أحمد بن سالم باتميرا
كاتب عماني
TT

نموذج ناجح لموسم الحج وخدمة الحرمين

استمع إلى المقالة

كل عام والأمة العربية والإسلامية بألف خير، والحمد على نجاح موسم الحج الذي يعد أكبر حدث على الكرة الأرضية. وبهدف ضمان أمن وسلامة الحجيج في أثناء رحلة تنقلهم بين المشاعر المقدسة، قامت المملكة العربية السعودية وكل الجهات المعنية على اختلافها بعمل لا يضاهى لضيوف الرحمن من تفانٍ وحُسن ضيافة والتماس حوائج كل الحجاج، صغيرهم وكبيرهم وبمختلف أعراقهم.

وكل عام، هناك الجديد في موسم الحج الكبير، حيث تتجه أنظار العالم ليتابعوا بشغف واهتمام كبيرين هذا التجمع الإسلامي في مكة المكرمة لملايين من الحجاج، الذين أتوا لتأدية فريضة الحج، وسط أجواء روحانية عظيمة ترفرف عليهم عناية الله ورحمته، ووسط اهتمام كبير من حكومة المملكة العربية السعودية التي سخَّرت كل الإمكانات، لتسهيل أداء حجاج بيت الله مناسكهم بكل يسر ودون مشكلات، وعودتهم إلى أوطانهم سالمين غانمين ولله الحمد.

وكم هي كبيرة وعظيمة المسؤولية، وكم هو من أجر عظيم أن يتكفل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- بالهدي على نفقته الخاصة لجميع الحجاج المستضافين، ضمن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة من 88 دولة من مختلف قارات العالم.

فحج هذا العام 1445هـ، سجل أنموذجاً ناجحاً كعادة المملكة، ورسم لوحة جميلة لأكثر من 18 جهة وزارية وحكومية، وبإشراف عام من خادم الحرمين الشريفين وولي العهد الأمير محمد بن سلمان –حفظهما الله.

فالخدمات هذا العام عديدة، والتقنيات عالية، وتطبيقات وبرامج متنوعة ومختصة لإدارة الحشود، التي أتت لأداء الفريضة عبر نظام إلكتروني للمشاعر المقدسة، والروبوتات الذكية التي سُخِّرت لخدمة ضيوف الرحمن، والبطاقة الإعلامية الموحدة للإعلاميين المحليين والدوليين، مما أسهم في تسهيل حركة الإعلاميين، ويسّر عليهم تنفيذ مهامهم الإعلامية وغيرها الكثير والكثير.

فالنجاح الذي تحقَّق في موسم الحج لم يكن مستغرباً، ولم يكن على مستوى واحد بعينه، وإنما شمل جميع الصُّعد والمجالات والمستويات كافة، وتعكس الكلمة التي ألقاها ولي العهد، نيابةً عن خادم الحرمين الشريفين، خلال حفل الاستقبال، الذي أقيم في قصر مِنى، حجم الجهود التي تبذلها المملكة، إذ أكد أن المملكة ماضية في مهمتها التاريخية، ومواصلة خدمة ضيوف الرحمن بالشكل اللائق بالسعودية، وبضيوف الرحمن، عبر تسخير إمكانات جميع القطاعات المعنية.

لذا نتقدم بالشكر والتقدير على مستوى الخدمات والرعاية المقدمة لحجاج بيت الله وعلى التكامل السلس بين أجهزة الدولة في المملكة، لتيسير مناسك الحج وذلك بفضل الإشراف المباشر والحكيم من القيادة السعودية الرشيدة.

فخدمة الحرمين الشريفين شرف عظيم، ومسؤولية كبيرة تنهض بأدائها المملكة العربية السعودية منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن طيب الله ثراه، وأبنائه ملوك المملكة رحمهم الله جميعاً، وصولاً إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.