وفيات الأجنة.. توجهات عالمية للحد منها

أكثر من 6 ملايين حالة تحدث سنويًا في العالم

وفيات الأجنة.. توجهات عالمية للحد منها
TT

وفيات الأجنة.. توجهات عالمية للحد منها

وفيات الأجنة.. توجهات عالمية للحد منها

الجهود الطبية في مناطق العالم كافة تنصب على محاولة تقليل مخاطر الحمل على عموم الأمهات، وعلى جعل رحلة الحمل والولادة وما بعد الولادة، رحلة آمنة للجنين والطفل الوليد كما هي آمنة على الأمهات. ومؤخرًا أصدرت منظمة الصحة العالمية WHO تقريرها بعنوان «التراجيديا المُهملة لحالات الإملاص»The neglected tragedy of stillbirths، حول استمرار ارتفاع مخاطر وفيات الأجنة خلال عملية الولادة على مستوى العالم، وأشارت فيه إلى دراسة الباحثين من بريطانيا وغيرها عن تأثيرات الجهود العالمية لخفض وفيات الأجنة وفق ما تم نشره ضمن عدد 18 يناير (كانون الثاني) الحالي لمجلة «لانسيت» الطبية البريطانية Lancet.

* حالات الإملاص

* وتعرّف الأوساط الطبية ولادة جنين ميت بأنها «إملاص» Stillbirth. وتأتي هذه الدراسة البريطانية الحديثة ضمن مجموعة «سلسة إنهاء الإملاص الذي يُمكن منع حصوله» The Ending Preventable Stillbirth Series وهو البرنامج الذي يعمل فيه أكثر من مائتي خبير ومنهم الموظفون بمنظمة الصحة العالمية وبرنامج الصحة الإنجابية HRP. ونشرت مجلة «لانسيت» ست دراسات طبية منها ضمن العدد المذكور. ووفق ما تشير إليه منظمة الصحة العالمية: «يوفر البرنامج أدلة علمية لجهود عمل الآباء والأمهات والعاملين في مجال الرعاية الصحية»، وتضيف منظمة الصحة العالمية أن هذه السلسلة تتألف من ست دراسات طبية هي: «الملخص التنفيذي: الإنهاء الممكن للإملاص»، «الإملاص: التقدم المحرز والأعمال غير المنجزة»، و«الإملاص: المعدلات، عوامل الخطر، والتسارع نحو 2030» و«الإملاص: الآثار الاقتصادية والنفسية والاجتماعية» و«الإملاص: تذكير للعمل في البلدان ذات الدخل المرتفع» و«الإملاص: إنهاء حصول الوفيات التي يمكن تجنبها بحلول عام 2030».
وكان الباحثون قد لاحظوا في نتائج دراستهم أن حالات الإملاص لا تزال شائعة جدًا، وأن ثمة أكثر من 2،6 (اثنين فاصلة ستة) مليون حالة وفاة إملاص تحصل في العالم سنويًا، أي بمعدل 7200 وفاة في كل يوم، ووجد الباحثون أيضًا أن نصف تلك الوفيات تحصل خلال عملية الولادة، وأن 98 في المائة من تلك الوفيات تحصل في الدول ذات الدخل المتدني أو المتوسط.
وعلق كل من ريتشارد هورتن وإيداني ساماراسيكيرا، وهما محرران طبيان في مجلة «لانسيت»، على الدراسة البريطانية الحديثة في كتابتهم مقالة تعريفية بالدراسة بالقول: «لا يزال عدد حالات الإملاص مرتفع بشكل يُشبه صوت النذير 2،6 (اثنين فاصلة ستة) مليون وفاة إملاص سنويًا، ولكن ما هو في الحقيقة مخيف أكثر هو رقم 1، 3 (واحد فاصلة ثلاثة) مليون وفاة تحصل سنويًا للأجنة داخل الرحم وخلال عملية الولادة نفسها Intrapartum، وفكرة وجود جنين كان على قيد الحياة عند بدء عملية الولادة، ثم خرج ميتًا لأسباب يُمكن الوقاية منها هو بالفعل أمر يجدر أن يُنظر إليه على أنه فضيحة صحية Health Scandal ذات أبعاد عالمية ومع ذلك لا يُنظر إليها هكذا».

