محمد رُضا
صحافي متخصص في السينما
TT

مهرجان ما...

استمع إلى المقالة

هناك معضلة مسكوت عنها في السينما العربية تتعلق بالأفلام التي تُرسل إلى المهرجانات العالمية.

‫>‬ أتحدث عن النشرات الإعلامية التي تُوزّع على الصحافة عن الأفلام العربية، قصيرة أو طويلة، روائية أو غير روائية، التي تفوز بجوائز ما، في مهرجانات دولية.

‫> ‬تُعلن النشرة عادة أن الفيلم كذا فاز بالجائزة (الأولى أو أقل) في مهرجان ما (عادة من خارج إطار الـ15 الأهم حول العالم). حيال ذلك، أول ما يخطر على البال هو ما أهمية فوز فيلم في مهرجان لم يسمع به أحد (مع استثناءات قليلة جداً) لا على صعيد الإعلام فقط، بل لجهة المخرج وفريق الإنتاج. كيف يمكن لهم استثمار ما لا قيمة كبيرة له.

‫> السؤال الثاني، إذا كان متسلم النشرة، وهو معني بالسينما بحكم عمله، لا يجد أن غالبية المهرجانات التي ترد في هذه النشرات غير مهمّة، لماذا عليه أن يتخيّل أنها ستكون مهمّة للقارئ إذا ما فكّر في نشرها؟

‫> ‬طبعاً هناك قيمة توثيقية ومن حق المخرج أن يفرح بما أنجزه من نجاح. لكن جائزة من مهرجان ألبرتا أو من مهرجان سينيفيست سودبري أو بنغالورو أو فيلميكا (وكلّها أسماء فعلية) لا تعني الكثير واقعياً. معظم الأفلام التي تتوجه إليها لم تستطع التوجه إلى ما هو أهم وأكبر وأشهر منها - إذا كنا نريد الصراحة.

‫> ‬الأجدى هو تعميم هذه الأفلام لنقاد السينما العرب بحيث يكتبون عنها حين تفوز (أو قبل إرسالها إلى المهرجانات)، لكي يكون لفوزها معنى لدى النقاد من باب أنهم على الأقل شاهدوها ويعرفون عمّا تدور حوله وفوزها، في هذه الحالة، سيثير اهتمامهم بها وسيكتبون عنها لقارئ لم يكن يعرف شيئاً عنها.

‫>‬ غير ذلك، هي مجرد دور مشكور يؤديه المُرسل لصاحب الفيلم وللمُرسل إليه. دورٌ يمكن أن يكون أجدى لو أُريد له ذلك.