سعد المهدي
TT

قراءة في المواجهة السعودية الإيرانية

الكرة الإيرانية لم يطرأ عليها تغير كبير منذ التسعينات، لكنها عملية تحقق مبتغاها بشرط جهل أو تجاهل الخصم عيوبها الواضحة، حيث الأداء التقليدي والضعف التكتيكي وبطء أداء اللاعبين، لأن كل هذه السلبيات تنقلب إلى إيجابية.
التقليدية الكروية، هي لعب الكرة كما هي دون أي ابتكار، وهو يحفظ توازن الفريق ويعطي إيحاء بالتماسك والقوة، أما الضعف التكتيكي فيضمن عدم المغامرات الخططية أو تغييرها خلال المباراة وهذا يزيد من تقارب اللاعبين ويجعل أداءهم وحدة متماسكة، لكن كل ذلك يتحول إلى سلبية إذا تمت مواجهته بتكتيك وأداء يخلخله، وبأساليب تجره إلى أن يغير إيقاعه، ويضطره إلى المجاراة في السرعة، وسحبه لكل مساحات الملعب ليشتته ويفقد التماسك، ويظهر ضعفه الحقيقي الكامن.
بيروزي ونفط الإيرانيان، يلعبان اليوم وغدا أمام السعوديين الهلال والأهلي في الرياض وجدة، في مباراتي الرد لدور الـ16 في دوري أبطال آسيا للأندية، ويملكان حظوظا أكبر للتأهل للدور التالي بعد أن حققا انتصارين في إيران بهدف واحد لكل منهما، مما يعني أن الهلال الذي سيواجه بيروزي اليوم والأهلي الذي سيواجه النفط غدًا الأربعاء عليهما الفوز بفارق هدفين وقد يستطيع أحدهما فعل ذلك، لكن من الصعب أن يتحقق مع كليهما.
الهلال والأهلي أمامهما التحدي الأهم، وهو أن تسلم شباكهما من الاهتزاز، وهذه مسألة تضغط على الأعصاب وتؤثر على التركيز، وليس لها من حل إلا التوازن في الأداء بين الدفاع والهجوم، وتسجيل الهدف المبكر إذا جاء تلقائيا سيخلق حالة من الارتياح والتفرغ للعب المباراة كما يجب وتم التخطيط له، أما البحث عنه من خلال التسرع فإنه في الغالب لن يأتي به، بل سيزيد الضغط والتوتر الذي يجر معه الأخطاء الفنية وارتكاب المخالفات القانونية، وبالتالي سيمنح الخصم فرصة التحكم بإيقاع اللعب وتسييره بالطريقة التي يحقق منها مراده.
سيناريوهات متعددة قد تحدث، بعضها غير متوقع قد يكون في صالح الهلال أو الأهلي لكن لا يمكن الاعتماد على الأمنيات بانهيار الخصم دون أن تؤسس لهذا الاحتمال خططيا وتفوقا عناصريا لا يخلوان من تجليات فردية تفرض السيناريو الأفضل الذي ينتهي بتجاوز هذه العقبة، إلا أن كل الفنيين والمراقبين ينصحون بالتعامل الفني الحكيم الذي يضمن شباكا نظيفة أكثر وقت ممكن من زمن المباراة لانتهاز لحظة مناسبة للتسجيل للعب وقت إضافي، أو يخدمك الحظ فيما لو بقي وقت لتسجيل ثان يحقق الغرض، وفي كرة القدم سيناريوهات أغرب من الخيال وهذا أحد أسرار سحرها.
الجماهير في الرياض وجدة، سيكون لها دور، إما بدعم فريقيهما أو إسقاطهما، الأمر يبدأ بإلكم ثم بالفاعلية، وإذا كانت الأولى، ممكنة حيث يستطيع الناديان جذب الجماهير بأكثر من طريقة، فإن الثانية، مرتبطة بثقافة التشجيع التي لم تغير من نمطيتها، حيث الخلط بين الأهازيج وصيحات الدعم والمؤازرة وتوزيعه على زمن المباراة وحالاتها المتغيرة في الأداء والنتيجة، وبين فرق الطرب والأغاني التي على الرغم من أنها أصبحت سمة مدرجاتنا فإنها لا علاقة لها بالتشجيع ولا تخدم اللاعبين.. تأهل الهلال أو الأهلي كاف، وإن تأهل الاثنان سيكون حدثا سعيدا ومبهجا، لكن كيف سينتهي عليه الحدثان الكرويان في الرياض وجدة بالمجمل ما هي الصورة هذا أهم؟