ليس دفاعاً عن أحد

لأن البعض يرى الحقائق من وجهة نظره فقط، وبالتالي فالحقيقة الواحدة قد تكون عشراً أو عشرين أو حتى مائة حسب زوايا الرؤية وحسب الانتماءات وحسب الميول وحسب التفكير، ولكن الحقيقة تبقى حقيقة مهما أنكرها الكثيرون ومهما حاولوا حجبها، لهذا أتوقع أن يتم تفسير كل حرف في هذه المقالة على أنه دفاع عن فلان أو ذاك الكيان أو وقوف ضد فلان وعلان، وهي ليست دفاعاً عن أحد ولا وقوفاً مع أحد، بل هي تبسيط للواقع الذي يقول إن أحداث كلاسيكو الاتحاد بالهلال، ورغم أن أسبوعاً مر عليها، ورغم وجود نهائي تلاها، فإن تبعاتها لا تزال هي المهيمنة على النقاشات، وخصوصاً قصة العابد واحتفاله الاستفزازي حسب تعبير لجنة الانضباط، وقصة المولد وإيقافه عن نهائي كأس ولي العهد رغم أن العقوبة كانت في بطولة أخرى هي الدوري، وقصة إفلات عدنان فلاتة من العقوبة والإيقاف، وقصة الأحذية والمياه التي تساقطت على رؤوس اللاعبين من دون تمييز، وكل يوم نسمع رأياً مغايراً لرأي اللجنة ونسمع بمقارنات في دوريات أوروبية وعالمية، ولم يأتِ أحد على ذكر النصوص المكتوبة التي تقونن كل حادثة وتعتمد على أمور محددة للعقوبة أو على القياس بعقوبات سابقة.
فمن هو الذي يحدد درجة الاستفزاز؟ وما تعريف الاستفزاز أساساً؟ وبالتأكيد هنا سيقولون إني أدافع عن نواف، وهو أمر أنفيه لأنني أتحدث عن أمر يمكن أن يتكرر غداً مع نصراوي أو اتحادي أو اتفاقي أو شبابي أو أهلاوي، فالشغب موجود في ملاعبنا وكذلك التعصب والهتافات العنصرية، وهي ليست المرة الأولى التي نرى فيها علب المياه تنهمر على أرضية الملاعب ولن تكون الأخيرة، وكل نادٍ لديه سجل كبير من التجاوزات التي حدثت ضده، لهذا يجب أن تكون الأمور واضحة لا لبس فيها حتى لا يقال إن النصر استفاد من عقوبة المولد وإن فلاتة نجا من الإيقاف أربع مباريات وإن الاتحاد نجا أيضاً من مباريات بلا جماهير وإن... وإن... وإن... وكل يفسر على ليلاه.
هل الاحتفال استفزاز؟ وإذا كان كذلك فمن يحدد لوائح الاستفزاز وشروطه حتى يتجنبها اللاعبون لاحقاً؟ وهل هناك تسعيرة للاستفزاز، أم أن العقوبة تقديرية حسب رأي شخص أو لجنة أو مجموعة من الناس؟ أم هل هناك لوائح ونصوص تحدد العقوبة وطبيعة الاستفزاز ودرجته؟
سبق وغردت أن عقوبة العابد ستترتب عليها تبعات لاحقة ولا أعتقد أن من عاقبه قد فكر فيها لأنها ستتكرر وسيتم القياس عليها وستتم المطالبة بعقوبات وإيقافات لكل من لا يعجبه احتفال لاعب حتى لو تم نقض العقوبة إلا أنها تبقى سابقة سيتم المقارنة بها في كل مناسبة مماثلة.