مصطفى الآغا
TT

وماذا بعد؟

في كل دورة أولمبية أو كأس عالمية يخرج فيها العرب من المولد إما «من دون حمّص» أو بحمّص قليل، يبدأ الإعلام والإعلاميون ووسائل التواصل الاجتماعي بموشح الشكوى والصراخ، وحتى العويل، على أحلام ضاعت، وأبطال ذهبت للبطولات بآمال، ثم عادت بخفي حنين، وشكوى من مصروفات بالملايين تم هدرها، وعلى... وعلى... وعلى....
وفي بعض الدول، يكون هناك ردود فعل آنية، مثل تشكيل لجان لدراسة «الواقع»، وكأنّ هذا الواقع كان سرّا من أسرار الدولة، أو من الأسرار النووية، ثم تبدأ الوعود بالتفكير جديًا في الرياضة المدرسية، والغذاء الصحي، ورعاية المواهب، ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب... إلخ... إلخ... إلخ. يعني: إلى آخره إلى آخره.
وبعد أقل من شهر فقط على الفورة الانفعالية، يموت كل شيء، وتعود حليمة لعادتها القديمة، وننتظر سنوات أخرى لنبدأ نفس الأسطوانة المشروخة، من الفعل ورد الفعل، ثم عدم الفعل.
السؤال كبير، ولا تكفيه مجلدات، وهو في الوقت نفسه صغير، ولا يحتاج لكثير من العبارات.
ماذا نريد من الرياضة؟ إن أردناها ميداليات وذهبيات وتتويجات، فيجب أن نعمل ونخطط ونبني ونرعى، وإن أردناها «منظرة» و«فشخرة» و«بروظة» وكرة قدم وتصوير ومقابلات، فلنا ذلك.
القصة ليست كيمياء نووية ولا ذرية، فلدينا كل شيء لنكون من الأمم المبدعة رياضيًا؛ لدينا المواهب بالملايين، ولدينا المنشآت والبنى التحتية والإعلام القوي، ولدينا المال «الذي تفتقر له كثير من الدول المتوجة في ريو وغير ريو»، مثل إثيوبيا وكينيا وجامايكا وكوبا، وكلها دول تقدم أبطالاً عالميين وأولمبيين، ولا أتحدث عن أميركا وبريطانيا وألمانيا، بل عن دول مثلنا، وأقل منا بكثير.
مشكلة أن نخفق، ومشكلة أكبر ألا نتعلم من الإخفاق، ومشكلة أكبر من الكبرى ألا يتم الحديث عن الإخفاق، وأكبر المشكلات ألا يرى البعض من المسؤولين - أو حتى كلهم - في الإخفاق.. إخفاقًا!