تعرف الأندية الكبيرة في العالم تراجعاً لافتاً خلال الموسم الحالي، بلغ مرحلة الانهيار في مانشستر سيتي حين خسر أمام آرسنال في لندن بنتيجة تاريخية برهنت عدم قدرة الـ«سيتيزن» على استعادة توازنه وسط حيرة مدربه الإسباني بيب غوارديولا وإحباط أنصار الفريق الذي اكتسح سابقاً إنجلترا ثم أوروبا بقائمة اللاعبين نفسها.
ويواجه مانشستر سيتي حالياً خطر الابتعاد عن واجهة البطولة الإنجليزية في المواسم المقبلة، علماً بأن العودة مجدداً كلفت ليفربول البقاء في الظل لنحو 30 عاماً وما زالت تكلف مانشستر يونايتد الوقوف في المكان نفسه منذ 2013، ما يؤكد أن استعادة المكانة في الدوري الإنجليزي تحتاج إلى «صبر أيوب» وسنوات طويلة من العمل والبناء.
نكسة مانشستر سيتي لا تختلف كثيراً عن تراجع الثنائي الإسباني برشلونة وريال مدريد بعدما خسر الأول 21 نقطة والثاني 17 خلال 22 جولة من بطولة الدوري المحلي، ويبدو أنا أحدهما سينسحب من سباق الصدارة قريباً، والحال نفسه ينطبق على باير ليفركوزن في ألمانيا، ومن قبله بوروسيا دورتموند الذي فقد بريقه منذ رحيل مدربه يورغن كلوب.
ظاهرة التراجع انتشرت حتى وصلت إلى أندية قوية في العالم العربي، وتسببت في تدهور أحوال الرجاء البيضاوي حامل اللقب في الموسم الماضي، وبات حالياً يحتل المركز السابع في الدوري المغربي وسط تراجع لافت أيضاً لنتائج جاره الوداد صاحب الصولات والجولات، وحتى الأهلي القاهري الذي يصارع بيراميدز على صدارة الدوري المصري لا يبدو كذلك في أفضل حال بعدما فقد 12 نقطة خلال 15 جولة، وفي الشرق بات كبير القارة الآسيوية العين الإماراتي يعيش وضعاً صعباً بعدما غادر منافسات دوري أبطال القارة بلا فوز، فضلاً عن خسارة حظوظه في المنافسة على البطولة المحلية، وبدرجة أقل يواجه الهلال السعودي حالة عدم اتزان أفقدته 18 نقطة وأبعدته عن صدارة الدوري السعودي، وغالباً سيعيد النادي النظر في علاقته مع مدربه البرتغالي جورجي جيسوس، ما يرجح استمرار حالة الارتباك حتى انتهاء الموسم مع مزيد من التراجع.
وتبقى بطولة كأس العالم للأندية المقررة الصيف المقبل في الولايات المتحدة الرابط بين أغلب الأندية المتراجعة، خاصة أن شرق القارة الآسيوية سيجود بصاحب المركز الثالث عشر في الدوري الياباني أوروا ريدز، فضلاً عن أولسان الكوري الجنوبي صاحب المركز الحادي عشر في مجموعة الشرق ضمن دوري أبطال آسيا الذي ترك فرصة التأهل إلى الدور الثاني لمنافسين مثل جوهر دار التعظيم الماليزي وبوريرام التايلاندي، يضاف إلى هذه الأندية ريد بول سالزبورغ النمساوي صاحب المركز الرابع حالياً في دوري بلاده مع سوء مستوى المنافسين في النمسا.
ويبدو أن الاتحاد الدولي لكرة القدم سيواجه حرجاً كبيراً في مونديال الأندية المقبل، بسبب معايير اختيار الأندية المشاركة في البطولة، وكثرة الفرق التي أصابها تراجع واضح في المستوى قياساً على مستوياتها في مواسم التتويج أو في وقت التصنيف، وهذا ما ستكشفه مباريات كأس العالم للأندية بعد نحو أربعة أشهر من الآن.
