عبد العزيز الغيامة
صحافي سعودي منذ 1998 وحاصل على وسام الإعلام الرياضي العربي من الاتحاد العربي للصحافة الرياضية عام 2022 ورئيس لقسم الرياضة في صحيفة «الشرق الأوسط»
TT

الدوري السعودي 2027... كيف سيكون؟

استمع إلى المقالة

سيكون الدوري السعودي للمحترفين لكرة القدم في موسم 2027 مختلفاً عن شكله الحالي باعتبار أن أندية جديدة تستعد لحجز مقاعدها فيه من خلال المنافسة الشرسة التي يشاهدها الجميع في منافسات دوري الدرجة الأولى، وكذلك دوري الثانية خلال الموسمين الحالي والمقبل.

قبل يومين لفت نادي الدرعية الأنظار إليه بعد أن ضمن الصعود من دوري الثانية إلى دوري الأولى وبفارق كبير من النقاط عن منافسه نادي الصقر الصاعد بقوة في عالم كرة القدم، ويستحق مسؤولوه التقدير على ما يقومون به من عمل لـنادٍ لم يكن معروفاً قبل 4 أعوام.

يتعين على الدرعية قطع مشوار طويل الموسم المقبل للصعود مجدداً إلى الدوري السعودي للمحترفين، ولا أعتقد أنه سيكون صعباً على فريق يدار بطريقة احترافية باعتباره أحد الأندية التي خضعت للتخصيص منذ يونيو (حزيران) 2023، حيث تم الاستحواذ عليه من قِبل «هيئة تطوير الدرعية».

ليس الأمر فقط يخص الدرعية، بل يشمل أيضاً نادي العُلا الذي يتصدر هو الآخر المجموعة الأولى في دوري الثانية، لكنه يجد منافسة شرسة من أندية أخرى مثل الجيل والشعلة ويحتاج في تقديري إلى ست نقاط تكفيه لمرافقة الدرعية إلى الأولى.

نادي العُلا يحظى باهتمام بالغ بعد الاستحواذ عليه من قِبل الهيئة الملكية في العُلا، وخطوات تطويره ملحوظة بشكل واضح في العامين الأخيرين، لكن يتعين عليه بذل جهود أكبر في الفترة المقبلة ليلحق بالقطار الذي سيكون مساره حاضراً في دوري روشن في موسم 2027.

الأمر لا يقتصر على الدرعية والعُلا، بل هناك نيوم الذي سيكون موجوداً في دوري روشن ابتداءً من الموسم المقبل إذا ما سارت نتائجه بالشكل المطلوب، حيث يتصدر حالياً ترتيب الدوري السعودي للدرجة الأولى منذ عشرين جولة مضت ويريد المواصلة حتى ضمان الصعود وسط ملاحقة مرهقة له من منافسه الرئيسي الحزم، وكذلك النجمة والعدالة.

تخيلوا الشكل الجديد للدوري السعودي للمحترفين لكرة القدم في موسم 2027، حيث الهلال، والاتحاد، والنصر، والأهلي، والقادسية، ونيوم، والدرعية والعُلا، وحينها بالتأكيد سيكون الاتفاق والشباب قد دخلا في عالم الخصخصة المفترضة قبل نهاية عام 2026، وكل هذا يعني أن الصراع على لقب الدوري في ذلك الموسم سيكون نارياً وعصيباً وصعباً وشرساً بين أندية تحظى بإدارات نوعية ومسؤولة وعقليات مختلفة عما نشاهده حالياً، كما ستحظى هذه الأندية بإنفاق مالي مختلف وقوي للمنافسة على كؤوس الموسم محلياً وخارجياً.

أتصور أن عشاق الدوري السعودي للمحترفين داخل المملكة وخارجها سيكونون على موعد تاريخي وغير مسبوق في ذلك الموسم الذي يترقبه وينتظره ملايين المشجعين؛ كون الصراع بين كبار الأندية سيكون مثيراً ونوعياً على صعيد النجوم والمدربين والمسؤولين، وكذلك الجماهير.

الأندية الكبيرة مثل الاتحاد، والنصر، والأهلي، والشباب والاتفاق كانت تحاول الفوز بالألقاب عبر فترات متباعدة وسط هيمنة الهلال الذي شكَّل فريقاً قوياً ثابتاً على مدار عقود مقابل أندية يخفت بريقها لسنتين، وثلاث، وخمس، وسبع وعشر وأكثر، وهذه الأندية في تقديري الشخصي ستكون في اختبار وجودي خلال السنوات القليلة المقبلة؛ كون المنافسين الجدد مثل نيوم، والعُلا، والدرعية والقادسية لن يقبلوا بأن يكونوا ضيوف شرف في الدوري، كما لن يقبلوا بمشاهدة بطل أو بطلين أو حتى ثلاثة أبطال يستحوذون على المشهد البطولي السعودي.

إنها مرحلة تاريخية تجعلنا نترقب من هم الصاعدون لمنصات التتويج في مسابقات كرة القدم السعودية خلال السنوات المقبلة... وسنرى كيف ستتنافس الأندية على صناعة فريق بطل؟