مشاري الذايدي
صحافي وكاتب سعودي. عمل في عدة صحف ومجلات سعودية. اشتغل في جريدة المدينة السعودية في عدة أقسام حتى صار عضو هيئة التطوير فيها. ثم انتقل لـ«الشرق الأوسط» من 2003، وتدرَّج بعدة مواقع منها: المشرف على قسم الرأي حتى صار كبير المحررين في السعودية والخليج، وكاتباً منتظماً بها. اختير ضمن أعضاء الحوار الوطني السعودي في مكة المكرمة. وشارك بأوراق عمل في العديد من الندوات العربية. أعدَّ وقدَّم برنامجي «مرايا» وبرنامج «الندوة». في شبكة قنوات «العربية».
TT

هل يتعرض ترمب لمكارثية؟

حسب الرئيس الأميركي دونالد ترمب، فإن سلفه العجيب، الآفل، الحائر المحّيّر، قديس اللوبي الليبرالي العالمي المتياسر، باراك أوباما، قد ارتكب جريمة سياسية بالتجسس على هواتفه، أثناء الحملة الرئاسية.
ترمب حدد ذلك التجسس مكانياً، بهواتف برجه الشهير بنيويورك، وزمنياً بـ: «أكتوبر (تشرين الأول) الماضي».
الأمر لم يقف عند تغريدات ترمب، فآخر التطورات أن البيت الأبيض طلب أمس (الأحد)، من الكونغرس معرفة: هل انتهكت إدارة الرئيس السابق باراك أوباما «صلاحياتها التنفيذية في التحقيق» خلال حملة الانتخابات الأخيرة في 2016، في إطار التحقيق الذي يجريه الكونغرس بشأن تأثير روسيا على العملية الانتخابية؟
أوباما شخصياً لم يعلق، لكن جماعته ومكتبه علقوا بشكل «بارد» غير متهكم ولا حاسم ولا عدواني، كعادة «الخطيب» باراك أوباما، وأنصاره. حتى من الصحافيين والفنانين.
هل فعلها أوباما حقاً، وإذا كان التجسس حصل، فهل هو بعلم أوباما، أم باجتهاد خاص من بعض الموظفين؟ تلك تفاصيل لا نعلمها حتى الآن، لكن من الصعب أن يجازف الرئيس ترمب بمثل هذه الاتهامات، والتفاصيل، من وحي الخيال، و«طق الحنك» وبخاصة أن فريق ترمب، يتكلم الآن عن تعيين محامين لمتابعة القضية، وقد شبه ترمب ذلك بفضيحة «ووترغيت» الشهيرة للرئيس الأميركي الجمهوري (نيكسون) الذي تجسس، أو فريقه، على مقرّ الحزب الديمقراطي، وكان ذلك سبب رحيله، أو«خلعه» بلغة السياسة العربية.
هل ترمب يبالغ في معركته ضد أوباما، وأنصار أوباما، وفي مقدمهم الميديا الأميركية المتياسرة ليبرالياً، مثل «نيويورك تايمز»، وفضائية «سي إن إن»؟ وهوليوود طبعا ونجومها أصحاب الحناجر الصاخبة؟
الواقع يقول، إن القلاع الإعلامية اليسارية قصفت ترمب بكل قذائفها، واستهدفت إدارته قبل أن تتشكل حتى، وبعبارة مختصرة، أعلنت الحرب عليه، وفي الحرب كل شيء مباح!
الرجل وصف ما يحصل له بالمكارثية، ولكنها هذه المرة ليست من قبل الجمهوريين كما حصل في الأربعينات والخمسينات، بل من قبل الديمقراطيين الليبراليين! فصار ضحية الأمس طاغية اليوم.
استغرب ترمب من تكثيف الهجمات عليه وعلى رجاله بتهمة التحدث مع الروس، لكنه ردّ بطريقة مرّة، واثقة، من خلال هذه التغريدة التي قال فيها: «أنا لا أعرف بوتين، ولم أعقد اتفاقات مع روسيا، إلا أن الكارهين قد جن جنونهم - لكن أوباما يمكنه أن يعقد اتفاقاً مع إيران، الأولى في الإرهاب، ولا مشكلة!».
بقي أن نقول، ليس الغرض من هذا الكلام الثناء على، أو الهجاء لترمب، ولا موقفه من الروس، الذي لم يتضح حتى الآن، الغرض هو عدم الانغماس في معارك ليست معاركنا... هذه «خناقات» أميركية داخلية، ما يهمنا هو مصالحنا فقط مع واشنطن.
[email protected]