لماذا يصيبنا التوتر بسبب الرطوبة؟

رجل يمشي في ظل طقس تتخلله نسبة عالية من الرطوبة (رويترز)
رجل يمشي في ظل طقس تتخلله نسبة عالية من الرطوبة (رويترز)
TT

لماذا يصيبنا التوتر بسبب الرطوبة؟

رجل يمشي في ظل طقس تتخلله نسبة عالية من الرطوبة (رويترز)
رجل يمشي في ظل طقس تتخلله نسبة عالية من الرطوبة (رويترز)

فسَّر خبراء لصحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية السبب الذي يجعلنا نشعر بالتوتر والإرهاق في الأجواء الرطبة؛ حيث قالت منسقة البرامج العامة في هيئة الأرصاد الجوية الأميركية، جيسيكا لي، إنه كلما زادت سخونة الطقس، زادت قدرة الهواء على الاحتفاظ بالرطوبة، ولهذا السبب يمكن أن يكون يوم الصيف الحار أكثر لزوجة من صباح ضبابي في الربيع.

وأضافت أنه يمكن للرطوبة العالية أيضاً أن تمنع الجسم من التبريد بشكل فعال، مما يجعل الحرارة أكثر خطورة أيضاً.

ومن جانبه، قال أستاذ طب الطوارئ في جامعة بنسلفانيا، الدكتور أنتوني مازيو، إنه عندما ترتفع درجة حرارة الجسم، فإنه يرسل خليطاً من الماء والملح إلى سطح بشرتك؛ حيث يخرج من المسام على شكل عرق؛ لكن العرق بحد ذاته ليس هو ما يبرد الجسم؛ إنها فيزياء التبخر.

وأضاف أن مشكلة الرطوبة العالية هي أن الهواء الممتلئ -أو شبه الممتلئ- بالرطوبة، يمنع العرق من التبخر بكفاءة، وعندما لا يتبخر العرق، لا يمكن لجسم أن يبرد، وعندما لا يتمكن من التبريد، يتعرق أكثر.

وذكر الدكتور راهول شارما، رئيس طب الطوارئ في كلية طب «وايل كورنيل» ومستشفى «نيويورك بريسبيتيريان»: «عندما يتبخر العرق، فإنه يزيل الحرارة من الجسم، ويتطلب العرق طاقة حتى يتبخر، وعندما يتبخر من جلدنا فإنه يأخذ تلك الطاقة من حرارة الجسم، مما يبردنا».

وأضاف أن الرطوبة العالية يمكن أن تسبب انقباض الشعب الهوائية، مما يعني ضيقاً بها، وهذا أكثر خطورة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الربو.

وقال إن الهواء الرطب يحبس أيضاً المواد المسببة للحساسية والملوثات، وينمو العفن بسهولة أكبر في الظروف الرطبة. كل هذا يمكن أن يجعل التنفس أكثر صعوبة.

وأوضحت الدكتورة جوري أغاروال، الأستاذة المشاركة في الطب السريري، في كلية الطب بجامعة «ميامي ميلر»، أنه عندما لا يتبخر العرق بكفاءة، يجب أن يعمل الجسم بجهد أكبر ليظل بارداً، وهذا يمكن أن يسبب الإرهاق والضعف.

وقالت: «كلما زاد تعرقك أصبحت أكثر جفافاً، مما يزيد من إرهاقك»، وذكرت أن «آلية التبريد الأخرى التي يستخدمها جسمك تتضمن تحويل الدم الدافئ من الأعضاء الداخلية، بما في ذلك تلك الموجودة في الجهاز الهضمي. هذا يمكن أن يجعلك تشعر بالغثيان».

وللتغلب على الرطوبة، نصحت أغاروال بشرب الماء قبل أن تشعر بالعطش، فهذا يساعد على منع الجفاف الذي يأتي من التعرق أكثر من اللازم، لذا يمكن للمشروبات الرياضية والعصائر والأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الماء أن ترطبك أيضاً.

