منظمة الصحة العالمية لـ {الشرق الأوسط}: الإبل المستودع المحتمل لـ «كورونا»

إغلاق 500 حظيرة للجمال في أطراف محافظة جدة تحسبا لانتشار الفيروس

جانب من أحد المستشفيات العامة في العاصمة السعودية الرياض (أ.ف.ب)
جانب من أحد المستشفيات العامة في العاصمة السعودية الرياض (أ.ف.ب)
TT

منظمة الصحة العالمية لـ {الشرق الأوسط}: الإبل المستودع المحتمل لـ «كورونا»

جانب من أحد المستشفيات العامة في العاصمة السعودية الرياض (أ.ف.ب)
جانب من أحد المستشفيات العامة في العاصمة السعودية الرياض (أ.ف.ب)

شنت اللجنة الرباعية المشكلة لمكافحة «كورونا» في محافظة جدة غرب السعودية، أمس، حملات تفتيش، وأغلقت ما يربو على 500 حظيرة للجمال على أطراف المحافظة، وأخرى غير مرخص لها بممارسة عمليات البيع في المناطق النائية، بينما شرعت اللجنة بتطهير تلك المواقع تحسبا من انتشار فيروس «كورونا»، وفقا لما قاله محمد البقمي، وهو المتحدث باسم أمانة جدة لـ«الشرق الأوسط».
وتتكون اللجنة من وزارات الصحة، والزراعة، والأمانة، والشرطة، بعد إعلان المهندس عادل فقيه وزير الصحة المكلف عن وجود دليل قوي ومتزايد، من أن الإبل هي أحد المصادر الحاضنة لفيروس كورونا.
وقال البقمي إن اللجنة الرباعية سارعت، فور تشكيلها، إلى تنفيذ جولات ميدانية وتفقد لكل المواقع المخالفة لحظائر الجمال على أطراف المدينة، التي تتخذ من العراء مواقع لترويج الحليب، وأسفرت الحملات عن إغلاق أكثر من 500 حظيرة مخالفة لأنظمة الصحة والبيئة، وما زالت اللجنة تباشر أعمالها بتكثيف الرقابة في جميع المواقع التي تقع تحت طائلة اللجنة.
في حين أخضعت اللجنة الرباعية الجمال للفحص المخبري وأخذ عينات منها للتأكد من سلامتها قبل عودتها للأسواق المحلية أو إعدامها، في حال ظهرت النتائج إيجابية.
وارتفع معدل الإصابة بفيروس كورونا في السعودية ليصل إلى 371 حالة، توفي منهم 107، منذ سبتمبر (أيلول) 2012، وحتى أمس، بحسب موقع وزارة الصحة الإلكتروني.
وأعلنت الوزارة، أمس، رصد عشر حالات، ثلاث حالات منها في الرياض لرجلين وامرأة، وثلاث سيدات ورجل في جدة، بينما سجلت مكة المكرمة ثلاث حالات لرجلين وامرأة، وجميعهم ظهرت لديه الأعراض التنفسية.
وفي هذا السياق، أكدت منظمة الصحة العالمية على لسان الدكتور جواد محجور مدير إدارة الأمراض المعدية والوبائية لـ«الشرق الأوسط» أن الدراسات المتعددة أثبتت أن الجمال حاملة فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، وهناك احتمالات كبيرة أن تكون الجمال مستودع الفيروس، وهذا سيظهر مع الدراسات والأبحاث.
وأردف محجور أن العمل قائم من جميع الخبراء والمختصين في المنظمة وخارجها يتمحور حول معرفة انتقال فيروس كورونا من الجمال إلى البشر، وهل هذا الانتقال عن الحليب أو اللحوم، أو أن تكون الإصابة بطرق أخرى كملامسة الجمال، لافتا إلى أنه وحتى اللحظة لم يتوصل المختصون والخبراء إلى دورة انتقال العدوى.
وعن وجود استشاري منظمة الصحة في السعودية، أكد مدير إدارة الأمراض المعدية والوبائية، أن هناك تعاونا مستمرا للوصول إلى انتشار العدوى، ومن الصعب تحديد الأسباب الآن، إلا أنه من المتوقع أن تكون الصورة أكثر وضوحا بعد مرور خمسة أيام، وذلك بعد جمع المستشارين كل المعلومات من على أرض الواقع، مشددا على أهمية البحوث الميدانية لمعرفة أدق التفاصيل حول طرق العدوى.
وتسابق وزارة الصحة في السعودية الوقت للحد من انتشار الفيروس في المرحلة الأولى والقضاء عليه نهائيا في المرحلة الثانية، الأمر الذي دفع الوزير المكلف إصدار جملة من القرارات، في مقدمتها تعيين مجلس طبي استشاري، يضم خبراء الرعاية الصحية والأطباء المختصين في الأمراض المعدية، لاحتواء فيروس كورونا، وسيتولى المجلس مهمة إعداد وتقديم التقارير والاستشارات الطبية للوزارة، كذلك متابعة وضع الحالات المصابة، إضافة إلى تخصيص ثلاثة مراكز طبية في الرياض، وجدة، والمنطقة الشرقية كمراكز متخصصة لمواجهة فيروس كورونا، على مستوى المملكة.
وبالعودة إلى المتحدث باسم أمانة جدة، فقد جرت الحظائر المخالفة بعملية تطهير للمنطقة بشكل موسع ودقيق تحسبا لانتشار الأوبئة، في حين ستعمل وزارتا الصحة والزراعة على أخذ عينات من الجمال التي تصادر لإخضاعها للكشف المخبري، وفي حال خلوها من فيروس كورونا تعاد الجمال للسوق الرسمية (سوق الأنعام) الموقع الوحيد في جدة الذي تمارس فيه عمليات البيع، لما يحتويه الموقع من تجهيزات وكوادر طبية تتابع حالة المواشي في السوق.



باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
TT

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً يأملون أن يشكل بديلاً لأطقم الأسنان أو عمليات الزرع.

على عكس الزواحف والأسماك التي عادة ما تكون قادرة على استبدال أنيابها، من المعروف على نطاق واسع أنّ البشر ومعظم الثدييات الأخرى لا ينمو في فمها سوى مجموعتين من الأسنان. لكن تحت اللثة ثمة براعم نائمة من مجموعة ثالثة، بحسب رئيس قسم جراحة الفم في المركز الطبي التابع لكلية البحوث الطبية في أوساكا، كاتسو تاكاهاشي.

في أكتوبر (تشرين الأول)، أطلق فريقه تجارب سريرية في هذا المستشفى، موفراً لأشخاص بالغين دواء تجريبياً يقول الفريق الطبي إنّه قادر على تحفيز نمو هذه الأسنان المخفية. ويقول تاكاهاشي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إنها تقنية «جديدة تماماً» في العالم.

وغالباً ما يُنظر إلى العلاجات المستخدمة للأسنان المفقودة بسبب التسوس أو الالتهابات على أنها مكلفة وتتطلب تدخلاً جراحياً. ويؤكد تاكاهاشي، قائد المشروع، أن «استعادة الأسنان الطبيعية لها بالتأكيد حسناتها».

وتشير الاختبارات التي أُجريت على فئران وقوارض إلى أن وقف عمل بروتين «أوساغ-1» (USAG-1) يمكن أن يوقظ المجموعة الثالثة من الأسنان، وقد نشر الباحثون صوراً مخبرية لأسنان حيوانات نمت من جديد.

وفي دراسة نُشرت العام الماضي، قال الفريق إن «العلاج لدى الفئران فعّال في تجديد الأسنان، ويمكن أن يشكل اختراقاً على صعيد علاج تشوهات الأسنان لدى البشر».

«ليست سوى البداية»

في المرحلة الراهنة، يعطي أطباء الأسنان الأولوية للاحتياجات «الماسة» للمرضى الذين خسروا ستاً من الأسنان الدائمة أو أكثر منذ الولادة.

