مصطفى الآغا
TT

العمران

دون نقاش، فإن تألق أي لاعب هو تألق لأبناء بلده، وهذا ما قدمه السوري عمر السومة لزملائه الذين قدموا قبل ظهوره الكثير من الأسماء في الكرة الكويتية على سبيل المثال لا الحصر، كفراس الخطيب، وهو الهداف التاريخي للبطولات الرسمية الثلاث هناك (الدوري وكأس الأمير وولي العهد بـ173 هدفًا)، وكان جهاد الحسين الذي تألق في الملاعب السعودية يلعب بجانبه هناك، وتألُق الاثنين كان السبب غير المباشر بقدوم عمر السومة للكويت، حيث أبدع وأمتع وأقنع فلفت أنظار الأهلي السعودي الذي منحه الثقة والفرصة، فرد السومة بأن كان أحد أفضل التعاقدات في تاريخ الدوري.
فالرجل وحتى قبل أن يلعب مباراة واحدة ظهر معي في «صدى الملاعب» وأعلن التحدي لناصر الشمراني الذي كان وقتها هداف الدوري 4 مرات أعوام 2008 و2009 و2011 و2014 وبالفعل تمكن السومة في أول موسم من التربع على عرش الهدافين بـ22 هدفًا ليصبح أول لاعب يسجل هذا العدد من الأهداف في «دوري جميل» ونال مع الأهلي كأس ولي العهد، وفي موسمه الثاني حقق مع الأهلي لقب الدوري وكأس الملك والسوبر وسجل 27 هدفًا جعلت الكثيرين يطالبون بتجنيسه لأنه بكل بساطة من طينة الكبار.
في الوقت نفسه كان هناك سوري آخر وعمر آخر يتألق في الدوري العراقي ثم الإماراتي مع الظفرة ويحرج أندية كبيرة بأهدافه ومهاراته، إلى أن توج لاعب العام حسب تصويت الجمهور، وبات مطلبًا لمعظم الأندية، ولكن الزعيم الهلالي هو من ظفر بعمر خريبين الذي نتوقع له أن يكون منافسًا لابن جلدته عمر في تسجيل الأهداف وسط تألق عربي من كهربا وعكايشي وعبد الشافي وعبد الأمير وجهاد الحسين والباعور، وهو ما يعيد إلينا الثقة بالمنتج العربي كرويًا بعدما كانت الأفضلية للقادمين من البرازيل وأوروبا ويبقى أن نساعدهم على العطاء بدل النكش والتفتيش في حياتهم الخاصة وأمورهم السابقة لأنهم جاءوا ليلعبوا كرة القدم وليس لائقًا أن يتهمهم البعض بما ليس فيهم أو بما لا يعرفونه عنهم، أو بكل بساطة بأشياء تخصهم بناء على ظروفهم الشخصية.
بالتوفيق لكل عربي يحاول أن يكون بصمة وبسمة في ملاعبنا التي تحتاج للمزيد من الروح الرياضية.