دائماً ما تتردد في أسواق الأسهم العربية مقولة {لا تثق في سهم}، ويقصدون بذلك أن سهم الشركة المساهمة مهما بلغ أداء الشركة من القوة فإنه قد يسبب لك الخسارة، فهل المقولة صحيحة أم خاطئة؟
سأترك الإجابة عن هذا السؤال مؤقتاً لتفكروا فيه أولاً هل هو صحيح أم لا؟
وسأتحدث عن طبيعة سوق الأسهم، فلكل سوق طبيعتها وقواعدها الخاصة التي يجب على المتعامل في هذه السوق أن يعرفها قبل الدخول في السوق.
للأسف فمعظم المتعاملين الأفراد في أسواق الأسهم العربية لا يعرفون قواعد السوق كما يجب، ذلك أن أسواق الأسهم في جميع أنحاء العالم شديدة الحساسية، وهي تتأثر بجميع الظروف المحيطة بالدولة والإقليم والعالم من ظروف سياسية وظروف اقتصادية، هذا أولاً.
أما ثانياً، فالاقتصاديون وخبراء الأسواق يوصون باستثمار فوائض الأموال لا استثمار ما تحتاج إليه من مال، ثالثاً، يقول الاقتصاديون إذا لم تستطع أن تتحمل أن ترى سهمك الذي اشتريته بنصف قيمته فلا تدخل السوق، لأن أسواق الأسهم عالية المخاطر كما أنها عالية الأرباح.
رابعاً، المتعامل مع أسواق الأسهم يجب أن يكون مثل الطبيب الذي يتابع مريضاً، فالطبيب الذي يعالج مريضاً إذا رأى تحسناً في المريض، خفف له جرعات الدواء، وإذا رأى أن المريض لم يستجب لدواء، غير له الدواء بدواء آخر وهكذا.
المتعامل في السوق يجب أن يكون خبيراً في قراءة ميزانيات الشركات التي تعلن كل ربع سنة، ويجب أن يتابع أخبار الشركات التي يتعامل في أسهمها، فإذا رأى تحسناً في أداء شركة معينة زاد حصته فيها وإذا رأى أداء سيئاً للشركة التي يعمل بها تخلص من أسهم الشركة، وانتقل لشراء أسهم شركة ناجحة.
كما أنه يتابع معظم شركات السوق على الأقل، فإذا قرأ في ميزانية شركة معينة أو في أخبارها توقعاً لنمو هذه الشركة، غير موقعه من أسهم شركة يرى أداءها سيئاً إلى أسهم الشركة التي يتوقع لها النمو، وهذا ما تفعله بيوت الخبرة والشركات المالية، وهذا لا يعني أن بيوت الخبرة والشركات المالية لا تخطئ، ولكن بالتأكيد أخطاؤها قليلة، وأوضاع السوق أوسع من أن أختصرها في مقال كهذا، ولكني ركزت على الأساسيات.
نعود لسؤالنا هل نثق في السهم أم لا؟ مصدر هذه المقولة أناس تعاملوا مع السوق دون أن يعرفوا قواعدها، وربما أنهم أطلقوا هذه المقولة بعد أن تعرضوا لخسارة، وذلك لجهلهم بقواعد السوق وليس لأن السهم ليس بثقة. ودمتم.
