البروتين الحيواني مفيد أم مُضرّ للصحة؟

دراسة جديدة تدحض المخاوف الشائعة من استهلاكه

لضرورة التوازن بين البروتين الحيواني والنباتي (جامعة هارفارد)
لضرورة التوازن بين البروتين الحيواني والنباتي (جامعة هارفارد)
TT

البروتين الحيواني مفيد أم مُضرّ للصحة؟

لضرورة التوازن بين البروتين الحيواني والنباتي (جامعة هارفارد)
لضرورة التوازن بين البروتين الحيواني والنباتي (جامعة هارفارد)

يُعدّ البروتين الحيواني مصدراً غنياً بعدد من العناصر الغذائية الأساسية، مثل الأحماض الأمينية الضرورية، والحديد، والزنك. ويشمل ذلك اللحوم، والأسماك، والبيض، والحليب ومشتقاته. وهو جزء أساسي من النظام الغذائي لكثيرين، إذ يوفّر العناصر اللازمة لبناء العضلات، ودعم وظائف الأعضاء، وتعزيز صحة الجهاز المناعي.

ويثير البروتين الحيواني جدلاً واسعاً بين العلماء والأطباء؛ ففي حين تشير بعض الدراسات إلى أنّ استهلاك اللحوم الحمراء ومنتجات الألبان قد يقلّل خطر الوفاة بالسرطان أو أمراض أخرى بفضل محتواها من الأحماض الأمينية والفيتامينات والمعادن، ترى دراسات أخرى أنّ الإفراط في تناولها يرتبط بزيادة خطر أمراض القلب وارتفاع الكوليسترول وبعض أنواع السرطان.

وبشكل عام، يُنصح البالغون بتناول نحو 0.8 غرام من البروتين يومياً لكل كيلوغرام من وزن الجسم، وفقاً للتوصيات الغذائية المعتمدة.

خطر الوفاة

في أحدث الدراسات، كشف باحثون من جامعة ماكماستر الكندية عن أنّ تناول البروتين الحيواني يمكن أن يقلّل وفيات السرطان.

وأوضحوا أنّ هذه الدراسة تقدّم رؤية أوضح وأكثر دقة بشأن الجدل الدائر حول البروتين الحيواني؛ إذ تدحض المخاوف الشائعة من أنّ استهلاكه قد يزيد خطر الوفاة. ونُشرت النتائج، الجمعة، في دورية «علم وظائف الأعضاء التطبيقية والتغذية والتمثيل الغذائي».

وخلال الدراسة، حلّل الباحثون بيانات نحو 16 ألف شخص بالغ من خلال «المسح الوطني الأميركي للصحة والتغذية»، لدراسة أنماط استهلاك البروتين الحيواني والنباتي وعلاقتها بخطر الوفاة.

وأظهرت النتائج أنّ زيادة استهلاك البروتين الحيواني لم ترتبط بارتفاع خطر الوفاة، بل لُوحظ انخفاض طفيف، لكن مهم إحصائياً في معدل الوفيات المرتبطة بالسرطان بين من تناولوا كميات أكبر من البروتين الحيواني.

كما لم يجد الباحثون أي علاقة بين إجمالي البروتين، سواء من مصدر حيواني أو نباتي، وخطر الوفاة لأي سبب أو من أمراض القلب أو السرطان. وقدّمت الدراسة رؤية أوضح للجدل القائم حول البروتين الحيواني، مبيّنة أنّ استهلاكه المعتدل قد يحمل فائدة وقائية.

لدمج البروتين النباتي مع الحيواني ضمن النظام الغذائي اليومي (جامعة هارفارد)

فوائد صحية

تُظهر الدراسات الحديثة أنّ البروتين الحيواني يقدّم فوائد صحية متعدّدة، خصوصاً عند استهلاكه باعتدال ضمن نظام غذائي متوازن؛ أبرزها دعم نمو العضلات؛ إذ يحتوي على جميع الأحماض الأمينية الأساسية، مما يجعله مثالياً لبناء العضلات وصيانتها. وتشير الدراسات إلى أنّ البروتين الحيواني يحفّز تخليق البروتين العضلي بفاعلية أكبر مقارنة بالبروتينات النباتية، مما يُسهم في الحفاظ على الكتلة العضلية، خصوصاً لدى كبار السن.

