يجتمع الحزب الجمهوري، هذا الأسبوع، في مدينة ميلواكي بولاية ويسكانسون من أجل التسمية الرسمية لمرشحه للانتخابات الرئاسية لهذا العام. وكما أفضت نتيجة المناظرة بين ترمب وبايدن، فإنَّ الرئيس السابق سيكون هو المرشح الرسمي للحزب الجمهوري بناء على ثلاث حقائق: 1- ازدياد شعبيته المبني على السخط على النخبة السياسية التي لا ترقى لتطلعات الشعب الأميركي. 2- قوة أدائه في المناظرة أمام الرئيس الحالي الذي كشف عن فقدان للأهلية لقيادة القوة العظمى.(٣) محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها الأسبوع الماضي في ولاية بنسلفانيا.بالمقابل، تزداد الأصوات في صفوف قيادات وجماهير الحزب الديمقراطي، التي تطالب بتنحي بايدن عن الترشح لولاية ثانية. ويقابل ذلك عناد شديد من الرئيس والمقربين منه بحجة أنه الأقدر على هزيمة ترمب، مما يخلق انقسامات ليست بجديدة على الحزب؛ ففي انتخابات 2016 و2020 كان الحزب منقسماً بين مرشحَين أحدهما يحظى بشعبية جماهيرية (برني ساندرز) وآخر مقبول لدى قيادات الحزب (هيلاري كلينتون، ثم جو بايدن)، مما يعكس الفجوة بين قيادات الحزب وجماهيره الذين يتفقون فقط على وجوب هزيمة دونالد ترمب، وهذا ما أضحى محل شك في الانتخابات المقبلة!
في هذه الأثناء يزداد عناد بايدن في المضي قدماً في خوض السباق الانتخابي، ومن أبرز تصريحاته التي قالها بعد أدائه الضعيف في المناظرة الأخيرة مع ترمب: «الرب وحده هو مَن سيتمكّن من إقناعي بعدم الترشح لولاية ثانية». هذا النوع من الخطاب قد يؤدي لاستفزاز جماهير الحزب ليقوموا بمقاطعة الانتخابات، وهذا بالضبط ما يتطلع له الجمهوريون.
بعد الإعلان الرسمي لتسمية ترمب مرشحاً للحزب الجمهوري، سيزداد الضغط على بايدن لينسحب من السباق الرئاسي، وفي حال عدم استجابته للضغوط، فإن أعضاء الكونغرس قد يلجأون إلى استخدام التعديل الخامس والعشرين - وهو بند نادر الاستخدام وتم التصديق عليه في عام 1967 - الذي يسمح للرئيس العاجز بالتنحي بشكل دائم أو مؤقت، مما يؤدي إلى تسليم السلطة إلى نائب الرئيس. وفي الحالات المشحونة سياسياً، التي يرغب فيها قادة الحزب من الرئيس أن يتنحى، في الوقت الذي يصرّ هو فيه على البقاء كما في حالة بايدن، فإن التعديل يسمح لنائب الرئيس وأغلبية الوزراء والكونغرس بإقالة الرئيس الذي يتفقون على أنه «غير قادر على أداء» واجبات المنصب. هذا في حال عدم تغيير بايدن لرأيه قبل اجتماع الجمعية العمومية للحزب الديمقراطي في مدينة شيكاغو في الفترة بين 19 و22 أغسطس (آب) المقبل.
خلاصة القول، إنَّ لدى بايدن شهراً كاملاً لينسحب مع حفظ ما تبقى من ماء الوجه، وإلا فإنَّ الحزب قد ينقلب عليه بشكل سيخسر معه تاريخه الطويل في المؤسسات الأميركية، كما أن الحزب الديمقراطي سيواجه احتمالية خسارة أعلى من أي وقت مضى، فهل يتعظ جو بايدن وينقذ حزبه من هذه الورطة؟