عبد العزيز الغيامة
صحافي سعودي منذ 1998 وحاصل على وسام الإعلام الرياضي العربي من الاتحاد العربي للصحافة الرياضية عام 2022 ورئيس لقسم الرياضة في صحيفة «الشرق الأوسط»
TT

سمعة الدوري... و«التصريحات غير المسؤولة»

استمع إلى المقالة

لم تكن التصريحات الصادرة من بعض مسؤولي الأندية المنافسة في الدوري السعودي للمحترفين لكرة القدم التي تقلّل من عدالة المسابقة ونزاهتها، سواء على صعيد الدعم أو قرارات الحكام الأجانب والمحليين؛ جديدة، وإنما هي نتاج سنوات طويلة من المحاولات اليائسة والفاشلة منهم، لإلصاق هذه التهمة في البطولة الأشهر عربياً وآسيوياً.

الدوري السعودي للمحترفين لكرة القدم نجم صاعد في سماء الكرة العالمية، ويسير بخطى ثابتة نحو المنافسة العالمية، حتى إن كثيرين من كبار مسؤولي اللعبة والمدربين والنجوم في العالم يعدّونه منافساً جدياً لأقوى المسابقات الخمس في العالم خلال السنوات القليلة المقبلة.

حقيقة أستغرب حينما أسمع تصريحات «غير مسؤولة» من بعض المسؤولين والمسيّرين الحاليين والسابقين في أندية الدوري، حينما يلمّحون سلباً إلى «مسار موجه» لفريق أو فريقَيْن للفوز باللقب، في حالة أراها محاولة لإبعاد حالة الفشل التي تلاحقهم لسنوات طويلة في المنافسات المحلية.

ليس الأمر يقتصر على بعض رؤساء مجالس الإدارات أو الرؤساء التنفيذيين الحاليين والسابقين ومديري الفرق، بل يمتد إلى نقاد ومُحللين وصحافيين، كلهم يذهبون إلى بذل الجهود، لإقناع الرأي العام وإغراقه بنظريات المؤامرة التي تكبر مثل كرة الثلج، وسط عقوبات انضباطية بسيطة لا تكفي لتفتيتها.

لماذا يهيمن فريق واحد على سجل ألقاب الدوري؟... هذا هو محور أحاديثهم ومنطلق نظرياتهم وأفكارهم الغريبة، لكنهم ينسون أو لا يعرفون أن بايرن ميونيخ يفعل الشيء ذاته في الدوري الألماني، ويكفي أنه فاز بلقب «البوندسليغا» 11 مرة في الأعوام الـ12 الأخيرة (منذ 2013 وحتى الآن).

أيضاً ينسون أن مانشستر سيتي هو حامل لقب الدوري الإنجليزي 6 مرات في الأعوام السبعة الأخيرة (منذ 2018 وحتى الآن)، والحال ذاته للدوري الإيطالي الذي شهد سيطرة يوفنتوس على ألقابه في الفترة ما بين 2012 و2020 دون منافس، ويفعل الشيء ذاته باريس سان جيرمان بالهيمنة على ألقاب الدوري الفرنسي.

في 23 فبراير (شباط) الحالي، أكد بابلو لونغوريا، رئيس نادي أولمبيك مرسيليا، وجود فساد تحكيمي في الدوري الفرنسي، وأن ناديه يعاني من «مؤامرة منظمة»، وأن هناك فساداً حقيقياً داخل المسابقة؛ لكن هذه التصريحات غير المسبوقة وجدت رداً عنيفاً من فيليب ديالو، رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، الذي أدان التصريحات وانضم إلى الدفاع عن الحكام الفرنسيين.

وتابع ديالو، في بيان رسمي: «أدين بأشد العبارات التصريحات التي أدلى بها رئيس ومسؤولو أولمبيك مرسيليا ضد التحكيم الفرنسي بشكل عام، وحكم مباراة مرسيليا وأوكسير، جيريمي ستينات، بشكل خاص، الذي أعرض عليه دعمي الكامل».

وتابع ديالو: «التشكيك في نزاهة حكامنا أمر تشهيري وغير مقبول ومستهجن. مثل هذه التعليقات تلحق ضرراً خطيراً بصورة بطولة الدوري الخاصة بنا»

هذه هي القصة التي نريدها أن تكون في الدوري السعودي؛ حيث إيقاف التصريحات المسيئة والتلميحات التي لا تنتهي منذ سنوات طويلة من قِبل بعض المسؤولين الحاليين والسابقين تجاه نزاهة الدوري، ومحاولة تشويه سمعته، وأهمية أن يفهموا أن ما يجري فيه من أخطاء تحكيمية وتفاوت في ميزانياته المالية يحدث في كل الدوريات الكبرى في العالم.



المزيد من مقالات الرأي