عاش المدرب الفرنسي لوران بلان أسبوعاً لا ينسى بعدما قاد فريقه الاتحاد إلى تحقيق بطولة الدوري السعودي لكرة القدم بفارق مريح عن أقرب مطارديه الهلال، ولم يكن أكثر أنصار «النمور» تفاؤلاً ينتظر هذه النهاية السعيدة التي سبقتها سلسلة تعادلات كادت تخلط أوراق رئيس النادي ومعاونيه وتجعلهم يعيدون النظر في قدرة بلان على الاستفادة من فارق النقاط وحسم اللقب بعيداً عن المفاجآت.
والحقيقة أن المدرب الفرنسي كاد يسقط لولا أنه محاط بمجموعة يقودها كريم بنزيمة جاءت به وتسعى لإنجاحه بشتى الطرق، وهذا ما برهنه تدخل «الشلة الفرنسية» بقوة في المباريات الأخيرة بهدف إنقاذ المدرب والفريق، ولا يمكن لمتابعي الدوري السعودي إلا أن ينصفوا بنزيمة ورفاقه بعد الـ«ريمونتادا» الشهيرة على ملعب النصر، حين انقلبت النتيجة من الخسارة بهدفين إلى ثلاثة بفضل خبرة بنزيمة وكانتي وعوار وديابي التي عالجت تخبط المدرب في الشوط الأول وجعلت الاتحاد يهاجم مرمى النصر بمخالبه وأنيابه حتى انتزع أهم نقاط الموسم.
نجاح بنزيمة ورفاقه في تبديد الشكوك وانتزاع اللقب، تجربة لافتة برهنت القدرة على استعادة التوازن بطريقة يصعب تكرارها إلا في الاتحاد وبدعم جماهيره، خاصة أن سلسلة التعادلات في الدور الثاني كانت تشير إلى أن فقدان الصدارة مجرد مسألة وقت، ولو كان لوران بلان بعيداً عن لاعبيه لانتهت علاقته بالفريق مع منتصف الموسم، ولولا هدوء أنصار الاتحاد وعدم ممارسة ضغط على الإدارة للبحث عن مدرب بديل، لتعرض الاتحاد إلى مصير النصر ودخل في دوامة التخبط وفقد اللقب.
تمكن بنزيمة من الرد على سيل الانتقادات التي طالته في الموسم الماضي، وإسكات الأصوات التي اتهمته بالتهاون وعدم الجدية بعدما قادت أهدافه الاتحاد إلى إحراز بطولة الدوري السعودي، وصعدت به إلى المباراة النهائية لكأس الملك، فضلاً عن أن الفرنسي المخضرم نجح في جعل فريقه يسدد فواتير الموسم الماضي بالفوز على الفرق التي استمتعت بإذلال النمر المصاب واكتساحه بنتائج لم تكن متوقعة وفي مقدمتها الخسارة بخمسة أهداف أمام الاتفاق في جدة، ويومها تسرب الشك إلى نفوس أنصار الاتحاد بقدرة فريقهم على العودة إلى المنافسة على الألقاب.
ولأن البقاء على القمة أصعب من الوصول إليها، سيكون اتحاد لوران بلان وكريم بنزيمة أمام تحدٍّ حقيقي في الموسم المقبل، إذ اعتادت أغلب الأندية السعودية التراجع بعد موسم التتويج بسبب عدم تنشيط الفريق بلاعبين أكثر جهوزية من زملائهم الأكبر سناً، وهذا يتطلب في أحيان كثيرة التضحية بنجوم يتمتع بعضهم بشعبية لدى الجماهير، وفي حال تمكن المدرب الفرنسي من الحصول على مدافعين من طراز عالٍ وصانع لعب من فصيلة «كورنادو» فالأرجح أن الاتحاد سيكتسح الموسم المقبل محلياً وقارياً رغم صعوبة المنافسة.