مركّب مستخرج من الزيتون لعلاج السكري ومحاربة السمنة

صورة للزيتون وزيته من «بيكسباي»
صورة للزيتون وزيته من «بيكسباي»
TT

مركّب مستخرج من الزيتون لعلاج السكري ومحاربة السمنة

صورة للزيتون وزيته من «بيكسباي»
صورة للزيتون وزيته من «بيكسباي»

أظهر مركّب طبيعي موجود في الزيتون، يُعرف بحمض الإلينوليك، نتائج فعالة لعلاج محتمل للسمنة ومرض السكري من النوع الثاني. اكتشف الباحثون من جامعة فيرجينيا للتكنولوجيا في الولايات المتحدة الأميركية أنه بعد أسبوع واحد من العلاج، قلل حمض الإلينوليك مستويات السكر في الدم بشكل مماثل، أو حتى أفضل، من دواءَين رائدَين لهذا المرض، كما عزّز فقدان الوزن. بعد إجراء اختبارات على الفئران، وجدت الدراسة الجديدة أن حمض الإلينوليك يمكن أن يمهد الطريق لتطوير منتجات آمنة طبيعية وغير مكلفة لعلاج السكري من النوع الثاني والسمنة.

صورة للزيتون وزيته من «بيكسباي»

يقول دونغ مين ليو، قائد فريق البحث، والأستاذ في قسم التغذية البشرية والأغذية والتمارين الرياضية في جامعة فرجينيا للتكنولوجيا: «لقد كانت التعديلات على نمط الحياة والتدابير الصحية العامة ذات تأثير محدود على الزيادة المستمرة في انتشار السمنة، التي تعد من أبرز عوامل الخطر لمرض السكري من النوع الثاني». وأضاف أن «الأدوية المتاحة لعلاج السمنة غير فعالة في الحفاظ على فقدان الوزن، وغالباً ما تكون باهظة الثمن، أو تحمل مخاطر سلامة محتملة على المدى الطويل. هدفنا كان تطوير عوامل متعددة الأهداف أكثر أماناً وأقل تكلفة وأكثر ملاءمة يمكن أن تمنع حدوث الاضطرابات الأيضية ومرض السكري من النوع الثاني».

وجد الفريق البحثي أن حمض الإلينوليك يحفز إفراز هرمونين أيضيين يساعداننا على الإحساس عندما يجب التوقف عن تناول الطعام، عن طريق إرسال إشارات الامتلاء والشبع إلى الدماغ.

صورة للزيتون وزيته من «بيكسباي»

أحد هذه الهرمونات هو glucagon-like peptide-1 (GLP-1) الذي تحاكيه أدوية مثل «أوزيمبيك» لتنظيم مستويات السكر في الدم والشعور بالشبع. أما الآخر فهو peptide YY (PYY)، الذي يتم إفرازه من خلايا الأمعاء للحد من شهيتك في نهاية الوجبة. جرعة واحدة من حمض الإلينوليك المركّز حفزت إفراز GLP-1 وPYY، وفقاً لما وجده البحث السابق للفريق. وكشف الباحثون عن أنه، بعد أسبوع فقط، كان وزن الفئران البدينة المصابة بداء السكري التي تم إعطاؤها حمض الإلينوليك عن طريق الفم أقل بكثير، وأظهرت تنظيماً أفضل لتحمل مستوى السكر في الدم، عما كانت عليه قبل تلقيها جرعات قدرها 50 ملغ للكيلوغرام في اليوم، مقارنة بالفئران البدينة التي لا تتلقى حمض الإلينوليك. وكان التأثير المخفض للغلوكوز مشابهاً لتأثير عقار «ليراغلوتيد» المضاد لداء السكري القابل للحقن، وأفضل من «الميتفورمين»، الدواء الأكثر استعمالاً لدى مرضى السكري من النوع الثاني.

وعلى عكس المحفزات لمستقبلاتGLP-1 مثل أوزيمبيك، التي يمكنها تفعيل المستقبلات بدلاً منGLP-1 الحقيقي يقدم حمض الإلينوليك نهجاً غير مباشر يحفز الجسم على إفراز المزيد من هرموناته الأيضية الخاصة.

تشير تقارير فريق ليو إلى أن تأثيره على السكر في الدم كان مماثلاً لمحفز مستقبلات «جي إل بي1» (GLP-1) «ليراجلوتايد»، وأفضل من دواء «الميتفورمين»، الذي يُعد دواء رئيسياً لتخفيض الغلوكوز لمرضى السكري من النوع الثاني.

يقول ليو: «بشكل عام، أظهرت الدراسة أن حمض الإلينوليك المستخلص من الزيتون له تأثيرات واعدة على إفراز الهرمونات والصحة الأيضية، خصوصاً في حالات السمنة والسكري».