وكذلك لفت الدكتور كايل إنفيلد، الأستاذ المساعد في الطب بجامعة فيرجينيا، إلى أن النشاط المكثف يمكن أن يجعل جسمك أكثر عرضة لارتفاع درجة الحرارة.

وقال: «إذا كنت تخطط للمشي مسافات طويلة، أو ركوب الدراجة فترة طويلة، أو أي تمرين شاق آخر، فقد يكون من المفيد إذا كانت لديك المرونة لممارسة التمارين في الهواء الطلق، في الصباح الباكر أو في المساء، عندما يكون الجو بارداً».


مقالات ذات صلة

هيئة طبية: جدري القردة خارج نطاق السيطرة في أفريقيا

أفريقيا مريض يعاني من الجدري داخل مستشفى في جمهورية الكونغو الديمقراطية (أ.ف.ب)

هيئة طبية: جدري القردة خارج نطاق السيطرة في أفريقيا

حذرت المراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، الخميس، من أن تفشي جدري القردة في أفريقيا لا يزال خارج نطاق السيطرة، لأن الحالات تتزايد في عدد من البلدان.

«الشرق الأوسط» (دكار )
المشرق العربي منظمة الصحة العالمية تقول إن تفجير أجهزة الاتصالات اللاسلكية في لبنان أدى إلى «تعطيل خطير» في القطاع الصحي (رويترز)

«الصحة العالمية»: تفجير أجهزة الاتصالات في لبنان عطل القطاع الصحي الهش بالفعل

قالت منظمة الصحة العالمية، اليوم الخميس، إن تفجير أجهزة الاتصالات اللاسلكية في لبنان هذا الأسبوع أدى إلى «تعطيل خطير» بالقطاع الصحي.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
رياضة عالمية المبادرة تستهدف تسليط الضوء على مخاطر إصابات الدماغ وتقديم المشورة والتوعية (الشرق الأوسط)

«فيفا» و«الصحة العالمية» يتعاونان لمكافحة إصابات ارتجاج المخ

أطلق الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) ومنظمة الصحة العالمية اليوم الأربعاء مبادرة عالمية للتوعية بمخاطر إصابات ارتجاج المخ وذلك بالتعاون مع خبراء في المجال.

«الشرق الأوسط» (زيوريخ)
صحتك ثعبان بمعهد بوتانتان في ساو باولو البرازيلية 27 أغسطس 2021 (رويترز)

«الصحة العالمية» تحذّر من زيادة لدغات الأفاعي حول العالم

حذّرت منظمة الصحة العالمية، الثلاثاء، من أن لدغات الأفاعي تقتل عشرات الآلاف من الأشخاص حول العالم سنوياً.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
يوميات الشرق رؤساء المراكز الأربعة وعدد من الأعضاء... ويبدو نائب الرئيس للأبحاث في جامعة «كاوست» (تصوير: غازي مهدي)

«4 مراكز علمية» تعزز الابتكار بالسعودية لمعالجة تحديات عالمية

ستتخصص مراكز التميّز الجديدة في معالجة التحديات الرئيسية في مجالات صحة الإنسان، واستدامة البيئة، والابتكار في الطاقة والصناعة، واقتصادات المستقبل.

سعيد الأبيض (ثول)

تقنية جديدة تكشف أمراضاً معدية بالصرف الصحي

أجهزة الاستشعار الورقية الجديدة سريعة وسهلة الاستخدام (جامعة كرانفيلد)
أجهزة الاستشعار الورقية الجديدة سريعة وسهلة الاستخدام (جامعة كرانفيلد)
TT

تقنية جديدة تكشف أمراضاً معدية بالصرف الصحي

أجهزة الاستشعار الورقية الجديدة سريعة وسهلة الاستخدام (جامعة كرانفيلد)
أجهزة الاستشعار الورقية الجديدة سريعة وسهلة الاستخدام (جامعة كرانفيلد)

توصّل باحثون في جامعة كرانفيلد ببريطانيا إلى طريقة لتحديد العلامات البيولوجية للأمراض المعدية في مياه الصرف الصحي باستخدام أجهزة استشعار ورقية بتقنية الأوريغامي.

