سعد المهدي
TT

هزمنا إيران لكن هناك من لا يعلم

الأولمبي السعودي هزم نظيره الإيراني على أرضه في طهران في المباراة التي كان يكفي فيها المنتخب الإيراني التعادل، ليتأهل السعودي للنهائيات الآسيوية تحت 23 سنة التي تلعب قي قطر مطلع العام المقبل، وجاءت مباريات المجموعة الآسيوية التي استضافتها إيران وتكونت من المنتخب السعودي والفلسطيني والأفغاني والنيبالي، إضافة للمنتخب الإيراني بالصدفة في هذا التوقيت الذي تشهد فيه المنطقة عمليات عاصفة الحزم، لكن الأمور جرت على نحو طبيعي، إذا غضضنا الطرف عن بعض المنغصات التي اعتادت الفرق السعودية أن تواجهها في الملاعب الإيرانية منذ زمن ولغز صمت الاتحاد الآسيوي عليها.
المدرب السعودي بندر الجعيثين الذي قاد المنتخب إلى التأهل على حساب إيران، دخل المباراة الأخيرة وهو مطالب بالفوز فقط بعد أن أنهى نظيره الإيراني مبارياته الثلاث بالعلامة الكاملة 9 نقاط، عكس المنتخب السعودي الذي حصل على 7 جراء تعادله في واحدة من مبارياته، ولأن العبرة في النهايات فقد قلب السعودي الطاولة ليتصدر ويتأهل على حساب المنتخب الإيراني على أرضه وبين جماهيره، وكل ما ذكرته أمرا طبيعيا في عالم كرة القدم، وفي تاريخ مواجهات الكرة السعودية والإيرانية التي تبقى احتمالات نتائجها مفتوحة على كل اتجاه إذا ماذا بقي؟
من جانب فني فإن نقص المتابعة المتلفزة للمباريات حرمنا فرصة الاطلاع عن كثب على قيمة الأداء عناصريا وجماعيا وخططيا، للمنتخب السعودي، وباتت القراءة مقتصرة على النتائج، والقصد من ذلك أننا كنا نود أن تندمج مع حالة الأداء لنتعرف على درجته وقدرته على التواصل في النهائيات، وما إذا كان لنا أن نطمئن، كما حرمنا إمكانية التعايش العاطفي مع المنتخب الذي دون شك كنا نعلم أن لاعبيه وجهازهم الفني والإداري لا بد أنهم يعيشون مشاعر تختلف عن سابقتها من مرات، مما يستوجب مساندة موازية كل ذلك لم يتم وإن حاولت بعض وسائل الإعلام من التخفيف من نتائجه لكنها لم تفلح.
أما الأغرب، فهو أن البعض في حينها والمنتخب السعودي يخوض هذه التصفيات في طهران، كان يتساءل عن مصير مباريات الأندية السعودية في دوري أبطال آسيا مع الأندية الإيرانية، وما إذا كان الاتحاد الآسيوي يمكن له أن يتخذ أي خطوة في اتجاه تغيير لعبها من إيران إلى مكان محايد، في تكريس لحالة الانفصال عن الواقع بسبب سيطرة الأندية على الذهنية سيطرة تامة جماهيريا وإعلاميا، ويوحي على أقل تقديرا عدم العلم حينها بأن هناك منتخبا سعوديا يلعب في إيران، أما الأندية فلم تستفيق على ما يبدو إلا للمطالبة بعودة لاعبيها سريعا للانخراط في التدريبات، تمهيدا للجولة المقبلة من الدوري.
ليلة المباراة الفاصلة قال إعلامي على شاشة فضائية، إن حال المنتخب يضع علامة استفهام على مدربه بندر الجعيثن دون أن يوضح لماذا وآخر تساءل باستغراب لماذا يتم تثبيط نجوم متل بصاص والغامدي والعسيري بضمهم للأولمبي، (عسيري والغامدي هما من سجلا هدفي المباراة) ومن اعتبر أن فوزين وتعادلا تعطي إشارة غير مرضية عن حال المنتخب طبعا دون أن يكون قد شاهد أي مباراة من الثلاث، كلهم وقتها تجاهلوا أن المنتخب السعودي يمكن له أن يتأهل للنهائيات ويحقق مراده إذا فاز على إيران.. فهل كانوا لا يعلمون أنه يمكن ذلك إما أنه جرى على عادة (سبوبة) المداخلات التلفزيونية كلام والسلام أم كان هناك ما هو أسوأ من ذلك عند مثل من تصدوا لمهمة طرح رؤاهم الفنية التي قصفها شبابنا ومدربهم بحزم فحققوا المراد وتركوا ماعدا ذلك تذروه رياح العاصفة.