ويركز فريق ليو على اكتشاف المركبات النشطة بيولوجياً من المنتجات الطبيعية لإدارة مرض السكري؛ إذ كانوا يبحثون في السابق عن أهداف جزيئية محددة للمركبات الطبيعية في أجزاء الجسم التي تساعد بشكل فعّال في تنظيم عملية التمثيل الغذائي. وفي الدراسة الجديدة، بدأ الباحثون بتحديد المركبات الطبيعية التي تعمل على الخلايا الصماوية المعوية، وهي الخلايا الموجودة في الجهاز الهضمي والبنكرياس والكبد التي تنتج المادة المعوية استجابة للمؤثرات المختلفة وتحررها إلى مجرى الدم، والتي تحتوي على اثنين من الهرمونات الأيضية التي يتم إطلاقها أثناء تناول وجبة غذائية. هذه الهرمونات التي تسمى «جي إل بي ـ 1» و«بي يو يو» تعمل على تعزيز الشبع ومنع الإفراط في تناول الطعام مع التحكم أيضاً في مستويات السكر في الدم. وكشفت الدراسة عن أن حمض الإلينوليك، الموجود في الزيتون الناضج وزيت الزيتون البكر الممتاز، يمكن أن يحفز إطلاق هذه الهرمونات في الأمعاء.

فوائد استهلاك زيت الزيتون

يشار إلى أن استهلاك زيت الزيتون بشكل يومي مفيد للصحة ويعمل على تحسين صحة القلب والأوعية الدموية ويساعد على خفض مستويات الكوليسترول الضار وزيادة مستويات الكوليسترول الجيد، ويقلل خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.

كما يساعد زيت الزيتون على تقليل الشهية، وبالتالي فقدان الوزن، وتعزيز صحة الجهاز الهضمي ومنع حدوث الإمساك وعلاج أمراض الجهاز الهضمي على غرار مرض كرون والتهاب القولون. يعمل زيت الزيتون أيضاً على حماية الدماغ من التلف، والوقاية من مرض ألزهايمر ومرض باركنسون، وتحسين صحة الجلد وترطيب البشرة، وحماية البشرة من أضرار أشعة الشمس.


مقالات ذات صلة

5 أمراض مناعية خطيرة قد يسببها التوتر

صحتك يمكن للتوتر تحفيز الأمراض المناعية أو مفاقمتها أو تسريع ظهورها لدى الأشخاص المعرّضين وراثياً (رويترز)

5 أمراض مناعية خطيرة قد يسببها التوتر

في شهر التوعية بالتوتر، نستعرض أبرز الأمراض المناعية الذاتية المرتبطة بالتوتر المزمن.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
صحتك يتميز التوت باحتوائه على مضادات الأكسدة خاصة الأنثوسيانين التي ثبتت فاعليتها في تحسين استجابة الجسم للإنسولين وتقليل الالتهابات (أ.ب)

4 أطعمة غنية بالألياف لعلاج مرض السكري من النوع الثاني

كشفت اختصاصية التغذية شارماين ها دومينغيز، عن أربعة أطعمة غنية بالألياف يجب تناولها يومياً لإدارة أو حتى «التخلص من مرض السكري من النوع الثاني».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
صحتك تلعب الخيارات الغذائية دوراً محورياً في تقليل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة بما في ذلك السرطان (رويترز)

4 فواكه تقلل من خطر إصابتك بسرطان القولون

يربط العلماء زيادة الإصابة بسرطان القولون بعوامل مثل السمنة، قلة النشاط البدني، والأنظمة الغذائية غير الصحية الغنية باللحوم المصنعة والفقيرة بالفواكه والخضروات.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
صحتك البرتزل لا يحتوي عادةً على سكريات مضافة لكن مكونه الأساسي هو دقيق القمح المُكرر الغني بالغلوتين الذي يرفع مستوى السكر في الدم بسرعة (رويترز)

10 أطعمة قد تدمر صحتك... احذرها إذا كنت تعاني من حساسية الغلوتين

قد تُحفز الأطعمة الغنية بالغلوتين ردود فعل صحية شديدة لدى المصابين بمرض السيلياك أو حساسية الغلوتين.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
صحتك طنين الأذن حالة شائعة تُصيب ما بين 10 و25 في المائة من البالغين عالميّاً (متداولة)

طنين الأذن... ما أعراضه؟ وكيف يمكن علاجه؟

إذا كنت تسمع رنيناً مستمرّاً أو أصواتاً غريبة في أذنك دون مصدر خارجي، فأنت تُعاني مما يُعرف ﺑ«طنين الأذن».

«الشرق الأوسط» (بيروت)

ليس مجرد عادة... لـ«قضم الأظافر» عواقب جسدية ونفسية... كيف تحمي نفسك منها؟

قضم الأظافر يُعد من أكثر السلوكيات التكرارية المتمركزة على الجسم شيوعاً (رويترز)
قضم الأظافر يُعد من أكثر السلوكيات التكرارية المتمركزة على الجسم شيوعاً (رويترز)
TT

ليس مجرد عادة... لـ«قضم الأظافر» عواقب جسدية ونفسية... كيف تحمي نفسك منها؟

قضم الأظافر يُعد من أكثر السلوكيات التكرارية المتمركزة على الجسم شيوعاً (رويترز)
قضم الأظافر يُعد من أكثر السلوكيات التكرارية المتمركزة على الجسم شيوعاً (رويترز)

عند مناقشة السلوكيات التكرارية المتمركزة على الجسم، قد تتبادر إلى الأذهان حالات مثل حك الشعر أو قضم الجلد أو مضغ اللسان أو عض الشفاه. لكن قضم الأظافر يُعد أحد أكثر هذه السلوكيات شيوعاً، وغالباً ما يُهمل في العلاج. وعلى الرغم من تجاهله في كثير من الأحيان باعتباره عادة غير ضارة، فإن قضم الأظافر المزمن يمكن أن يؤثر بشكل كبير على الصحة البدنية والنفسية.

