مشاري الذايدي
صحافي وكاتب سعودي. عمل في عدة صحف ومجلات سعودية. اشتغل في جريدة المدينة السعودية في عدة أقسام حتى صار عضو هيئة التطوير فيها. ثم انتقل لـ«الشرق الأوسط» من 2003، وتدرَّج بعدة مواقع منها: المشرف على قسم الرأي حتى صار كبير المحررين في السعودية والخليج، وكاتباً منتظماً بها. اختير ضمن أعضاء الحوار الوطني السعودي في مكة المكرمة. وشارك بأوراق عمل في العديد من الندوات العربية. أعدَّ وقدَّم برنامجي «مرايا» وبرنامج «الندوة». في شبكة قنوات «العربية».
TT

كاردشيان وترامب وهليتون

أثناء التنافس في حملات الرئاسة الأميركية بين الرئيس الحالي باراك أوباما، السيناتور الشاب، وغريمه المخضرم الجمهوري السيناتور جون ماكين2008، كان مما قاله ماكين عن انعدام خبرة منافسه السياسية، أن الولع بأوباما ليس سوى حالة من حالات الولع بالمشاهير، تماما مثل الهوس بفتاة الاستعراض والحفلات الاميركية الثرية باريس هيلتون.
هذه الجملة الساخرة من الشيخ ماكين، لاقت ردا حادا من الفتاة الشقراء الشهيرة هذه، فظهرت حينها في فيديو بالإنترنت واصفة ماكين بالعجوز متجعد البشرة.
أخبرت الأمة الأميركية أنها مستعدة لزعامة الولايات المتحدة، وقالت وهي تظهر بـ»البكيني» بجانب المسبح، إنها تفكر في تعيين المغنية الأميركية ريانا بمنصب نائب الرئيس، وأنها تفكر في طلاء البيت الأبيض باللون الوردي.
هذا الكلام لم يكن جادا على الأغلب، كان نوعا من جلب الأضواء، التي تعيش عليها باريس وأمثالها. لكن دارت السنين بأميركا، وها نحن نرى الآن شخصا الكل يعتبر أنه مهووس بالشهرة وغير جاد، هو الملياردير دونالد ترامب، بعدما جرب حظه مع الإعلانات وبرامج الواقع التلفزيوني، يعلن عن نيته خوض الانتخابات، مثيرا شهية الإعلام الأميركي.
خاطب الغرائز الجماهيرية بشعبوية، هاجم: الصين بحجة انعدام المنافسة العادلة، والمكسيك لأنها تسرق وظائف الأميركيين، والسعودية التي عليها أن تقسم ثروتها مع أميركا فأميركا تدافع عنها.
طبعا هي آراء قد يقولها من يحتسي كأسه في بار أميركي في ولاية نبراسكا مثلا، لكن من قال إن الشعبوي لا يكسب أحيانا في غفلة من التاريخ. نعم توجد مؤسسات ودساتير وقوى ضغط وضوابط ورأي عام وميديا، كلها قد تكبح هوس هذا أو ذاك، إن هو وصل في لحظة فقدان رؤية للرئاسة، ولكن يظل للرئيس صلاحيات واسعة، والدليل ما نراه من استخدام الرئيس الحالي أوباما لكل هذه الصلاحيات في صفقته مع إيران، مثلا، وإحجامه عن مساعدة السوريين من قبل، مداهنة لإيران، كما ذكر الكاتب المقرب من إدارة أوباما، ديفيد اغناتيوس، سابقا.
سبق أن فاز برئاسة أميركا ممثل هو رونالد ريغان، لكن كان ذلك بعد تأهيل سياسي، ولحظة نادرة، ليثبت الرجل لاحقا زعامته، فصار رمزا أميركيا بشكل عام، وجمهوريا بشكل خاص.
لكن الأمور وصلت لحد عجيب في أميركا، مع ابتذال كل شيء في هذه الدنيا، الأخبار تقول يا سادة يا كرام أن زوج كيم كارداشيان مغني الراب كانيي ويست، كشف عن نيته الترشح للانتخابات الرئاسية الأميركية 2020 في كلمة ألقاها مؤخرا، بعد تسلمه جائزة بحفل أحيته المغنية الأميركية مايلي سايرس.
بالتوفيق.