لم تكن مشاعر الخيبة التي عبَّر عنها النجم المصري محمد صلاح لوسائل الإعلام البريطانية غريبة على الإطلاق؛ ولا سيما أن المرحلة الزمنية للفترة الحرة لتقديم العروض من كافة الأندية ستبدأ بعد 5 أسابيع من الآن.
يقول صلاح إنه لم يتلقَّ أي عرض رسمي للاستمرار في النادي الذي ظل فيه سنوات عدة، و«لا يوجد فريق مثله»، وأن الأمر ليس في يده؛ بل في يد المسؤولين عن النادي الإنجليزي.
يبدو لي أن صلاح يرى في «بطء المفاوضات» تلميحاً لخروجه، أو ضغطاً لتخفيض راتبه الأسبوعي الذي يصل إلى 350 ألف جنيه إسترليني، وهو الأمر الذي يجعله قلقاً ومتوتراً مع العد التنازلي للأسابيع الخمسة المتبقية لإمكانية تقديم أي نادٍ عرضاً احترافياً له.
أيضاً، لا يريد صلاح الحديث عن الدوري السعودي كبديل محتمل في حال لم يتلقَّ العرض الذي يريده من ليفربول، بقوله لوسائل الإعلام البريطانية إنه «لن يتحدث عن ذلك وسيركز على ناديه الحالي».
كان النجم المصري قد مرَّر لوكيل أعماله رامي عباس في صيف 2023 موافقته على اللعب في الدوري السعودي، وهو ما جعل الأخير يقوم بجس نبض المسؤولين هنا حول احتمالية ضمه، ليقبل مُسيِّرو نادي الاتحاد بالفكرة ومحاولة الاتفاق؛ لكن الشروط المالية كانت باهظة جداً وغير مبررة، فضلاً عن شروط أخرى كانت غير قابلة للتطبيق من قبل المسؤولين عن الدوري السعودي، من بينها الانتقال لعام واحد على سبيل الإعارة، ثم العودة مجدداً لبريطانيا، وهو ما كان مرفوضاً تماماً.
محمد صلاح حقق أرقاماً قياسية مع ليفربول في «البريميرليغ» منذ انضمامه عام 2017، ولا يزال يفعل؛ لكن مُلَّاك النادي لا يفكرون بشكل عاطفي عند قرارات التجديد؛ ولا سيما حينما يتعلق الأمر بلاعبين تجاوزوا الـ32 عاماً، وهو أسلوبهم؛ ليس معه فقط؛ بل مع فان دايك صخرة الدفاع في «أنفيلد».
لا أتصور أبداً أن الدوري السعودي سيعرض على صلاح ما كان يخطط له في صيف 2023؛ لاعتبارات عدة، أهمها أن قيمته المالية خلال عقده الاحترافي الساري مع ليفربول في تلك الفترة ستختلف بكثير عن قيمته بعد انتهاء عقده بلا تجديد.
من الواضح جداً أن صلاح يريد البقاء لأكثر من عام مع ليفربول؛ لكن المُلَّاك أيضاً يريدونه بشروطهم لا بشروطه، وهي الحال ذاتها حينما ينتقل لنادٍ آخر خارج «البريميرليغ».
الحديث عن عدم وجود عروض رسمية من مسؤولي «أنفيلد» جاء من موقف ضعف لدى النجم الكبير؛ لكنه قد فاته أن على اللاعبين أن يدركوا أن للسن قواعده الصعبة.