه إذا كان الفيروس لا ينتشر حالياً، فليست هناك حاجة لإجراء تجارب عليه».
وأكد خبراء السلامة الحيوية على ضرورة أن يكون العلماء أكثر صدقاً وشفافية بشأن تجاربهم، حتى يتمكن الجمهور من الحكم على مزايا عملهم وما إذا كان من المحتمل أن يعرضهم للخطر.


مقالات ذات صلة

صحتك المشي اليومي يسهم في تعزيز الصحة ودعم الحالة النفسية (رويترز)

6 فوائد صحية للمشي اليومي

أكدت كثير من الدراسات أهمية المشي اليومي في تعزيز الصحة، ودعم الحالتين النفسية والجسدية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك زيوت البذور يمكن أن تتسبب في إصابة الأشخاص بسرطان القولون (رويترز)

للوقاية من سرطان القولون... تجنب استخدام هذه الزيوت في طهي الطعام

حذَّرت دراسة من أن زيوت البذور -وهي زيوت نباتية تستخدم في طهي الطعام، مثل زيوت عباد الشمس والذرة وفول الصويا- يمكن أن تتسبب في إصابة الأشخاص بسرطان القولون.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق يعاني الكثير من الأشخاص من كثرة التفكير وقت النوم (أ.ف.ب)

كيف تتغلب على كثرة التفكير وقت النوم؟

يعاني كثير من الأشخاص من كثرة التفكير ليلاً؛ الأمر الذي يؤرِّقهم ويتسبب في اضطرابات شديدة بنومهم، وقد يؤثر سلباً على حالتهم النفسية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

توصلت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا إلى أن اتباع نظام غذائي منخفض في أحماض أوميغا 6 وغني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، يمكن أن يبطئ سرطان البروستاتا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

علاج فعّال يساعد الأطفال على التخلص من الكوابيس

العلاج أسهم في تقليل عدد الكوابيس لدى الأطفال (جامعة يوتا)
العلاج أسهم في تقليل عدد الكوابيس لدى الأطفال (جامعة يوتا)
TT

علاج فعّال يساعد الأطفال على التخلص من الكوابيس

العلاج أسهم في تقليل عدد الكوابيس لدى الأطفال (جامعة يوتا)
العلاج أسهم في تقليل عدد الكوابيس لدى الأطفال (جامعة يوتا)

كشفت دراسة أميركية أن علاجاً مبتكراً للأطفال الذين يعانون من الكوابيس المزمنة أسهم في تقليل عدد الكوابيس وشدّة التوتر الناتج عنها بشكل كبير، وزاد من عدد الليالي التي ينام فيها الأطفال دون استيقاظ.

وأوضح الباحثون من جامعتي أوكلاهوما وتولسا، أن دراستهما تُعد أول تجربة سريرية تختبر فاعلية علاج مخصصٍ للكوابيس لدى الأطفال، ما يمثل خطوة نحو التعامل مع الكوابيس كاضطراب مستقل، وليس مجرد عَرَضٍ لمشكلات نفسية أخرى، ونُشرت النتائج، الجمعة، في دورية «Frontiers in Sleep».

وتُعد الكوابيس عند الأطفال أحلاماً مزعجة تحمل مشاهد مخيفة أو مؤلمة توقظ الطفل من نومه. ورغم أنها مشكلة شائعة، فإنها تؤثر بشكل كبير على الصحة النفسية والجسدية للأطفال، إذ تُسبب خوفاً من النوم، والأرق، والاستيقاظ المتكرر، وهذه الاضطرابات تنعكس سلباً على المزاج، والسلوك، والأداء الدراسي، وتزيد من مستويات القلق والتوتر.

ورغم أن الكوابيس قد تكون مرتبطة باضطرابات نفسية أو تجارب مؤلمة، مثل اضطراب ما بعد الصدمة، فإنها لا تختفي بالضرورة مع علاج تلك المشكلات، ما يتطلب علاجات موجهة خصيصاً للتعامل مع الكوابيس كاضطراب مستقل.

ويعتمد العلاج الجديد على تعديل تقنيات العلاج المعرفي السلوكي واستراتيجيات الاسترخاء وإدارة التوتر، المستخدمة لدى الكبار الذين يعانون من الأحلام المزعجة، لتناسب الأطفال.

ويتضمّن البرنامج 5 جلسات أسبوعية تفاعلية مصمّمة لتعزيز فهم الأطفال لأهمية النوم الصحي وتأثيره الإيجابي على الصحة النفسية والجسدية، إلى جانب تطوير عادات نوم جيدة.

ويشمل العلاج أيضاً تدريب الأطفال على «إعادة كتابة» كوابيسهم وتحويلها إلى قصص إيجابية، ما يقلّل من الخوف ويعزز شعورهم بالسيطرة على أحلامهم.

ويستعين البرنامج بأدوات تعليمية مبتكرة، لتوضيح تأثير قلّة النوم على الأداء العقلي، وأغطية وسائد، وأقلام تُستخدم لكتابة أفكار إيجابية قبل النوم.

وأُجريت التجربة على 46 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 6 و17 عاماً في ولاية أوكلاهوما الأميركية، يعانون من كوابيس مستمرة لمدة لا تقل عن 6 أشهر.

وأظهرت النتائج انخفاضاً ملحوظاً في عدد الكوابيس ومستوى التوتر الناتج عنها لدى الأطفال الذين تلقوا العلاج مقارنة بالمجموعة الضابطة. كما أُبلغ عن انخفاض الأفكار الانتحارية المتعلقة بالكوابيس، حيث انخفض عدد الأطفال الذين أظهروا هذه الأفكار بشكل كبير في المجموعة العلاجية.

ووفق الباحثين، فإن «الكوابيس قد تُحاصر الأطفال في دائرة مغلقة من القلق والإرهاق، ما يؤثر سلباً على حياتهم اليومية»، مشيرين إلى أن العلاج الجديد يمكن أن يُحدث تحولاً كبيراً في تحسين جودة حياة الأطفال.

ويأمل الباحثون في إجراء تجارب موسعة تشمل أطفالاً من ثقافات مختلفة، مع دراسة إدراج فحص الكوابيس بوصفها جزءاً من الرعاية الأولية للأطفال، ما يمثل خطوة جديدة في تحسين صحة الأطفال النفسية والجسدية.