سعد المهدي
TT

التأهل لكأس العالم.. نظرة فاحصة

عرفت كرة القدم السعودية المشاركة في نهائيات كأس العالم على مستوى الشباب منذ سنة 1985، وظلت على علاقة جيدة نسبيا معها، ساهم في ذلك إقامة مثل هذه البطولات كل عامين، كذلك مرونة الاتحاد الدولي لكرة القدم في توزيع فرص استضافة هذه البطولات؛ ما جعل دول تونس والسعودية وقطر والإمارات ومصر وتركيا ونيجيريا مثلا تحظى بشرف التنظيم، ومشاركة منتخباتها مباشرة دون تصفيات.
المنتخب السعودي تأهل إلى نهائيات كأس العالم للشباب التي ستقام 2017 في كوريا الجنوبية وهي المرة الثامنة في تاريخه، لكن سجلات المشاركات السعودية التي بدأت في روسيا 1985 وتوقفت في كولومبيا 2011 كانت نتائجها ضعيفة، حيث خاض خلالها 19 مباراة فاز في 4 فقط وتعادل في 6 وخسر 11 وسجل 18 هدفا، وعليه مثلها، وكانت آخر مشاركاته في كولومبيا أفضلها، حيث قاده المدرب السعودي خالد القروني لدور 16.
أطول فترة انقطاع بين مشاركة المنتخب السعودي في كأس العالم للشباب هي بعد مشاركة 2003 التي أقيمت في الإمارات، حيث غاب 2005 هولندا، و2007 كندا، و2009 مصر، ليعود 2011 كولومبيا، ثم يختفي 2013 تركيا و2015 نيوزلندا، وهو يعود مجددا 2017 في كوريا الجنوبية على يد المدرب السعودي سعد الشهري، وعلى الرغم من الأرجنتين والبرازيل أكثر المنتخبات حصولا على كأس هذه البطولة بمجموع 11 بطولة، فإن منتخبات مثل صربيا وغانا ويوغسلافيا وروسيا سبق لهم تحقيق هذه الكأس، وحصلت على الوصافة منتخبات مثل اليابان وقطر والتشيك، وهذا له دلالاته!
الدول المتقدمة كرويا، وحتى الناشئة التي تملك رؤية، تهتم بصناعة اللاعب الممارس المحترف والهاوي على حد سواء، من خلال برامج إعداد وتأهيل طويلة المدى، وهي تصرف أموالا وفكرا وجهدا ووقتا طويلا حتى تحصل على مبتغاها ببروز نجم بعض من هؤلاء وتوظيفهم لصالح الأندية، والمنتخبات، أو استثمارهم في سوق اللاعبين. توسيع قاعدة اللعبة جزء من استراتيجية التطوير، وهي أهم من الحصول على بطولات الفئات السنية الصغيرة، لكن يمكن العمل على مسارين متوازيين من أجل زيادة عدد الممارسين والحصول على أفضل المواهب والنتائج في الوقت نفسه، إلا أن ما يحدث عندنا هو الخلط بين الحالين، وبالتالي خنق دائرة الانتشار وعرقلة ظهور أي مواهب أو نتائج بحجم ما قدر لها، وصرف عليها من جهد ووقت ومال!
التأهل لنهائيات كأس العالم مطلب لكل المنتخبات؛ ولأن تحقيق النتائج الإيجابية في النهائيات يبدو صعبا بحسب التجارب السابقة، فما المكاسب الأخرى التي يمكن جنيها من التأهل بعد أن ضاعت من بين أيدينا في المشاركات الماضية؟
هذه المرة يمكن لاتحاد الكرة أخذ ذلك في الاعتبار في وقت مبكر حتى لا نعود لترديد الكلام مرة أخرى: أين تبخر نجومنا الشباب الذين أسعدونا بتألقهم وتأهلهم؟!