تعزيز الشبع وإدارة الوزن

تُعزّز الأنظمة الغذائية الغنية بالبروتين الحيواني الشعور بالشبع، وتقلّل الرغبة في تناول الطعام، مما يساعد على تقليل استهلاك السعرات الحرارية. وأظهرت الدراسات أنّ استبدال البروتين بجزء من الكربوهيدرات يُحسّن جودة النظام الغذائي ويساعد على إدارة الوزن.

كما يُعد البروتين عنصراً أساسياً في تكوين العظام. وتشير الدراسات إلى أنّ استهلاك كميات معتدلة من البروتين الحيواني يُسهم في زيادة كثافة المعادن بالعظام، مما يقلّل من مخاطر الإصابة بهشاشة العظام. كما يُسهم في إنتاج النواقل العصبية، مثل السيروتونين والدوبامين، مما يحسّن المزاج ويقلّل من أعراض الاكتئاب والقلق. وهو أيضاً مصدر غني بالحديد وفيتامين «ب12»، وهما عنصران ضروريان لنمو الأطفال وتطوّرهم في المراحل المبكرة.

البروتين الحيواني يشمل اللحوم والأسماك والبيض والحليب ومشتقاته (جامعة ماكماستر)

متى يكون البروتين الحيواني ضاراً؟

تشير الدراسات إلى أنّ استهلاك كميات كبيرة من اللحوم الحمراء والمعالجة قد يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، والسكري من النوع الثاني، وبعض أنواع السرطان، خصوصاً سرطان القولون والمستقيم، وفق دراسة نشرتها دورية «المجلة الدولية للسرطان».

كما أظهرت دراسة نُشرت في دورية «الدوران» أنّ الإفراط في استهلاك البروتين الحيواني يرتبط بزيادة خطر الوفاة بسبب الأمراض القلبية الوعائية.

وأشارت بعض الدراسات أيضاً إلى أنّ الإفراط في استهلاك البروتين الحيواني قد يؤثر سلباً في صحة العظام والكلى، إذ أوضحت دراسة نُشرت في دورية «التغذية» أنّ كميات كبيرة من البروتين قد تسبب اضطراباً في توازن الكالسيوم بالجسم.

السرّ في التوازن

وبين الفوائد والأضرار، يؤكّد خبراء التغذية أنّ تناول البروتين الحيواني باعتدال هو الطريقة الأمثل للاستفادة من فوائده الصحية دون التعرّض للمخاطر المرتبطة بالإفراط فيه.

ووفق الدراسات، يُفضَّل التركيز على مصادر بروتينية صحية مثل الدواجن والأسماك، مع الحدّ من اللحوم الحمراء والمعالجة قدر الإمكان.

كما يوصي الخبراء بدمج مصادر البروتين النباتية، مثل البقوليات، والمكسّرات، والحبوب مع مصادر البروتين الحيوانية ضمن النظام الغذائي اليومي. هذا التوازن يساعد على تلبية حاجات الجسم من الأحماض الأمينية والفيتامينات والمعادن، ويُسهم في تحسين صحة القلب والتمثيل الغذائي.

كما يُنصح بتجنُّب اللحوم المعالَجة، مثل النقانق واللحوم المدخّنة، لارتباطها بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب وبعض أنواع السرطان، واستبدال مصادر بروتينية طبيعية وغير معالجة بها، لضمان الحصول على فوائد البروتين من دون التعرُّض لمخاطر صحية.


