مشاري الذايدي
صحافي وكاتب سعودي. عمل في عدة صحف ومجلات سعودية. اشتغل في جريدة المدينة السعودية في عدة أقسام حتى صار عضو هيئة التطوير فيها. ثم انتقل لـ«الشرق الأوسط» من 2003، وتدرَّج بعدة مواقع منها: المشرف على قسم الرأي حتى صار كبير المحررين في السعودية والخليج، وكاتباً منتظماً بها. اختير ضمن أعضاء الحوار الوطني السعودي في مكة المكرمة. وشارك بأوراق عمل في العديد من الندوات العربية. أعدَّ وقدَّم برنامجي «مرايا» وبرنامج «الندوة». في شبكة قنوات «العربية».
TT

من والد عطا لوالد الحماحمي

ذكّرني حديث والد «المشتبه به» المصري الشاب (عبد الله الحماحمي) في الهجوم على متحف اللوفر بباريس، بحديث والد محمد عطا، أحد منفذي هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 على واشنطن ونيويورك.
الأب المكلوم، وهو لواء شرطة سابق، قال في حديث لـ«العربية نت»، إنه من المستحيل أن يكون ابنه الشاب الذي يعمل في مكتب محاماة بإمارة الشارقة، من النوع الذي يحمل الأفكار الإرهابية. وزاد اللواء رضا رفاعي الحماحمي، والد الشاب المصري عبد الله، في حديث، أن ابنه البالغ من العمر 29 عامًا، بريء تمامًا من تنفيذ هجوم متحف اللوفر، ولديه الأدلة المنطقية التي تدعم ذلك.
وذكر اللواء رضا أن ابنه كان «يرتدي وقت الحادث ملابس كاجوال، ولم يضبط يومًا متلبسًا بارتداء ملابس قصيرة، مثل تلك التي يرتديها عناصر الجماعات الإرهابية، وهو يستمع للموسيقي دائمًا، وليس لديه أي ميول سياسية أو انتماءات لأي تيار ديني».
نتمنّى البراءة للشاب المصري، ومن يأبى ذلك؟ ولكن من الصعب تصور أن يكون الاشتباك بالرصاص مع الشرطة الفرنسية، الذي تحدث عنه المدعي العام الفرنسي «محض خيال».
ناهيك عن أن استهداف «داعش» والذئاب المنفردة لباريس وكامل الأرض الفرنسية، ليس أمرًا جديدًا.
مفهومة هي مشاعر الأب، وربما كان الولد بريئًا، غير أن النقطة اللافتة في حديثه، هي إشارته لعدم ظهور علامات التطرف والفكر الداعشي عليه، رغم أن تغريدات (عبد الله) على «تويتر» تكشف عن عقلية متدعشنة، رغم نفي الأب أن يكون هذا الحساب لابنه.
ما علينا، لكن سبق أن أكد مصدران أمنيان لوكالة «رويترز» أن وزارة الداخلية المصرية، تلقت تأكيدا من السفارة المصرية في باريس، بأن المشتبه به في هجوم متحف اللوفر مصري الجنسية.
بالعودة لوالد محمد عطا، وهو محام أيضا، فقد نشط كثيرا في نفي علاقة ابنه، الثابتة، بالقاعدة وعمليات 11 سبتمبر، ومما قاله حينها، إن نجله رقيق مهذب طيب متعلم، بل قال في حوار أجرته معه صحيفة «بيلد» الألمانية، إن ابنه في مكان سري كي لا يقتل على أيدي الأجهزة السرية الأميركية.
هذا يكشف قدرات الفتى الداعشي الآن، القاعدي سابقًا، على التمويه والتخفي و«الحرب خدعة»، ثم الانقضاض في اللحظة المناسبة.
ثم إن «الخلوة» بعالم «السوشيال ميديا»، وهو منصة التجنيد الإرهابية الرئيسية، يفعل الكثير بعيدًا عن الأعين، حتى وإن توهمت الأعين المحبة أنها ترى، بل قد يكون الحب نفسه هو سبب الغشاوة على الأعين!
درس لكل أهل... درس بليغ.