عبد العزيز الغيامة
صحافي سعودي منذ 1998 وحاصل على وسام الإعلام الرياضي العربي من الاتحاد العربي للصحافة الرياضية عام 2022 ورئيس لقسم الرياضة في صحيفة «الشرق الأوسط»
TT

علة الأخضر!

استمع إلى المقالة

لا توجد كلمات تصف أداء المباراة الافتتاحية لمنتخب السعودية في كأس الخليج العربي السادسة والعشرين لكرة القدم، التي انطلقت السبت، في الكويت، حيث خسر أمام نظيره البحريني بثلاثة أهداف لهدفين. كثيرون يتساءلون ما الذي يجري في المنتخب السعودي؟ بينما قلت سابقاً إن الكثيرين فعلاً لا يعرفون ماذا يحدث في الأخضر لأسباب عديدة، إما لعدم المعرفة، أو للجهل، فيما آخرون يريدون رؤوساً بعينها بغض النظر عن السبب الحقيقي. أعتقد أن كثيراً من «عِلم كرة القدم» لا يقوم على المنطق، إذ إن آلاف النتائج في العالم تظهر أن الأفضل لا يعني الفوز دائماً، كما أن الأسوأ لا يعني الخسارة دائماً. الحقيقة أن المنتخب السعودي عاد من كأس العالم 2022 بعد حقبة لا يمكن الاستئناس بها، أو الرهان عليها، استناداً على الظروف والمعطيات والتحول الذي نعيشه حالياً. ما قبل مونديال قطر يختلف عما بعده، ولا يمكن القياس عليه، لأن الدوري السعودي للمحترفين لكرة القدم يعيش تحولاً تاريخياً لم نعهده على الإطلاق.

اللاعبون السعوديون ليسوا في صدارة هذا الدوري، بل هم في ترتيب أقل، حيث يحظى كل فريق بثلاثة لاعبين محليين أساسيين في مراكز متنوعة لا تعطي أفضلية للمنتخب السعودي في أن يختار ما يريد أو ما يكفيه لصناعة تشكيلة قوية جاهزة للعب في البطولات، على اعتبار أن معظم الاختيار للاعبين لا يتجاوز الأربعة الكبار، بالتالي فإن غالبيتهم على مقاعد الاحتياط.

ووسط هذا التحول لا يجد حارس المرمى السعودي فرصته أساسياً، إذ إنه يقضي وقته وبنسبة 95 في المائة إلى جانب مدربه في الفريق، ويتحين فرصة إصابة الحارس الأجنبي ليلعب قليلاً من المباريات.

التشكيلة السعودية الحالية تضم لاعبي خبرة يعيشون لحظة نهايتهم الكروية أمثال سالم الدوسري وسلمان الفرج ومحمد كنو وعلي البليهي وياسر الشهراني وسلطان الغنام وصالح الشهري ومحمد العويس وأحمد الكسار وعبد الإله المالكي، ولاعبين غير مقنعين فنياً في متوسط مسيرتهم المهنية، ولاعبين صغارـ الحالة الكروية التي يعيشونها لا تساعدهم على أن يكونوا نجوماً موهوبين ومؤثرين بسبب صعوبة فرض أنفسهم في أنديتهم.

سمعنا وشاهدنا الكثير من الآراء حول أسباب الانهيار الأدائي للمنتخب السعودي، وسنذهب لتعليق الشماعة على الكثير من الرؤوس إما لـ«رؤية فنية قاصرة» أو لـ«تصفية حسابات» أو «حسد المناصب»، جاء مارفيك ثم بيتزي وتلاه رينارد ثم مانشيني، وعاد إيرفي مجدداً، ليكتشفوا أنه مدرب عاطفي ومعنوي، جاحدين مسيرته الكبرى مع منتخبات أفريقيا، ومع الأخضر في فترته الأولى.

إذا كنا نريد عودة الأخضر يجب أن نساعد النجوم فقط للمغادرة إلى أوروبا، والبدء في خوض حياة احترافية أخرى، كما يفعل سعود عبد الحميد ومروان الصحفي وفيصل الغامدي.

قد تتحسن نتائجنا في القادم من المباريات وقد تسوء أكثر... لكن صناعة منتخب سعودي قوي لن تكون ببقاء اللاعبين على مقاعد الاحتياط، لأننا لن ننجح طالما أن الكثيرين يحاولون تسطيح ما يجري للأخضر باختلاق أسباب لا تمت للواقع بصلة مثل تحميل مسؤوليات الأداء لمدير فني، أو إدارة منتخب، أو اتحاد القدم أو مسؤولي وزارة الرياضة.