* الأسباب

* ووفق ما توصل إليه الدكتور جوي لايون، رئيس فريق البحث في الدراسة البريطانية من كلية طب المناطق الحارة والنظافة بلندن، فإن النتائج لم تكن كلها ذات وقع سيئ، بل أشار الباحثون في نتائجهم إلى عدد من الأمور الإيجابية، منها أن معدل وفيات الأمهات انخفض بمقدار 3 في المائة ومعدل وفيات الأطفال الحديثي الولادة انخفض بنسبة 3،1 في المائة (ثلاثة فاصلة واحد) ومعدل وفيات الأطفال ما دون عمر 5 سنوات انخفض بمقدار 4،5 في المائة (أربعة فاصلة خمسة) خلال الفترة ما بين عام 2000 و2015. وبالمقابل أضاف الباحثون أن هناك أسبابا متعددة للإملاص يُمكن تفاديها ومنع حصولها، وأشاروا تحديدًا إلى أن 8 في المائة من حالات الإملاص مرتبطة بعدوى مرض الملاريا، و8 في المائة أخرى مرتبطة بمرض السفلس الجنسي، وسوء التغذية لدى الأمهات سبب في 10 في المائة أخرى من أسباب الإملاص.
كما لاحظ الباحثون تباينًا جغرافيًا في مدى انتشار حالات الإملاص، وأفادوا أن مناطق جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا تشهد أعلى معدلات لحصول حالات الإملاص على مستوى العالم وأنها من أبطأ مناطق العالم نموًا. وأضافوا أن الإملاص لا يزال مشكلة صحية في بعض الدول الأكثر تطورًا، وخصوصا في تلك الدول التي ثمة فجوة واسعة بين الأغنياء والفقراء مثل آيسلندا وأوكرانيا، وفيهما ترتفع حالات الإملاص بمقدار الضعف لدى النساء اللواتي دخلهن المادي متدن مقارنة بالنساء اللواتي لديهن دخل مادي مرتفع نسبيًا وكاف لهن في الدول نفسها.
ولاحظ الباحثون أن بعض الدول، مثل هولندا، شهدت تطورًا إيجابيًا في تقليل نسبة حالات الإملاص بمقدار 7 في المائة فيما بين عام 2000 و2015. ومن بين الدول المُصنفة ذات دخل متوسط أو متدن، شهدت كل من بنغلاديش وكمبوديًا ورواندا انخفاضًا بمقدار تراوح ما بين 4 إلى 3 في المائة في معدلات حالات الإملاص في تلك الفترة الزمنية نفسها. وأشار الباحثون إلى أن ضعف الرعاية الصحية المُقدمة للحوامل في الدول الغنية يتسبب في 30 في المائة من حالات الإملاص. وتوصل الباحثون إلى ضرورة إجراء دراسات منهجية لتتبع معرفة أسباب الإملاص، وأن ارتفاع نسبة الحوامل اللواتي يتمتعن بصحة جيدة وبوزن صحي هما عاملان مهمان في تحسين فرص الحمل ونتائج عملية الحمل على الأم والجنين.

* تجربة مريرة

* وطرق الباحثون جوانب أخرى لحالات الإملاص، وهي الآثار النفسية والاجتماعية، ولاحظوا أن ثمة عدم اهتمام بهذه الجوانب، وأن بعض الآباء والأمهات يُعانون من عدم القدرة على الحديث عن التجربة التي مروا بها نظرًا لأن أقاربهم وأصدقاءهم لا يودون سماع ذلك ولا يرتاحون للحديث عنه، هذا على الرغم من أن 70 في المائة من النساء اللواتي تعرض أجنتهن للإملاص في الدول الغنية لديهن أعراض نفسية إكلينيكية واضحة بُعيد فقدهن أجنتهن، وهو ما قد يستمر لديهن لسنوات. وأن ثمة نوعًا من وصمة العار Stigma التي تُصيب الأمهات اللواتي تعرض أجنتهن للإملاص في الدول المتدنية الدخل.
وفي دراسة أخرى للدكتور ليوك بيرنز، من باحثي منظمة الصحة العالمية بسويسرا، لاحظ الباحثون فيها أن رقم 7200 وفاة في اليوم نتيجة الإملاص هي لا تزال مشكلة مهمشة، وأن نصف الوفيات التي تحصل خلال عملية الولادة هي بالإمكان منعها بتحسين جودة الرعاية الطبية المُقدمة والكشف المبكر عن عوامل الخطورة المحتملة التي يُمكن أن تهدد سلامة ولادة الجنين حيًا ومعافى.

حياة الأجنة

ووفاة الجنين Fetal Death أحد الاحتمالات الواردة خلال عملية الحمل، ونحو 15 في المائة من حالات الحمل المعروفة لدى الأم والمتأكد من حصوله Confirmed Pregnancies تنتهي بوفاة الجنين خلال وقت ما من عمر الحمل.
ويبدأ الحمل من نجاح الحيوان المنوي للرجل في تلقيح البويضة الأنثوية، ويُقسم الحمل إلى ثلاث فترات، المرحلة الأولى ثم الثانية ثم الثالثة، ولكن يُقاس عمر الحمل بالأسابيع. وفي الولايات المتحدة، فإن وفاة الجنين قبل بلوغ عمر 20 أسبوع من الحمل في الولايات المتحدة تُسمى الإجهاض Abortion، ووفاة الجنين في عمر 20 أسبوعا وما فوق تُسمى بالإملاص. والإجهاض نوعان: إما إجهاض تلقائي Spontaneous Abortion أو Miscarriage، وهناك نوع آخر من الإجهاض هو الإجهاض المُستحث Induced Abortion، أي الذي تم تحفيز حصوله لأسباب متعددة. وتشير الإحصائيات الطبية إلى أن 40 في المائة من حالات نجاح الحيوان المنوي في تلقيح البويضة تنتهي بالإجهاض، وغالبًا قبل أن تعلم أو تشعر المرأة بأنها حامل ودون أن يتم تأكيد ذلك طبيًا، أي غالبًا في الثلث الأول من عمر الحمل، وغالبية ذلك إما بسبب اضطرابات كروموسومية أو اضطرابات في هرمونات الأنوثة.
وتشير المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض واتقائها CDC إلى أن الإملاص هو موت الجنين قبل أو أثناء عملية الولادة، وتحديدًا بعد بلوغ الجنين عمر 20 أسبوعا وفق القانون الأميركي، وتضيف أن ثمة اختلافات فيما بين الدول حول هذا الأمر ومنها منْ تعتبر الإملاص بعد بلوغ الحمل عمر 28 أسبوعا. وتفيد أن الإملاص ينقسم إلى ثلاثة أنواع، نوع «الإملاص المبكر» Early Stillbirth تحصل فيه وفاة الجنين فيما بين عمر 20 إلى 27 أسبوعا، ونوع «الإملاص المتأخر» Late Stillbirth تحصل فيه الوفاة فيما بين عمر 28 إلى 36 أسبوعا، ونوع يُسمى «إملاص حال الولادة» Term Stillbirth وفيه يكون الجنين حيا وبعمر فوق 36 أسبوعا ويتوفى خلال مراحل عملية الولادة. وتُضيف أن التطور الطبي خلال الثلاثين سنة الماضية أدى إلى انخفاض معدلات حصول الإملاص المتأخر والإملاص حال الولادة، ولكن بقيت معدلات الإملاص المبكر على ما كانت عليه، وأن الإحصائيات الحديثة في الولايات المتحدة تشير إلى حصول نحو 24 ألف حالة إملاص خلال عام 2013.
هذا ولا تزال أسباب كثير من حالات الإملاص غير معروفة Unexplained Stillbirth، وهي تشكل أكثر من نصف حالات الإملاص، مما يترك الأم الحامل وأسرتها يعانون من الحزن دون معرفة إجابات على أسئلتهم، وتجدر الإشارة إلى «الإملاص» ليس سبب الوفاة بل هو وصف لحالة وفاة الجنين، وبعض النساء يلمن أنفسهن ولكن من النادر أن تحصل وفاة الجنين خلال تلك الفترة لشيء أو سبب فعلته المرأة الحامل. وتضيف المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض واتقائها إلى أن حالات الإملاص المعروفة السبب تنقسم إلى ثلاثة أقسام كبيرة، أولها مشكلات لدى الجنين كالمشكلات الجينية أو العيوب الولادية في بناء الجسم وأعضائه وأجهزته أو الالتهابات الميكروبية، وثانيها مشكلات في المشيمة أو الحبل السُرّي وهما اللذان من خلالهما تتم تغذية الجنين وتزويده بالأكسجين، وثالثها اضطرابات صحية لدى الأم الحامل كسكري الحمل وارتفاع ضغط الدم والسمنة والتدخين وتكرار الحمل وصغر سن الحامل أو عمرها فوق الخامسة والثلاثين وغيرها. وتذكر المؤسسة القومية الأميركية لصحة الطفل والتطور البشري أن غالبية الأمهات اللواتي يُصيب حملهن الإملاص يعودن للحمل والولادة لاحقًا بشكل طبيعي ويلدن أطفالا أصحاء.
* استشارية في الطب الباطني



تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)
تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)
TT

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)
تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)

أظهرت دراسة حديثة أن تخطي وجبة الإفطار في منتصف العمر قد يجعلك أكثر بدانةً، ويؤثر سلباً على صحتك، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

ووُجد أن تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية، وخفض الكوليسترول، ومؤشر كتلة الجسم، وحجم الخصر.

تمَّت دراسة نحو 380 إسبانياً يعانون من زيادة الوزن، و«متلازمة التمثيل الغذائي» لمدة 3 سنوات، مع جمع البيانات حول صحتهم، وأوزانهم، وعادات تناول الإفطار.

و«متلازمة التمثيل الغذائي» هي مجموعة من الحالات التي تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، مثل السكتة الدماغية أو النوبة القلبية. علامات «متلازمة التمثيل الغذائي» هي السمنة، ومقاومة الإنسولين، وارتفاع ضغط الدم، وكثير من الدهون في الدم. ويُعتَقد بأن نحو 1 من كل 4 بريطانيين بالغين يعانون من هذه المتلازمة.

وجدت الدراسة الإسبانية أن وجبة إفطار كبيرة، تمثل بين 20 في المائة و30 في المائة من إجمالي السعرات الحرارية اليومية، كانت أفضل للصحة من وجبة إفطار صغيرة، أو وجبة ضخمة، أو تخطيها بالكامل.

توصي إرشادات «هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية» بتناول 2000 سعر حراري يومياً للنساء و2500 للرجال. ويجب أن تمثل وجبة الإفطار رُبع هذا الرقم، كما أوصت الدراسة بنحو 500 سعرة حرارية للنساء و625 للرجال.

كان مؤشر كتلة الجسم لدى الأشخاص المشاركين في الدراسة الذين تناولوا وجبة إفطار بهذا الحجم كل صباح أقل من أولئك الذين تخطوا وجبة الإفطار، وكانت خصورهم أصغر بمقدار بوصة.

وكان الأشخاص الذين تناولوا وجبات إفطار كبيرة (أكثر من 30 في المائة من السعرات الحرارية اليومية الموصى بها) أكبر حجماً من أولئك الذين تخطوها تماماً.

وتضيف الدراسة مصداقية إلى المثل القديم القائل إن وجبة الإفطار من أهم الوجبات في اليوم. وتُظهر البيانات أنها خفَّضت الكوليسترول، بالإضافة إلى مساعدتها على تحسين كمية الدهون بالدم.

وقالت كارلا أليخاندرا بيريز فيجا، مؤلفة الدراسة، من معهد أبحاث مستشفى ديل مار في برشلونة، لصحيفة «التليغراف»: «لقد ركّزنا حصرياً على تحليل وجبة الإفطار، لذلك لا يمكننا أن نستنتج أن وجبة الإفطار أكثر أهمية من الوجبات الأخرى».

وأضافت: «لكنها دون شك وجبة مهمة، لأنها تلعب دوراً حاسماً في كسر فترة الصيام الطويلة؛ بسبب النوم. في دراستنا، تم تضمين الأفراد الذين تخطوا وجبة الإفطار في المجموعة التي استهلكت طاقة أقل من 20 - 30 في المائة الموصى بها من المدخول اليومي».

وأضافت: «أظهر هؤلاء الأفراد زيادة أكثر بالوزن بمرور الوقت مقارنة بأولئك الذين تناولوا وجبة إفطار معتدلة وعالية الجودة. تشير الأدلة السابقة، بالإضافة إلى النتائج التي توصلنا إليها، إلى أن تناول وجبة إفطار صحية منتظمة قد يدعم التحكم في الوزن».