مشاري الذايدي
صحافي وكاتب سعودي. عمل في عدة صحف ومجلات سعودية. اشتغل في جريدة المدينة السعودية في عدة أقسام حتى صار عضو هيئة التطوير فيها. ثم انتقل لـ«الشرق الأوسط» من 2003، وتدرَّج بعدة مواقع منها: المشرف على قسم الرأي حتى صار كبير المحررين في السعودية والخليج، وكاتباً منتظماً بها. اختير ضمن أعضاء الحوار الوطني السعودي في مكة المكرمة. وشارك بأوراق عمل في العديد من الندوات العربية. أعدَّ وقدَّم برنامجي «مرايا» وبرنامج «الندوة». في شبكة قنوات «العربية».
TT

غول الترمبية والإعلام الأميركي... مرة أخرى

استمع إلى المقالة

ما جرى في أميركا، كما كرَّرت مرات عدة في الشهر الماضي، لحظة تحول عميق ومستدام لأمد زمني غير معلوم النهاية حتى الآن.

علينا أولاً، فهمه، وثانياً التفاعل معه بطريقتنا، وبعمق، وليس بخفة بعض أصواتنا في «إكس» وبقية المساحات المشابهة.

الصدمة التي لقيها الإعلام الأميركي الليبرالي نتيجة فوز محاربهم ومنتقدهم ترمب جعله في تخبط كبير، وما يدري ماذا يفعل. وهو متخبط أكثر من تخبط الديمقراطيين أنفسهم نتيجة هذا الفوز الترمبي الساحق.

محطات وشبكات أميركية عدة دأبت على شيطنة ترمب، وتسخيف الجمهور الترمبي، وتشويه الأجندة الترمبية حول قضايا، مثل الهجرة والمناخ وغيرهما.

في تقرير بديع، كتب إيلي يوسف من واشنطن لهذه الصحيفة أن صحيفة «وول ستريت جورنال»، مع أنها محسوبة على الجمهوريين المعتدلين، وأسهمت استطلاعاتها هي الأخرى في خلق صورة خدعت كثيرين، فإنَّها مع ذلك تساءلت عمّا إذا كان الديمقراطيون الذين يشعرون بالصدمة من خسارتهم سيُعيدون تقييم خطابهم وبرنامجهم السياسي، وكذلك الإعلام المنحاز لهم، لمعرفة لماذا صوّت الأميركيون لترمب؟ ولماذا غاب ذلك عنهم؟

المفارقة أن منابر الميديا الجديدة، ومنها «البودكاست»، هي التي رأت المشهد بوضوح، ورافقته وأسهمت في زخمه، أكثر من المنابر الإعلامية الكلاسيكية، مثل شبكات التلفزة ومؤسسات الصحف الليبرالية.

منابر «السوشيال ميديا» و«البودكاست» في عالمنا العربي أغلبها منسجم مع الأجندة الليبرالية الأوبامية ضد الأفكار والأجندة التي ينادي بها تيار ترمب! خاصة في السياسات الدولية وقضايا الهجرة والمناخ. وهي مختلفة اختلافاً جوهرياً وثورياً عن سياسات الحزب الديمقراطي المتهالكة.

لقد كانت الإحصاءات - كما جاء في تقرير يوسف - تشير إلى أن ما يقرب من 50 مليون شخص قد أصغوا إلى «بودكاست» جو روغان مع ترمب، حين قدّم تقييماً «أكثر دقة لمواقفه ولمخاوف البلاد من المقالات والتحليلات التي حفلت بها وسائل الإعلام التقليدية، عن (سلطويته) و(فاشيته) لتدمير المناخ وحقوق الإجهاض والديمقراطية».

نحن نريد إنهاء الحروب والعيش في استقرار ورخاء، وهذا ما وعدت به السياسات الترمبية، ولا يرفض هذا إلا المجانين.