مشاري الذايدي
صحافي وكاتب سعودي. عمل في عدة صحف ومجلات سعودية. اشتغل في جريدة المدينة السعودية في عدة أقسام حتى صار عضو هيئة التطوير فيها. ثم انتقل لـ«الشرق الأوسط» من 2003، وتدرَّج بعدة مواقع منها: المشرف على قسم الرأي حتى صار كبير المحررين في السعودية والخليج، وكاتباً منتظماً بها. اختير ضمن أعضاء الحوار الوطني السعودي في مكة المكرمة. وشارك بأوراق عمل في العديد من الندوات العربية. أعدَّ وقدَّم برنامجي «مرايا» وبرنامج «الندوة». في شبكة قنوات «العربية».
TT

إيران: لا أريكم إلا ما أرى

في 11 مارس (آذار) 2009 أعلنت المملكة المغربية قطع العلاقات الرسمية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بسبب التدخلات الإيرانية المسيئة للمغرب وللبحرين.
عادت العلاقات بعد أربع سنوات، ولكن ما زالت العلاقة مثلما قيل، كلحم على وضم، هشة تعوزها متانة الثقة.
الطريقة الإيرانية «الخمينية» في المغالطة وتشتيت الانتباه «وتضييع» الموضوع الأصلي كانت موجودة في تلك الأزمة كما هي موجودة اليوم، فمما يحفظ من التعليقات الإيرانية كلام وزير خارجية إيران منوشهر متقي، الذي تحدث ببراءة ولطافة تشبه لطافة وزير الخارجية الحالي المبتسم دومًا جواد ظريف، حيث قال متقي حينها إنه يستغرب من هذا الموقف المغربي في لحظة انعقاد مؤتمر شعبي إيراني إسلامي لدعم «غزة».
اليوم تتكرر نفس المناورات الإعلامية للنظام الخميني، فبعد الفضيحة الدبلوماسية بحرق سفارة وقنصلية السعودية بطهران ومشهد، حتى روسيا أدانت تهور النظام الخميني، شنت السعودية حملة سياسية مؤثرة ضد النظام الخميني، تجسدت بحشد المنظومة الخليجية ثم العربية والاتجاه للمنظومة الدولية.
هذه الحملة ليس المراد منها، كما يوهم الإعلام الإيراني، وبعض الإعلام اليساري في بريطانيا، أن تتخذ كل الدول نفس الموقف السعودي الصارم، فهذا مطلب غير واقعي، ولكن كل الدول الخليجية والعربية - باستثناء لبنان، الذي لم يعلن أيضًا مساندة إيران بحرقها للسفارة السعودية - أخذت مواقف مؤيدة للسعودية تبدأ من الاحتجاج الرسمي تنتهي بقطع العلاقة مثل البحرين والسودان وجزر القمر وجيبوتي، الأخيرة سخر منها مستشار خامنئي، وزير الخارجية الثوري علي ولاياتي، وأشار لها على الخريطة باحتقار، تحية للأخلاق الإسلامية!
الآن يخبرنا حسن أنصاري، المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أن السعودية وحيدة في مواقفها ضد إيران عربيًا وخليجيًا. كلام من هو غائب عن الواقع، صاحبه يعيش في دنيا غير دنيانا.
المشكلة ليست مع السعودية فقط، بل هناك شبكات تخريب وتجسس إيرانية في الكويت والبحرين وبعض دول المغرب العربي، شبكة الكويت المعروفة إعلاميًا باسم خلية العبدلي، والتي اتهمت بالعمالة لإيران وحزب الله اللبناني، صدرت ضدها أحكام بالإعدام والسجن، وكذلك شبكة البحرين الرهيبة، التي ضبط منها العشرات في شبكة «الأشتر» وكمية متفجرات معهم كافية لإحراق المنامة الوادعة. وفي السعودية ومنذ 2013 وهناك نحو 27 جاسوسًا إيرانيًا في القبضة السعودية.
إيران وصورتها أمام الشرعية الدولية هي التي في أزمة ووحدة، مع ذلك هذا كلام بعض مسؤوليها الكبار، وأين في مجال الدبلوماسية!
هذا الإصرار على الغي والعمى، هو الذي سيقضي على النظام الخميني. أن تغطي عينيك فهذا لا يعني غياب الواقع.
[email protected]