مقالات ذات صلة

أفضل الوجبات الخفيفة والصحية أثناء السفر

صحتك الفاكهة الطازجة والمجففة من أفضل الوجبات الخفيفة للسفر (رويترز)

أفضل الوجبات الخفيفة والصحية أثناء السفر

قد تُشكل عطلة نهاية العام فترة مرهقة من السنة، لا سيما مع استغلال البعض لها للتخطيط لرحلات السفر، وما يصاحب ذلك من صعوبة في اختيار الطعام الصحي المناسب للطريق.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك الفواكه والخضراوات الغنية بفيتامين «سي» تقوي مناعة الجسم لمواجهة الالتهابات والفيروسات (جامعة هارفارد)

8 فواكه وخضراوات تعزز مناعة الجسم في الشتاء

في ذروة فصل الشتاء، تزداد الحاجة إلى دعم الجهاز المناعي لمواجهة نزلات البرد والإنفلونزا، ويبرز فيتامين «سي» عنصراً أساسياً في هذا السياق.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك قشر البيض يُحسّن مظهر الشعر والبشرة (رويترز)

تناول قشر البيض قد يحميك من التجاعيد

كشفت إحدى الدراسات عن أن هناك جزءاً غير متوقع من البيض غني بالعناصر الغذائية التي تُحسّن مظهر الشعر والبشرة، وهذا الجزء هو قشر البيض.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الكثير من الأشخاص لا يستطيعون مقاومة الرغبة في تناول السكريات في بداية اليوم (رويترز)

4 أسباب تدفعك لاشتهاء السكريات في وجبة الإفطار

إذا كنت من الأشخاص الذين لا يستطيعون مقاومة الرغبة في تناول السكريات في بداية اليوم، فأنت لست وحدك. فالكثير منا يشعر بتلك الرغبة المزعجة عند تناول وجبة الإفطار.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك  عائلة البقوليات مليئة بالعناصر الغذائية بما فيها النحاس والحديد والمغنسيوم (رويترز)

فوائد صحية مُذهلة للبقوليات والحبوب الكاملة

تلعب جودة الكربوهيدرات وكمّيتها بالنظام الغذائي دوراً حاسماً في تطوّر الخرف وفق دراسة حديثة أجراها فريق من باحثي التغذية والصحة الأيضية

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

للتصدي لعلامات الشيخوخة... تناول هذا المشروب

الكفير هو منتَج ألبان مخمر (بكسباي)
الكفير هو منتَج ألبان مخمر (بكسباي)
TT

للتصدي لعلامات الشيخوخة... تناول هذا المشروب

الكفير هو منتَج ألبان مخمر (بكسباي)
الكفير هو منتَج ألبان مخمر (بكسباي)

كشفت دراسة جديدة أن هناك مشروباً رائجاً، لطالما اشتهر بدعمه لصحة الأمعاء، قد يُساعد أيضاً في الوقاية من بعض علامات الشيخوخة أو حتى عكسها.

وحسب صحيفة «نيويورك بوست» الأميركية، فإن هذا المشروب هو الكفير.

والكفير هو منتَج ألبان مخمر، ينتَج من أنواع مختلفة من الحليب، بما في ذلك الأبقار والماعز والأغنام. وسبق أن أكدت الأبحاث أنه يعزز تكاثر بكتيريا الأمعاء الصحية.

وأجريت الدراسة الجديدة بواسطة فريق من جامعة شينشو اليابانية، وبحثت في الفوائد المحتملة للكفير فيما يتعلق بالتقدم في السن.

ومع تقدم العمر، يضعف جهاز المناعة وتتباطأ خلاياه، مما يعيق انقسامها بشكل سليم، كما أوضح الباحثون.

ويُحفز هذا التباطؤ التهاباً مزمناً يُسهم في انتشار كثير من الأمراض المرتبطة بالشيخوخة، بينما تضعف أعضاء حيوية، مثل الغدة الزعترية والكبد، تدريجياً، وتفقد وظائفها.

ولطالما عرف الباحثون أن مشروبات مثل الكفير تحتوي على بكتيريا حمض اللاكتيك، التي يُعتقد أن لها تأثيرات مضادة للميكروبات، ومضادة للالتهابات، وحتى مضادة للسرطان. مع ذلك لا تزال آلية عمل هذه الفوائد غير واضحة تماماً.

وللكشف عن ذلك، قام الفريق بتغذية فئران مسنة بسلالة معطلة حرارياً من بكتيريا حمض اللاكتيك المعزولة من الكفير - وهي بكتيريا Lentilactobacillus kefiri YRC2606 - على مدى ثمانية أسابيع، ثم قاموا بتحليل صحة جهازها المناعي.

