زاهي حواس
عالم آثار مصري وخبير متخصص بها، له اكتشافات أثرية كثيرة. شغل منصب وزير دولة لشؤون الآثار. متحصل على دبلوم في علم المصريات من جامعة القاهرة. نال درجة الماجستير في علم المصريات والآثار السورية الفلسطينية عام 1983، والدكتوراه في علم المصريات عام 1987. يكتب عموداً أسبوعياً في «الشرق الأوسط» حول الآثار في المنطقة.
TT

أين توجد مقبرة الملكة نفرتيتي؟

استمع إلى المقالة

مما لا شك فيه أنه إذا تم الكشف عن مقبرة الملكة نفرتيتي، زوجة الملك أخناتون، فإن ذلك الكشف سيقوم بسحب بساط الشهرة من كشف مقبرة الملك توت عنخ آمون! وذلك لأن الملكة نفرتيتي نالت شهرة غير مسبوقة، بل أصبحت أهم ملكة مصرية قديمة؛ خصوصاً أن تماثيلها تظهرها برقبة طويلة، ووجه رائع وجميل، وعيون ساحرة.

ولذلك وقع في غرامها الألمان، وتمسكوا بالاحتفاظ بتمثالها، رغم أنهم متأكدون من تهريبه من مصر بالغش والخداع. ومن الغريب أنني عندما طلبت أن تتم استعارة هذا التمثال ليكون حاضراً عند افتتاح المتحف الكبير، قال رئيس متحف برلين السابق، بكل عجرفة وتعالٍ، إن التمثال في حالة هشة، ولن يتحمل السفر إلى مصر. وقد علمت أن قطر طلبت عرض هذا التمثال في معرض مؤقت عندها، والآن يمكن أن يسافر إلى قطر!

لم يُعثر على مقبرة الملكة نفرتيتي حتى الآن، ونحن نعرف أنها عاشت في تل العمارنة مع زوجها الملك أخناتون نحو 17 عاماً، وقد دفن أخناتون في المقبرة الملكية في العمارنة، ولكن لا يوجد لدينا أي دليل بأن الملكة نفرتيتي قد دفنت في تل العمارنة، وهذا قد يؤكد أنها فعلاً شاركت في الحكم مع زوجها أخناتون، وبعد وفاته قد تكون حكمت لمدة بسيطة، وحملت لقب العرش وهو «سمنخ كارع»، تلك الشخصية الغامضة في التاريخ المصري القديم. وقد يكون البعض قد أقنعها بأن تعود إلى أحضان كهنة آمون بطيبة! وقد بدأت الحفر في الوادي الغربي من وادي الملوك، الذي دفن فيه ملكان هما: الملك أمنحتب الثالث، الأب الروحي لملوك العمارنة، والملك آي، الذي تولى الحكم بعد موت الملك توت عنخ آمون.

وهناك في وادي الملوك الغربي مقابر خالية، لم يدفن فيها ملوك، وهي المقبرة رقم 24، ولا نعرف مَن كان سيُدفن فيها، والمقبرة رقم 25، وكان من المزمع أن يدفن فيها الملك أخناتون، وقد عثرنا على ورش ملكية، وفيها دفنت الأدوات التي استعملها الفراعنة في بناء المقابر، فأعطينا للمقبرة الرقم 64، وبعد ذلك عملنا حول مقبرة الملك أمنحتب الثالث، وعثرنا على فخار من الأسرة الـ18، وكذلك على أكواخ للعمال، وأعتقد أن الملكة نفرتيتي دفنت في هذا المكان، ولكن للأسف الشديد لم نعثر على المقبرة. بعد ذلك اتجهنا إلى الوادي الشرقي، وحفرنا ما يقرب من سبعين موقعاً لم يتم الحفر فيها من قبل، وعثرنا على عدد من المناظر المسجلة على الأحجار وكذلك الفخار، ومقبرة ملكية فارغة لا توجد فيها أي آثار، وأعطينا هذه المقبرة الرقم 65، والآن اكتشفنا أن هناك وادياً جديداً يجاور وادي الملوك؛ هذا الوادي لم يتم الحفر فيه من جانب أي عالم آثار حتى الآن؛ لذلك هل نكون محظوظين بالكشف في هذا الوادي الجديد عن مقبرة الملكة الجميلة نفرتيتي؟ هذا ما ستكشفه لنا الأيام المقبلة.