طلال الحمود
إعلامي وكاتب سعودي، رئيس تحرير الأخبار الرياضية في قناة العربية.
TT

صاروخ ماديرا في واشنطن

استمع إلى المقالة

لفت النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو الأنظار خلال حفل العشاء الذي أُقيم على شرف ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في البيت الأبيض، وسط ترحيب الرئيس الأميركي دونالد ترمب بحضور اللاعب، في مشهد لم ينعم به الأرجنتيني ليونيل ميسي منذ وصوله إلى الولايات المتحدة قبل نحو ثلاثة أعوام حتى الآن.

ويبدو أن رهان المشروع الرياضي السعودي على رونالدو أثبت جدواه غير مرة، إذ أصبح اللاعب الأسطوري مفتاح الوصول إلى أي جمهور في العالم تمهيداً لتسويق منتجات السعودية في الرياضة والسياحة والتجارة، فضلاً عن الإشارة إلى الأعمال الإنسانية والمبادرات الخيرية التي تكتسب شعبية عالمية بمجرد دخول هذا النجم في جهودها.

وخلال حفل العشاء التاريخي، حصدت صورة «سيلفي» التقطها رونالدو مع أهم رجال الأعمال، مشاهدات مليونية خلال ساعات من قيام النجم البرتغالي بنشرها على حساباته، مما استأثر باهتمام المسؤولين عن الإعلام في البيت الأبيض الذين تابعوا مفعول «صاروخ ماديرا» ومداه العابر للقارات والمحيطات، خصوصاً عندما نشر صورة توازي أكثر من تريليون دولار، حسب ثروة مَن ظهروا فيها، ومنهم إيلون ماسك، قبل أن تنتشر في كل مكان تصل إليه منصات التواصل الاجتماعي.

ومع أن الأرجنتيني ليونيل ميسي نال شكر وثناء إيفانكا ترمب قبل نحو أسبوعين، بعدما رافق أحفاد الرئيس الأميركي اللاعب قبل مباراة إنتر ميامي وناشفيل والتقطوا الصور معه، فإن هذا الأمر لم يحظَ باهتمام عالمي ولم يشفع للبرغوث الأرجنتيني بالوصول إلى البيت الأبيض لمصافحة ترمب والاجتماع معه كما فعل منافسه التقليدي رونالدو، وربما يعود السبب إلى شخصية ميسي عديمة الجدوى خارج الملعب، وإلى قوة علاقات النجم البرتغالي مع السياسيين ورجال الأعمال.

وبالنظر إلى ما يحققه رونالدو حالياً يمكن القول إن هذا اللاعب سيتخطى بفكره محيط كرة القدم ليصبح بعد الاعتزال مؤثراً في مجالات سياسية واقتصادية وإنسانية، متجاوزاً سقف طموحات البرازيلي بيليه، والألماني فرانز بكنباور، والهولندي يوهان كرويف، الذين وصلوا إلى أميركا في السبعينات من أجل أن يكونوا جزءاً من «الحلم الأميركي» تمهيداً لصناعة إمبراطورياتهم الخاصة في عالم المال أو الإدارة الرياضية أو حتى الظهور في أفلام في هوليود، ومع أن الثلاثة نالوا مكاسب لا تعد ولا تحصى من تجربتهم في بلاد العم سام، فإن هذا لم يغرِ النجم البرتغالي للبدء من حيث انتهوا بعدما اختار المشروع السعودي لتحقيق طموحاته المستقبلية، ويبدو أن رونالدو نجح في اختياره بعدما زاد ثقله حتى أوصله إلى البيت الأبيض ووادي السيليكون و«فيفا»، كشريك مرشح للعب دور مؤثر في كثير من الملفات والاستثمارات.