ووجدوا أن الفئران التي أُعطيت هذه البكتيريا أظهرت تغيرات أقل مرتبطة بالتقدم في السن في أعضاء رئيسية مثل الغدة الزعترية والكبد.

كما انخفضت علامات الالتهاب، بالإضافة إلى مستويات البروتينات التي تمنع عادةً انقسام الخلايا - وهو عامل رئيسي في شيخوخة الأنسجة.

وتشير هذه النتائج، الأولى من نوعها، إلى أن البكتيريا المستخلصة من الكفير قد تساعد في الحفاظ على قوة الجهاز المناعي مع تقدم العمر، وفقاً لما أكدته المؤلفة الرئيسية للدراسة، هيروكا ساساهارا.

وقالت ساساهارا في بيان: «هذه النتائج تعني أن بكتيريا YRC2606 الموجودة في الكفير قد تكون مفيدة في علاج الأمراض المرتبطة بالشيخوخة، والحفاظ على وظائف المناعة لدى كبار السن».

ويتميز الكفير بغناه بالعناصر الغذائية، إذ يُوفر كوب واحد منه حوالي 9 غرامات من البروتين، وأكثر من ثلث الكمية اليومية الموصى بها من الكالسيوم للبالغين، وهو عنصر أساسي لعظام قوية. كما يُوفر الكفير كميات صحية من الفوسفور والمغنسيوم وفيتامينات B12 وB2 وD وK2.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الكفير غني بالبروبيوتيك، وهي كائنات دقيقة نافعة يُعتقد أنها تُعزز الصحة بطرق كثيرة، بدءاً من تحسين الهضم والتحكم في الوزن، وصولاً إلى تعزيز الصحة النفسية.

قد تُساعد البروبيوتيك أيضاً في علاج مشاكل مثل متلازمة القولون العصبي والإسهال والحساسية، بل وقد تُعزز صحة القلب عن طريق خفض الكولسترول الضار.

أظهرت الأبحاث أن أحد أنواع البروبيوتيك الموجودة في الكفير، وهو بكتيريا لاكتوباسيلوس كفيري، يُمكنه تثبيط نمو البكتيريا الضارة، بما في ذلك السالمونيلا والإشريكية القولونية.


ما تأثير عصير التوت على ضغط الدم؟

يتميز التوت الأزرق والعنب بخصائص تُحسّن صحة القلب (بيكسباي)
يتميز التوت الأزرق والعنب بخصائص تُحسّن صحة القلب (بيكسباي)
TT

ما تأثير عصير التوت على ضغط الدم؟

يتميز التوت الأزرق والعنب بخصائص تُحسّن صحة القلب (بيكسباي)
يتميز التوت الأزرق والعنب بخصائص تُحسّن صحة القلب (بيكسباي)

يعتبر عصير التوت، خصوصاً التوت البري، مفيداً لضغط الدم لأنه غني بمركبات الفلافونويد ومضادات الأكسدة مثل «الأنثوسيانين» التي تساعد على تحسين وظيفة الأوعية الدموية وزيادة إنتاج أكسيد النيتريك، مما يساهم في استرخاء الأوعية وخفض ضغط الدم، خصوصاً الانقباضي، ويقلل من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم على المدى الطويل، ويعمل مكملاً غذائياً داعماً لصحة القلب.

وعصير التوت قد يكون داعماً طبيعياً لصحة القلب وخفض ضغط الدم بفضل مضادات الأكسدة، لكن فعاليته تبقى مشروطة بالاعتدال وبكونه جزءاً من نظام غذائي متوازن، لا بديلاً عن العلاج الطبي.

كيف يساعد عصير التوت؟

تحسين وظيفة الأوعية الدموية: مركبات التوت تحسن وظيفة البطانة الداخلية للأوعية الدموية، مما يساعد على تنظيم تدفق الدم.

زيادة أكسيد النيتريك: يعزز إنتاج أكسيد النيتريك، الذي يسبب استرخاء الأوعية الدموية وتوسعها.

تأثير مضاد للأكسدة: يقلل من الضرر التأكسدي الذي يؤثر على وظيفة الأوعية.

خفض ضغط الدم: تشير الدراسات إلى أن الاستهلاك المنتظم يقلل من خطر الإصابة بارتفاع الضغط ويخفضه بشكل ملحوظ لدى بعض الأفراد.