وفي حين أن العديد من الأفراد يمارسون قضم الأظافر من حين لآخر، وخاصة خلال فترات التوتر أو الملل، فإن قضم الأظافر المزمن قد يكون مُزعجاً. وبالنسبة للمصابين به، قد يكون السلوك تلقائياً أو يصعب التحكم فيه. ومع مرور الوقت، يمكن أن يؤدي إلى أضرار جسدية ظاهرة، بما في ذلك العدوى ومشاكل الأسنان وتغيرات في بنية الأظافر، بالإضافة إلى ضائقة نفسية تؤدي إلى الشعور بالخجل والقلق والانطواء الاجتماعي.

وعلى الرغم من شيوع قضم الأظافر، وأنه غالباً ما يُستهان به أو يُنظر إليه على أنه مجرد عادة عصبية، فإنه سلوك مدفوع بعوامل نفسية وعصبية معقدة، ويعد اضطراباً نفسياً يستحق الاعتراف به وفهمه وإيلائه الرعاية المناسبة، وفق ما ذكر موقع «سيكولوجي توداي» المَعنيّ بالصحة النفسية والعقلية.

ما الذي يُحفّز قضم الأظافر؟

مثل العديد من السلوكيات التكرارية المتمركزة على الجسم، يُعدّ قضم الأظافر سلوكاً غير متجانس، ويُعتقد أنه ينشأ عن مزيج من التأثيرات الجينية والعصبية والعاطفية والبيئية. وتشمل العوامل المساهمة الشائعة ما يلي:

التنظيم العاطفي: قد يكون قضم الأظافر وسيلةً لإدارة القلق أو التوتر أو التحفيز المفرط، كما يُمكن أن يُوفّر تحفيزاً خلال فترات الملل.

السعي للكمال وسلوكيات التزيين: قد يشعر الأفراد بالحاجة إلى تصحيح عيوب مُدركة، مثل الأظافر غير المُستوية، مما يُحفّز سلسلةً من حركات التزيين المُتكررة.

المكونات الحسية: قد يكون الإحساس اللمسي لقضم الأظافر مُهدئاً أو مُرضياً بطبيعته.

الروابط العصبية والوراثية: تُشير الأبحاث إلى أن السلوكيات التكرارية المتمركزة على الجسم قد تشترك في أوجه تشابه جينية وعصبية مع حالات مثل اضطراب الوسواس القهري، واضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط.

عواقب قضم الأظافر المزمن

في حين قد يُنظر إلى قضم الأظافر على أنه أمر مقبول اجتماعياً، فإن آثاره طويلة المدى قد تكون كبيرة، ومنها:

مضاعفات الأسنان: قد يُسهم قضم الأظافر المزمن في عدم محاذاة الأسنان، وتآكل مينا الأسنان، وحتى تكسرها.

الالتهابات: قد يُلحق القضم المتكرر الضرر بالجلد المحيط بالأظافر، مما يُتيح دخول البكتيريا ويؤدي إلى التهابات مؤلمة مثل التهاب الظفر.

مخاطر الجهاز الهضمي: قد يزيد دخول البكتيريا، من خلال ملامسة الأظافر عن طريق الفم، من احتمالية الإصابة بأمراض الجهاز الهضمي.

الآثار النفسية والاجتماعية: غالباً ما يشعر الأفراد بالحرج أو الخجل من مظهر أيديهم، مما قد يؤدي إلى تجنب التفاعلات الاجتماعية.

استراتيجيات العلاج

يتطلب التوقف عن قضم الأظافر أكثر من مجرد قوة الإرادة. هناك مجموعة متنوعة من الاستراتيجيات العلاجية الفعالة، منها:

التدريب على عكس العادات: يتضمن هذا النهج السلوكي زيادة الوعي بالمحفزات، وتعديل البيئة، واستبدالها باستجابة أقل ضرراً.

استخدام العوائق الجسدية: يمكن لأساليب مثل وضع طلاء أظافر ذي مذاق مر، أو قص الأظافر باستمرار، أو ارتداء القفازات أن تساعد في السيطرة على هذه العادة.

الاستبدال الحسي: يمكن للانخراط في أنشطة حسية بديلة (مثل مضغ علكة) أن يلبي الاحتياج دون التسبب في أي ضرر.

علاج الحالات المصاحبة: إذا كان قضم الأظافر مرتبطاً بحالات كامنة مثل القلق أو اضطراب نقص الانتباه مع فرط الحركة، فإن معالجة هذه الاضطرابات يمكن أن تقلل من تكرار السلوك.