وأوضحوا أنّ التقنية تتيح تتبُّع الأمراض المعدية باستخدام كاميرا الهاتف المحمول، وفق النتائج المنشورة، الخميس، في دورية «Cell Reports Physical Science».

وتقنية الأوريغامي هي فنّ طيّ الورق لإنشاء أشكال وهياكل معقَّدة. وفي السياق العلمي، تُستخدم لتطوير أجهزة استشعار وأدوات طبّية بسيطة وسهلة الاستخدام، إذ يجري طيّ الورق بطريقة تسمح بدمج مواد كيميائية أو حساسات، مما يجعلها فعالة في تطبيقات، مثل الكشف عن الأمراض أو تحليل المياه.

وتتميّز هذه الطريقة بكونها منخفضة التكلفة وسريعة وقابلة للتكيّف، مما يسهّل استخدامها في البيئات المختلفة، وقد تُحدث تغييرات كبيرة في كيفية توجيه التدابير الصحية العامة في أي أوبئة مستقبلية.

وتُعَدُّ اختبارات مياه الصرف الصحي واحدة من الطرق الرئيسية لتقويم انتشار الأمراض المعدية في المجتمعات، مثل الفيروس المسبب لـ«كوفيد - 19» والإنفلونزا.

ويأخذ الباحثون عيّنات من محطات معالجة المياه المختلفة في جميع أنحاء البلاد، ويستخدمون النتائج لفهم المناطق التي تعاني أعلى معدّلات العدوى.

وطوّر الفريق هذه الطريقة الجديدة خلال الجائحة لتتبُّع معدّلات العدوى في المجتمع وتوجيه التدابير الصحية.

وعن طريقة استخدام أجهزة الاستشعار الورقية الجديدة، أوضحوا أنها سريعة وسهلة الاستخدام، إذ توضع عيّنات مياه الصرف الصحي على ورقة مطبوعة بالشمع تُطوى على شكل «أوريغامي».

وتحتوي الورقة على مواد كيميائية تتفاعل مع بعض علامات الأمراض، مما يؤدّي إلى ظهور لون فلوري. ويمكن قراءة النتائج باستخدام كاميرا الهاتف المحمول، ما يتيح جمع البيانات بسرعة.

وأجرى الفريق البحثي اختبارات ميدانية في 4 فنادق للحجر الصحي بالقرب من مطار هيثرو. استغرقت العملية بأكملها، من أخذ العيّنة إلى الحصول على النتائج، أقل من 90 دقيقة، مقارنةً بنحو 4 ساعات للاختبار التقليدي. وأظهرت النتائج أنّ هذه الأجهزة الجديدة تقدّم نتائج دقيقة مثل اختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR)، ولكن بتكلفة أقلّ بكثير، مما يوفر إنذاراً مبكراً عن الأمراض في المجتمع.

وقال الباحث الرئيسي للدراسة في جامعة كرانفيلد، البروفيسور زهوغن يانغ: «خلال الجائحة، أثبتنا أنّ تحليل مياه الصرف بشكل سريع وسيلة فعالة لتتبُّع الأمراض المعدية وإدارة الصحة العامة».

وأضاف عبر موقع الجامعة، أنّ الاختبار البسيط الذي طوره الفريق يُكلّف جنيهاً إسترلينياً واحداً، ويستخدم وظيفة الكاميرا المتاحة بشكل شائع في الهواتف المحمولة، ما يجعله متاحاً بسهولة، ويمكن أن يكون هذا نقطة تحول في توقُّع معدّلات الأمراض وتحسين الصحة العامة في مواجهة الأوبئة المستقبلية.