أنواع التوت والعناصر المفيدة

التوت البري: غني بالأنثوسيانين ويُعتبر من أغنى المصادر له.

الفراولة والتوت: مصادر غنية أيضاً بهذه المركبات المفيدة.

مركبات نشطة: يحتوي التوت على الأنثوسيانين والبروسيانيدينات التي تعمل مضادات للأكسدة.

ماذا يقول العلم؟

أفادت دراسة منشورة في المكتبة الوطنية للطب بأن هناك علاقة بين استهلاك التوت الغذائي وتنظيم ضغط الدم لدى البشر، إلا أن النتائج لا تزال متباينة بسبب اختلاف أنواع التوت، وجرعات الاستهلاك، وخصائص المشاركين. وتؤكد الأبحاث أن الأنماط الغذائية الغنية بالفواكه والخضراوات ترتبط بانخفاض ضغط الدم، نتيجة محتواها من البوتاسيوم، والألياف، والفيتامينات مثل فيتامين سي، إضافة إلى دورها في ضبط الوزن. ومع أن هذه الخصائص مشتركة بين معظم الفواكه، فإن التوت يتميز بغناه بالبوليفينولات ذات التأثيرات القلبية الوعائية المحتملة.

وتشير أبحاث منشورة في دوريات علمية مثل (المجلة الأميركية للتغذية السريرية) إلى أن التوت، خصوصاً التوت الأزرق والأسود، غنيٌّ بمركبات الفلافونويدات والأنثوسيانين، وهي مضادات أكسدة قوية تساهم في تحسين وظيفة بطانة الأوعية الدموية وتعزيز تمدد الشرايين، ما يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم الانقباضي والانبساطي.

وفي دراسة لجامعة هارفارد، وجدت أن الاستهلاك المنتظم للتوت يرتبط بانخفاض ملموس في ضغط الدم وتقليل خطر أمراض القلب.

لكن في المقابل، يحذّر خبراء تغذية من الإفراط في تناول عصير التوت تحديداً، إذ يحتوي على سكر طبيعي مُركّز يفوق ما في الثمرة الكاملة، ما قد يحدّ من فوائده لدى مرضى الضغط أو السكري إذا استُهلك بكميات كبيرة. لذلك توصي الدراسات بتناوله باعتدال، ويفضَّل أن يكون دون إضافة سكر، أو استبداله بتناول التوت كاملاً للاستفادة من الألياف التي تساعد على تنظيم امتصاص السكر.


مكمل غذائي قد يحميك من السكري وأمراض القلب

مكملات «أوميغا 3» (أرشيفية - رويترز)
مكملات «أوميغا 3» (أرشيفية - رويترز)
TT

مكمل غذائي قد يحميك من السكري وأمراض القلب

مكملات «أوميغا 3» (أرشيفية - رويترز)
مكملات «أوميغا 3» (أرشيفية - رويترز)

كشفت دراسة جديدة أن تناول مكمل «أوميغا 3» يمكن أن يساعد في الوقاية من السكري وأمراض القلب.

وحسب صحيفة «الإندبندنت»، فقد حلل الباحثون 67 دراسة سابقة، ووجدوا أن ارتفاع مستوى أحماض «أوميغا 3» الدهنية في الدم الموجودة بشكل رئيسي في زيت السمك، وتحديداً حمض الإيكوسابنتاينويك (EPA)، وحمض الدوكوساهيكسانويك (DHA)، يرتبط بانخفاض معدل الإصابة بداء السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب والأوعية الدموية.

ولفهم هذه العلاقة بشكل أفضل، قام الفريق بتجنيد 40 متطوعاً سليماً لا يتناولون أي أدوية للمشاركة في دراسة سريرية في معهد مونتريال للأبحاث السريرية بين عامي 2013 و2019.

وخضع المشاركون لبرنامج تدخلي لمدة 12 أسبوعاً، تضمن تناول مكملات «أوميغا 3» بجرعة 2.7 غرام من حمض الإيكوسابنتاينويك، وحمض الدوكوساهيكسانويك يومياً، مع الحفاظ على نظامهم الغذائي المعتاد.

