سمير عطا الله
كاتب عربي من لبنان، بدأ العمل في جريدة «النهار»، ويكتب عموده اليومي في صحيفة «الشرق الأوسط» منذ 1987. أمضى نحو أربعة عقود في باريس ولندن وأميركا الشمالية. له مؤلفات في الرواية والتاريخ والسفر؛ منها «قافلة الحبر» و«جنرالات الشرق» و«يمنى» و«ليلة رأس السنة في جزيرة دوس سانتوس».
TT

الجحيم مجازاً

استمع إلى المقالة

قال الرئيس ترمب إنه سوف يهيل حمم الجحيم إذا حل موعد تسلمه مهامه الدستورية ولم تحل مسألة رهائن غزة بعد. كيف سيفعل ذلك؟ إن هذه هي المبالغات الرمزية التي يستخدمها الناس العاديون في حواراتهم الصاخبة، لكن سوف يكون على الرئيس غداً أن يستخدم لغة محددة وقانونية لا تقحمه في أزمة.

لا يستطيع الرجل المسؤول الخروج على اللغة التي يستخدمها. «أبواب الجحيم» تهديد رمزي يستطيع أن يستخدمه أي إنسان غاضب، لكن إعلان حالة الطوارئ، هزة تضرب البلد وسمعته.

لا شك أن الكثير من أسلوب ترمب سوف يكون على طريقة «فوكس نيوز»، كما قيل يوم فوزه الثاني. صخب وضجيج، ولكن أيضاً الهم الأول له هو دخول التاريخ. هذا هاجس كل رئيس أميركي: أن يكون له «مشروع»، أو «مبدأ»، كما سمي، يعمل به من يجيء بعده.

جرت العادة، وخصوصاً في أميركا، أن يكون الرئيس الفائز مختلفاً عن المرشح. فالأخير لا ضوابط أمامه في إطلاق الوعود، أو في تجاهلها. وها هو ينقل البيت الأبيض إلى فلوريدا، كما نقله جون كيندي إلى هيانيس بورت، ماساتشوستس.

أي دور يلعبه «اللبنانيون» في الإدارة الجديدة؟ الثابت أن نسيب الرئيس الجديد بولس مسعد يتمتع بكفاءات حزبية وسياسية واقتصادية لا وجود لها عند سواه. والنسب العائلي ليس سوى صدفة إضافية. وقد برز بولس مسعد خلال الحملة الانتخابية كنقطة جاذبة لرجال المؤسسات الكبرى.

أعطي بولس مسعد أعلى منصب يحتله رجل من أصل لبناني في تاريخ البيت الأبيض. ولا ندري إن كان سيلعب الدور الذي لعبه هنري كيسنجر في إدارة ريتشارد نيكسون.

طالما كان يقال إنه بدل إحراق العلم الأميركي واعتبار ذلك نصراً، لماذا لا نحاول البحث عن صديق في الإدارة والإعلام؟ لقد تولى ترمب البحث عنا. وكان أكثر حظاً.