تنفس السعوديون الصعداء عقب فوز منتخبهم الصعب على نظيره الإندونيسي ضمن تصفيات بطولة كأس العالم 2026، وزادت نسبة التفاؤل في الشارع الرياضي بقدرة أصحاب القمصان الخضراء على اللحاق بركب المنتخبات العربية المتأهلة إلى المونديال، حتى لو جاء التأهل من بوابة الملحق الآسيوي الضيقة، وعبر الرحلة الأخيرة إلى المناسبة العالمية الأهم.
ولم يكن أداء المنتخب السعودي مقنعاً لأنصاره، غير أنه استطاع إتمام المهمة وتجاوز فريق الـ«إندودتش» الذي صنع في أكاديميات هولندا وتم تجميعه في إندونيسيا للمنافسة بشراسة على بطاقة بلوغ المونديال، وهذه النتيجة تبرهن على استعادة «الأخضر» توازنه بعدما بلغ مرحلة الانهيار حين تعادل مع المنتخب نفسه في جدة وخسر أمامه في جاكرتا خلال التصفيات النهائية لكأس العالم، مما جعل كتيبة المدرب هيرفي رينارد تتجه إلى الملحق الآسيوي لتحقيق أصعب تأهل بالحصول على مقعد من ثمانية مقاعد مخصصة للقارة الصفراء.
حال التشاؤم التي عمّت الشارع الرياضي قبل يوم الأربعاء، انقلبت إلى موجة تفاؤل بعدما تمكن اللاعبون من صناعة الفارق بفضل معنويات عالية غابت في مباريات المنتخب السعودي السابقة، وتحديداً منذ حلّ الإيطالي روبرتو مانشيني في الرياض مفسداً روح الفريق الواحد ومحبطاً آمال ملايين المشجعين الذين كانوا ينتظرون خطوة إلى الأمام بعد الظهور اللافت للأخضر في مونديال 2022، مما أدى لاحقا إلى فقدان أغلب اللاعبين للثقة بقدرتهم على الفوز، وتسبب في تراجع مستوياتهم قياساً على ما يقدمونه مع أنديتهم في الدوري المحلي.
لن تكون مهمة الفريق السعودي سهلة حتى بعد فوزه على إندونيسيا في تصفيات الملحق الآسيوي، غير أن كسب النقاط الثلاث من شأنه إعادة الثقة التي قادت اللاعبين يوماً إلى حسم التأهل وبلوغ المونديال من أمام الخصم الياباني الرهيب، خاصة أن القائمة الحالية تضم مجموعة من الشبان الذين يحتاجون إلى الثقة بقدراتهم لإظهار مهاراتهم الحقيقية، بعيداً عن العشوائية وافتقاد التركيز في الأوقات الحاسمة، فضلاً عن ارتكاب أخطاء غير مبررة على طريقة لاعب الوسط محمد كنو في التعامل مع أهم لحظات مباراة الفريق الأخيرة.
يبقى المنتخب السعودي المرشح الأهم لبلوغ المونديال، في انتظار الفريق العراقي، في ختام مباريات الملحق والكشف عن المتأهل الآسيوي الثامن إلى نهائيات كأس العالم، وستكون المهمة مصيرية للمنتخب الأخضر، لأن نجاحها سيعلن ولادة جيل مونديالي جديد، وفشلها يعني انتهاء حقبة ظهور عالمي بدأت مع الهولندي بيرت فان مارفيك وانتهت بالغياب مع الفرنسي هيرفي رينارد.
