طلال الحمود
إعلامي وكاتب سعودي، رئيس تحرير الأخبار الرياضية في قناة العربية.
TT

صيحات استهجان

استمع إلى المقالة

طافت صور المدافع السعودي علي البليهي العالم خلال السنوات الخمس الأخيرة، وبات اللاعب المثير للجدل يظهر على مواقع الصحف والمجلات العالمية في لقطات استفزاز ضد الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو وبقية نجوم كرة القدم الذين واجههم بقميص منتخب بلاده أو مع فريقه الهلال، حتى صنعت هذه الصور ومقاطع الفيديو صيتاً للمدافع صاحب الإنجازات غير المسبوقة وفي مقدمتها إيقاف مهاجمي المنتخب الأرجنتيني في بطولة كأس العالم 2022 ومنعهم من إدراك التعادل على مدى 115 دقيقة، حين فازت السعودية على المنافس اللاتيني 2 - 1 في مباراة تاريخية.

ويعيش المدافع الذي اكتشفه الهلال متأخراً أسوأ أيامه منذ نال البطاقة الحمراء خلال نهائي كأس الملك ضد المنافس التقليدي النصر في الموسم الماضي، وتبدل إعجاب أنصار الفريق الأزرق بالبليهي إلى انتقاد دائم بلغ مرحلة إطلاق صيحات الاستهجان بعد مشاركته بديلاً في مباراة الهلال ضد بيرسبوليس الإيراني ضمن منافسات دوري أبطال آسيا للنخبة، ما تسبب في أزمة استدعت إظهار التعاطف من مسؤولي ولاعبي الفريق مع المدافع الذي يواجه حملة جماهيرية للإطاحة به وإبعاده عن النادي، ويبدو أن هذا الضغط ساهم في تراجع مستوى البليهي خلال الموسم الحالي، وزاد من كثرة ارتكابه للأخطاء التي كان المشجعون في السابق يغفرونها له مقابل استمرار الانتصارات والصعود إلى المنصات.

وتخبرنا تجارب المدافعين الأخيرة في الملاعب السعودية تحديداً بأن فقدان المدافع الثقة بقدراته يبدأ حين يتعرض إلى صيحات الاستهجان من المشجعين تعبيراً عن رفضهم لوجوده، ما ينتهي غالباً بمغادرته صفوف الفريق بالإعارة أو الانتقال مباشرة، كما حدث للاعبين من ضمنهم عبد الإله العمري المرفوض من مدرجات النصر في الموسم الماضي وصاحب الشعبية الجارفة حالياً بين أنصار الاتحاد، علماً بأن هذا المدافع لم يحصل على تحديث جديد لقدراته ولم يدخل إلى دورة لتطوير مهاراته، غير أن ابتعاده عن صيحات الاستهجان وتغيير البيئة منحاه القدرة على استعادة توازنه وإظهار قدراته الحقيقية.

واللافت أن أزمة البليهي قادت المدرب البرتغالي جورجي جيسوس إلى التصرف بطريقة جعلته يقلل من شأن المدافع البديل حسان تمبكتي رداً على مطالبات أنصار الهلال بإبعاد البليهي، وغالباً سيعتبر المدرب أن هذه حربه التي سيقودها بنفسه من أجل إسكات الآراء المضادة، والإبقاء على مدافعه المخضرم حتى لو تطلب الأمر خوض مغامرة غير محسوبة العواقب.

والأرجح أن استمرار البليهي في صفوف الهلال في ظل رفض أنصار الفريق يعني بالضرورة مزيداً من التراجع في مستوى المدافع والتأثير سلباً على الكتيبة الزرقاء التي تحارب على أكثر من جبهة في البطولات المحلية والقارية، فضلاً عن المشاركة في بطولة كأس العالم للأندية الصيف المقبل ورهان مسؤولي النادي على أنها الفرصة الأهم لتحقيق نجاح يصعب تكراره حتى في الهلال نفسه، ويكمن التحدي الأكبر أمام الرئيس فهد بن نافل في نزع فتيل الأزمة وتحديد مصير البليهي بطريقة تراعي صلاحيات المدرب، وتنهي في الوقت نفسه الصداع الذي تسببه صيحات الاستهجان للكيان كاملاً.