وقام الفريق بقياس استقلاب الكربوهيدرات والدهون لدى المشاركين، بالإضافة إلى الاستجابات الالتهابية، خصوصاً في أنسجتهم الدهنية، قبل وبعد تناول المكملات.

ويعد الالتهاب آلية دفاعية طبيعية تساعد الجسم على مكافحة العدوى. مع ذلك عندما يستمر الالتهاب لفترة طويلة حتى في غياب العدوى، فإنه يُسهم في تطور الأمراض المزمنة، بما في ذلك داء السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب والأوعية الدموية.

وهدفت هذه الدراسة إلى استكشاف ما إذا كان البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL) يُحفز الالتهاب المزمن في الأنسجة الدهنية للمشاركين، وما إذا كان بإمكان أحماض الإيكوسابنتاينويك والدوكوساهيكسانويك الموجودة في مكملات «أوميغا 3» علاج هذا الأمر.

ووجد الفريق أنه قبل تناول مكملات «أوميغا 3»، كان لدى الأفراد ذوي المستويات المرتفعة من البروتين الشحمي B (وهو جزء من البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL)) في الدم، التهاب في الأنسجة الدهنية أعلى من الأفراد ذوي مستويات البروتين الشحمي B المنخفضة.

وارتبط التهاب الأنسجة الدهنية لدى الأفراد ذوي مستويات البروتين الشحمي B المرتفعة باضطرابات في استقلاب الكربوهيدرات والدهون، مما يزيد من خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب والأوعية الدموية.

وأدى تناول أحماض الإيكوسابنتاينويك والدوكوساهيكسانويك لمدة ثلاثة أشهر إلى تقليل قدرة البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL) لدى المشاركين على تحفيز الالتهاب في أنسجتهم الدهنية.

كما أنه قضى على العلاقة بين التهاب الأنسجة الدهنية الناتج عن البروتين الدهني منخفض الكثافة أو غيره من المحفزات الأيضية والميكروبية، وكثير من عوامل خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب والأوعية الدموية.

بالإضافة إلى ذلك، حسّن كلٌّ من حمض الإيكوسابنتاينويك وحمض الدوكوساهيكسانويك قدرة المشاركين على إفراز الإنسولين استجابةً لارتفاع مستوى السكر في الدم، وعلى التخلص من الدهون في الدم بعد تناول وجبة غنية بالدهون.

وتعد أحماض الإيكوسابنتاينويك والدوكوساهيكسانويك من الأحماض الدهنية الأساسية، ويجب الحصول عليهما من خلال النظام الغذائي، إذ لا يستطيع الجسم تصنيعهما بكميات كافية.

وتوصي مؤسسة القلب والسكتة الدماغية الكندية بتناول حصتين من السمك أسبوعياً، خصوصاً الأسماك الدهنية، مثل الرنجة والسلمون والماكريل. ويمكن أن يوفر هذا المدخول حوالي 3 غرامات من حمض الإيكوسابنتاينويك، وحمض الدوكوساهيكسانويك أسبوعياً.

كما توجد أحماض «أوميغا 3» الدهنية في الأطعمة النباتية، مثل بذور الكتان والشيا والجوز واللوز. ومع ذلك، لا يستطيع الجسم تحويل «أوميغا 3» النباتية إلى أحماض الإيكوسابنتاينويك والدوكوساهيكسانويك بكميات كافية.

وفي عام 2021، كان ما يقارب 6 في المائة من سكان العالم، أي 529 مليون شخص، مصابين بداء السكري، وغالبيتهم من النوع الثاني. وفي العام نفسه، نُسبت 106 ملايين حالة وفاة إلى هذا المرض.

ويُعدّ داء السكري من النوع الثاني مرضاً معقداً يتطور تدريجياً عندما يعجز الجسم عن إنتاج كمية كافية من الإنسولين أو عن استخدامه بكفاءة. وتُضعف هذه الاختلالات قدرة الجسم على استخدام وتخزين السكريات والدهون والبروتينات بشكل سليم.

ويزيد داء السكري من النوع الثاني من خطر الإصابة بكثير من الأمراض، بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية.