زاهي حواس
عالم آثار مصري وخبير متخصص بها، له اكتشافات أثرية كثيرة. شغل منصب وزير دولة لشؤون الآثار. متحصل على دبلوم في علم المصريات من جامعة القاهرة. نال درجة الماجستير في علم المصريات والآثار السورية الفلسطينية عام 1983، والدكتوراه في علم المصريات عام 1987. يكتب عموداً أسبوعياً في «الشرق الأوسط» حول الآثار في المنطقة.
TT

الفراعنة في قلوب الإيطاليين

استمع إلى المقالة

تربع الفراعنة بحضارتهم وفنونهم وآثارهم المعجزة في قلوب الناس في كل مكان بالعالم، ولكن قد تكون إيطاليا واحدة من أكثر بلاد العالم حباً للفراعنة والحضارة المصرية القديمة. إنني أسافر على الأقل مرة كل شهر إلى إحدى المدن الإيطالية كي ألقي المحاضرات عن عالم الفراعنة. ويعشق الإيطاليون الحديث حول الأهرامات وتوت عنخ آمون ورمسيس الثاني، وكذلك الملكة كليوباترا وحبيبها القائد الروماني مارك أنتوني.

وعلى الرغم من أنني لا أتحدث الإيطالية، وأعرف فقط كلمات إيطالية قليلة، ومحاضراتي غالباً بالإنجليزية، ونادراً بالعربية إذا ما توافر المترجم، فإنني أستطيع القول بأنني أستمتع بالحديث إلى الشعب الإيطالي عن الفراعنة وعالمهم.

لقد قابلت منذ ثمانية أعوام مضت كاتباً إيطالياً يدعى إيتالو وزوجته تتسيانا. وقد أخبراني بأن لديهما الرغبة في أن أحضر إلى إيطاليا مرة سنوياً خلال شهر يوليو (تموز)، وهذا من خلال مترجم لأنهما لا يتحدثان سوى اللغة الإيطالية! لقد طلبا مني أن ألقي محاضرة بالمجان في نظير أن أقيم بالمجان أيضاً لمدة أسبوع على جزيرة صغيرة في وسط أضخم البحيرات الإيطالية وبعد ذلك أقوم بإلقاء محاضرة في إحدى مدن مقاطعة توسكاني! وافقت على هذه الشروط في حينها، واعتبرت هذا الأسبوع بمثابة عطلة صيفية بالمجان في أجمل بقاع أوروبا.

وهذا هو العام الثامن حيث أسافر وأتناول مع الزوجين وضيوفهما العشاء في اليوم الأول ونتفاهم من خلال مترجم. وبعد ذلك لا أراهما إلا في أثناء المؤتمر الصحافي الذي يتم خلاله الإعلان عن موعد ومكان المحاضرة وموضوعها. وغالباً ما يتعدى عدد الحضور في المحاضرة الألف، وفي بعض الأحيان يقومون باستئجار الكراسي وحشرها في قاعة أو مسرح المحاضرة لاستيعاب أكبر عدد من الحضور.

وقد وجدت خلال السنوات الماضية أن الإيطاليين يعشقون الملكة كليوباترا ومارك أنتوني، وكذلك هرم الملك خوفو وأبو الهول وتوت عنخ آمون وأسرار حياة وممات الفراعنة. وقد تأثروا بالبرامج التي تعرض بالتلفزيون الإيطالي مع المعلق الإيطالي الشهير روبرتو جاكبو.

وقد كان لهذه البرامج أثر كبير في أن يعرفني رجل الشارع في إيطاليا. وقد جاء روبرتو لمقابلتي بمدينة أورفيتو هذا العام، وقام بعمل لقاء طويل معي عما نقوم به هذا العام، وبخاصة معرفة ما وراء الأبواب السرية داخل الهرم الأكبر، ومحاولة الكشف عن طريق الحمض النووي عن مومياء الملكة نفرتيتي، وكذلك حفائري بوادي الملوك للكشف عن مقبرة هذه الملكة. وأعلنت في محاضرتي أن هذا العام هو عام الكشف عن أسرار الفراعنة.