بالتأكيد قضية 2017 حتى الآن بكل امتياز هي قضية حارس الشباب محمد العويس الذي صرح لي سابقًا في فيديو بات من الأكثر انتشارًا في المملكة بأنه لن يترك الشباب، وقال بالحرف: «لو انتهى عقدي والنادي لم يقدم لي العرض اللي أبيه، أقدر أعتزل وألبس تي شيرت الشباب وأقعد على المدرج مع الجمهور، وعادي أرجع أتوظف والدنيا بخير. الصراحة، ما في شي أشقى عشانه».
وقتها عقبت وقلت: هذا أقوى تصريح قاله ضيف من ضيوف «صدى الملاعب»، وبنفس الوقت قلت له: ما زلت صغيرًا وعالم الاحتراف كل شيء فيه وارد، ولكنه أصر على كلامه.
ثم جاءت قصة تصريحات رئيس الأهلي أحمد المرزوقي أيضًا في «صدى الملاعب»، التي قال فيها إن الكرة في ملعب العويس ولم يقل الرجل «وقعنا» ولم يقل «فاوضنا»، ثم جاءت قصة العقد الذي تم إلغاؤه مع الأهلي والمبلغ الذي تم تحويله وقصة اختفائه ثم العقوبات على مسؤول الاحتراف بالشباب ثم قصة رسائل «الواتساب» والمحادثات الصوتية ثم ظهور العويس عبر «تويتر» مستخيرًا ومتجهًا للأهلي ثم التوقيع مع الأهلي يوم الأربعاء وسط عاصفة «تويترية» ما بين معارض ومستنكر لتصرفه، وأن المال هو السبب، وبين مدافع عنه وعن خياراته، وبين متحدث عن طرف ثالث أراد أن يخرب الصفقة ليفوز هو بالعويس... ووسط كل هذا ما زال اتحاد كرة القدم الجديد يبحث عن حلول جذرية ليس لهذه المشكلة فقط، بل لكل المشكلات المماثلة في الوسط الرياضي السعودي وما أكثرها.
وأعتقد أن لكل لاعب الحق في اختيار النادي الذي يرتاح له، وفي نفس الوقت على الجميع احترام اللوائح والقوانين، ولا أعتقد أن إجبار أي لاعب على البقاء هو من مصلحة النادي قبل أن يكون من مصلحة اللاعب، وبنفس الوقت هناك حقوق للطرفين، وهناك فترة حرة يمكن لأي لاعب أن يوقع خلالها لمن يشاء، ووسط هذه المتاهة دخل المنتخب السعودي على الخط وسط تصريحات نافية ومستنكرة من المشرف على المنتخب طارق كيال وبيانات من اتحاد الكرة وهو ما لا يصب لا في مصلحة الأندية ولا في مصلحة الكرة السعودية ولا في مصلحة المنتخب نفسه، وهنا يحق لنا أن نتساءل عن أي احتراف نتحدث؟
هل تستحق هذه القضية كل هذه الضجة؟
هل فعلاً نحن في عصر احترافي حقيقي على كل الأصعدة الإدارية والفنية والحقوقية ووكلاء اللاعبين واللاعبين أنفسهم؟
هل الاحتراف هو شراء عقود ورواتب لاعبين فقط؟
هل ما شاهدناه وهو يشبه إلى حد كبير أحداث فيلم سينمائي درامي فيه من الإثارة والتشويق والحبكات ما يعجز عن كتاباته فطاحل كتاب السيناريوهات والأفلام، هو انعكاس لكرة القدم السعودية على صعيد الأندية وتجسيد حقيقي لأوضاعها؟
المشكلة أن القصة لم تنتهِ بعد وما زالت لأحداثها بقية.
8:2 دقيقه
TT
قضية الموسم
المزيد من مقالات الرأي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة