مصطفى الآغا
TT

ابن البلد

بعد الأداء الكبير واللافت للشباب بقيادة (ابن البلد) سامي الجابر إن كان أمام الاتحاد حين ضرب كل العصافير بحجر الفوز بهدف الجزائري بن يطو، إذ ألحق بالاتحاد أول هزيمة وارتقى بفريقه ثلاثة مراكز ولو مؤقتا وساهم في صدارة الهلال فريقه السابق وقبلها هزم الأهلي بطل الثلاثية 3 / 2 ولن أتحدث عن بداياته المتعثرة لأن الجميع يعرفون السبب وهو عدم تسجيل المحترفين آنذاك.. بعد هذا الأداء الكبير وعودة الهيبة لليث، وهو صاحب البطولات والإنجازات، بات الجميع يترقبون موقعة الاثنين أمام فريق سامي الجابر العتيق وهو الهلال في بطولة كأس ولي العهد.
شئنا أم أبينا ستكون هذه المواجهة مشحونة بكل عواطف الدنيا، فجمهور الهلال يعشق سامي وبالتأكيد لن يشجعه على حساب الهلال، وفي الوقت نفسه سامي يعشق الهلال الذي تربى فيه وقاده إلى البطولات والمنصات، ثم كان مديرًا لكرته قبل أن يقوده كمدرب، هذه التجربة التي أبكت سامي كما قال لي في حواري الشهير معه عبر «صدى الملاعب» بعد إقالته والسبب ليس الإقالة فقط بل طريقتها وعدم منحه الفرصة كاملة ليثبت أنه مدرب وليس متدربًا كما يحلو لكارهيه أن يصفوه ولا يزالون مصرين على التسمية.
سامي الجابر مثله مثل حمد الدوسري مدرب الاتفاق ومثل علي كميخ وناصر الجوهر وخليل الزياني ومحمد الخراشي وعبد اللطيف الحسيني وخالد القروني وغيرهم من المدربين الذين وإنْ حقق بعضهم إنجازات تاريخية مثل الزياني والخراشي إلا أنهم بقوا في دائرة الظل أمام الخواجة القادم من أوروبا أو أميركا اللاتينية ولم ولن يقتنع الكثيرون بأن البلد لديه مواهب تدريبية مثلما لديه مواهب كروية ولكنه يحتاج للثقة وللفرص الكاملة، فكيف يمكن للخبرة أن تبنى وللثقة أن تنمو إن كان ابن البلد مدرب طوارئ أو حصريًا على الفئات السنية؟
وإذا كان ينجح مع الصغار فلماذا لا ينجح مع الكبار الذين رباهم ورعى موهبتهم؟ ولماذا نقبل بمدرب مثل غوميز الذي لم تكن لديه أية سيرة ذاتية أن يقود التعاون ويحقق معه الفارق ثم يسقط في اختبار الأهلي ويخرج من الباب الضيق ولا نقبل بمدرب وطني بسيرة ذاتية مبهرة كلاعب، وواعدة كمدرب؟
الصبر والثقة هما الكلمتان السحريتان وراء إنجازات فيرغسون في مانشستر يونايتد وفينغر مع آرسنال رغم البدايات المتعثرة والمتعثرة جدًا ورغم إخفاقات كانت كفيلة بقصم ظهر أي مدرب آخر.
هل يكون سامي الجابر سببًا في إعادة الهيبة لوظيفة المدرب الوطني السعودي وهي التي بدأت مع الزياني؟ أم أنه سيدفع ثمن قلة الصبر والثقة إنْ عاجلاً أم آجلاً؟
الأيام وحدها هي التي ستحكم.