مع إعلان نادي الهلال إقالة البرتغالي خورخي خيسوس انتهت فترة ذهبية سيطر خلالها الفريق العاصمي على البطولات المحلية مسجلاً أرقاماً قياسية يصعب تحطيمها، وتحول المدرب الفذ من محبوب للجماهير في الموسم الماضي إلى أسوأ المدربين على الكرة الأرضية حالياً، واتضح أن النادي السعودي لا يملك أفضل جهاز إداري كما يرى أنصاره قبل عام، بعدما أصبح هؤلاء الأنصار يشككون في قدرة الرئيس الاستثنائي فهد بن نافل بمجرد تأخره في الاستغناء عن الداهية البرتغالي.
في عالم كرة القدم ليس هناك تفوق دائم ولا انكسار دائم، لأن دوام الحال من المحال حتى في الرياضة، مما يجعل القرار الصائب رهن الالتزام بالعمل وفق استراتيجية لا يمكن شطبها بمجرد خسارة مباراة أو منافسة، خاصة في حالة خيسوس الذي شهد لقدراته المنافسون قبل الأنصار، من خلال إنجازات أثبتت أنه مدرب فذ لا يمكن التشكيك في قدرته على إعادة الهلال للمنصات، بعيداً عن التراجع الذي أصاب الفريق ولاعبيه بسبب الإرهاق، كما حدث في مانشستر سيتي وبايرن ميونيخ ويوفنتوس وغيرهم.
إقالة خيسوس برهنت على أن الهلال يدار بطريقة لا تختلف كثيراً عن بقية الأندية المنافسة، إذ إن الثقافة المشتركة في التعامل هي الأزمات التي قادت النصر إلى الاستغناء عن خدمات مدربه لويس كاسترو الذي قاد الفريق إلى موسم لافت، افتتحه بإحراز بطولة الأندية العربية ثم تحقيق المركز الثاني في بقية البطولات ومنها نهائي كأس الملك الذي خسره بركلات الترجيح، وقياساً على حسابات الربح والخسارة «فنياً ومالياً» في الأندية الأوروبية، لا يمكن أن يرحل كاسترو ولن يجرؤ مسؤول على طرح فكرة رحيله، وهذا حدث أثناء تولي الفرنسي آرسين فينغر مهمة تدريب آرسنال الإنجليزي لسنوات طويلة، علماً أن نتائجه لم تكن مرضية في كثير من المواسم.
وخلال الأسبوع الماضي فاجأ المدرب الألماني ماتياس يايسله الجميع حين قاد الأهلي السعودي للفوز بكأس دوري أبطال آسيا للنخبة، محققاً إنجازاً يحسب له ولمسؤولي الفريق وقبلهم مشجعي الأهلي الذين رفضوا إقالة المدرب وطالبوا بمنحه الفرصة أكثر من مرة، في سابقة تؤسس لفكر جديد في التعامل مع المدربين الذين يظهرون قدرات عالية ويقدمون عملاً جيداً لا تعكسه نتائج الفريق بسبب الإصابات أو الإرهاق أو حتى سوء الطالع في كثير من المباريات، ويحسب لأنصار الأهلي أنهم لم يستعجلوا العودة على حساب بناء الفريق، ولم يطالبوا برحيل الشاب الألماني المتحمس، حين ساندوه بقوة ووقفوا إلى جانبه في مراحل مهمة شهدت تراجعاً لمستوى الفريق، مما جعلهم ينعمون أخيراً بفرحة تحقيق اللقب القاري والدخول إلى التاريخ من أوسع أبوابه.