علي المزيد
كاتب وصحفي سعودي في المجال الاقتصادي لأكثر من 35 عاما تنوعت خبراته في الصحافة الاقتصادية وأسواق المال. ساهم في تأسيس وإدارة صحف محلية واسعة الانتشار والمشاركة في تقديم برامج اقتصادية في الإذاعة السعودية، ومدير التحرير السابق لصحيفة الشرق الأوسط في السعودية وهو خريج جامعة الملك سعود.
TT

مراجعة عربية

استمع إلى المقالة

القضية الفلسطينية أو الصراع العربي - الإسرائيلي أو قضية القدس الإسلامية هي قضيتنا منذ نعومة أظفارنا، وكانت أمنية الجيل الذي قبلي وجيلي الصلاة في القدس، وكنا نسمع من زعماء الأمة الخُطَب الرنانة، حتى إن عبد الناصر زعم أنه سيرمي إسرائيل في البحر!

بمراجعه سريعة للصراع العربي - الإسرائيلي الذي بدأ منذ وعد بلفور 1917 ميلادية، فماذا فعلنا؟ لم نفعل شيئاً حتى استوطن الإسرائيليون جزءاً من فلسطين، وشكلوا جيشاً سماه العرب العصابات الصهيونية ليتطور الوضع لإعلان الدولة الإسرائيلية، لتتقدم الجيوش العربية زاعمة تحرير فلسطين من أيدي العصابات، ولكن ما حدث أن الجيوش العربية لم تستطع تحرير فلسطين من العصابات! فأسمى العرب ذلك «نكبة»، ويبدو أن العرب لديهم قدرة خارقة على تلطيف المسميات وتخفيف وقعها، فالجيش الذي هزمهم سنة 1948 أطلق عليه عصابات، والهزيمة أطلق عليها العرب مسمى نكبة.

لتبدأ بعد ذلك التدخلات الدولية بين العرب والإسرائيليين عبر منظمة الأمم المتحدة، في محاولة الوصول لسلام، ليطرح الرئيس التونسي بورقيبة مبادرة الصلح مع إسرائيل سنة 1965، التي جُوبهت برفض من العرب، حتى إن بعض العرب وصموه بالخيانة؛ فماذا كانت النتيجة؟ كانت النتيجة حرب الأيام الستة سنة 1967، التي فقد فيها العرب أرض الجولان والضفة وسيناء.

المضحك أنه رغم الخسائر الهائلة للعرب فإنهم أطلقوا عليها «نكسة»، وليذهب العرب إلى مؤتمر الخرطوم لينتهي المؤتمر بلاءاته الثلاث؛ لا صلح ولا سلم ولا مفاوضات مع إسرائيل، لتتجه الأمة إلى تخصيص جزء من دخلها القومي لبناء جيوش دول المواجهة، ليبدأ بعد ذلك تدخل بعض الدول لمحاولة عقد سلام بين العرب وإسرائيل ليرفض العرب قرار التقسيم رقم 242 الذي أصدرته الأمم المتحدة، لتبدأ مصر حرب الاستنزاف التي استنزفت اقتصاد الأمة العربية، ولتنحصر بطولات العرب في إغراق حفار هناك أو في عملية ميناء إيلات.

بعد كل هذه الهزائم وصلنا إلى ما سماه العرب انتصار 6 أكتوبر (تشرين الأول) الذي لم يستطع سوى تحرير 14 كلم من سيناء، بينما لم يتقدم سنتيمتراً واحداً على الجبهة السورية، لنصل في النهاية إلى الصلح مع إسرائيل عبر «كامب ديفيد» ثم «أوسلو».

بمراجعة عربية بسيطة، العرب كسبوا من السلام أكثر مما كسبوا من الحرب، رغم أن السلام لم يكن جماعياً بين العرب وإسرائيل، وإنما تم بشكل منفرد، ورغم أن الانفراد قد أضعف المفاوض العربي، فإن مكاسب السلام كانت أكثر من مكاسب الحروب مجتمعة مع إسرائيل، هذه مراجعة سريعة لوضعنا كعرب مع إسرائيل، فهل نعيد ترتيب أوراقنا وتقييم أوضاعنا لنعرف أين ستكون خطوتنا التالية؟ ودمتم.