ويشير تاكاهاشي إلى أنّ الجانب الوراثي يؤثر على نحو 0.1 في المائة من الأشخاص الذين قد يواجهون صعوبة كبيرة في المضغ، وفي اليابان غالباً ما يمضون معظم مراهقتهم وهم يضعون كمامة لإخفاء الفجوات الواسعة في أفواههم. ويضيف أنّ «هذا الدواء قد يكون نقطة تحوّل لهم»؛ لذلك يستهدف الدواء الأطفال في المقام الأول، ويريد الباحثون إتاحته قبل عام 2030.

ولا يعرف أنغراي كانغ، وهو أستاذ في طب الأسنان لدى جامعة كوين ماري في لندن، سوى فريق واحد آخر يسعى إلى تحقيق الهدف المماثل باستخدام الأجسام المضادة لجعل الأسنان تنمو من جديد أو لإصلاحها.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول الخبير في تكنولوجيا المناعة وغير المنخرط في البحث الياباني، إنّ «مجموعة تاكاهاشي تقود المسار».

ويعتبر كانغ أنّ عمل تاكاهاشي «مثير للاهتمام ويستحق المتابعة»؛ لأنّ دواء للأجسام المضادة يستهدف بروتيناً مطابقاً تقريباً لـ«USAG-1» يُستخدم أصلاً لعلاج هشاشة العظام.

ويضيف: «السباق لتجديد أسنان الإنسان ليس قصيراً، لكنه مجموعة من سباقات الماراثون المتتالية، على سبيل التشبيه». ويتابع: «إنها ليست سوى البداية».

ويرى الأستاذ في علاج جذور الأسنان في جامعة هونغ كونغ، تشينفي تشانغ، أنّ طريقة تاكاهاشي «مبتكرة وتحمل إمكانات».

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن «التأكيد على أن البشر يمتلكون براعم أسنان مخفية قادرة على إنتاج مجموعة ثالثة من الأسنان، هو مسألة ثورية ومثيرة للجدل».

ويشير إلى أنّ «النتائج التي لوحظت لدى الحيوانات لا يمكن دائماً ترجمتها بشكل مباشر إلى البشر». ويقول تشانغ إن نتائج التجارب على الحيوانات تثير «تساؤلات بشأن ما إذا كانت الأسنان الجديدة قادرة وظيفياً وجمالياً على أن تحل محل الأسنان المفقودة».

«في قمة السعادة»

يشير تاكاهاشي إلى أنّ موقع السنّ الجديدة في الفم يمكن التحكم به إن لم يكن تحديده، من خلال موقع حقن الدواء.

وفي حال نمت الأسنان في المكان الخطأ فيمكن نقلها عن طريق تقويم الأسنان أو الزرع، على حد قوله.

ولم يشارك أي مريض صغير يعاني من مشكلة خلقية في الأسنان في التجربة السريرية الأولى؛ إذ إن الهدف الرئيس هو اختبار سلامة الدواء لا فاعليته؛ لذا فإن المشاركين في المرحلة الحالية هم بالغون صحتهم جيدة خسروا سناً واحدة على الأقل.

ومع أنّ تجديد الأسنان ليس الهدف الصريح للتجربة هذه المرة، فإن هناك فرصة ضئيلة لحدوث ذلك للمشاركين، بحسب تاكاهاشي.

وإذا نمت أسنانهم، فسيكون الباحثون قد أكدوا أن الدواء فعّال لمَن يعانون من خسارة أسنان، وهو ما سيشكل نجاحاً طبياً. ويقول تاكاهاشي: «سأكون في قمة السعادة في حال حدث ذلك».

وقد تلقى هذه الأنباء ترحيباً خاصاً في اليابان التي تضم ثاني أعلى معدّل من السكان في العالم. وتظهر بيانات وزارة الصحة أن أكثر من 90 في المائة من الأشخاص الذين تتخطى أعمارهم 75 عاماً خسروا سنّاً واحدة على الأقل.

ويقول تاكاهاشي: «ثمة توقّعات عالية بأن تكون تقنيتنا قادرة بشكل مباشر على إطالة متوسط العمر الصحي المتوقع».